عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: قراءة في دور الاعلام الخميس 19 نوفمبر - 4:00
قراءة في دور الاعلام
الدكتور ابراهيم الجعفري
المرتكز الاخر الذي اجده على مستوى الفعل هو اننا نجد الكثير من الفضائيات يحتاج الى ثقافة والى اشاعة الثقافة، ان ثقافة الصورة غير ثقافة المشافهة، وغير ثقافة المكتوب بالكتاب، الصورة الحية ذات تأثير كبير وكما يقول المثل وينسب الى الامثلة الصينية:" ان الصورة الواحدة تعدل الف كتاب" هذه الصورة اذن مهمة جدا، يعني ان الفضائيات اليوم يجب ان لا تسمى سلطة رابعة، انا اعتقد انها القوة الاولى، والحكومة الاولى والسلطة الاولى، لا يوجد مسؤول في الدولة، بل في اي دولة في العالم، الا ويرتكز على الاعلام، ولا يوجد مسؤول في العالم يريد ان ينشر ويعرف بما انتجه في السياسة الا ويفعل ذلك من خلال شق الطريق باتجاه الاعلام، نحن نعيش زمن العولمة ونعيش حضارة جديدة اختزلت المسافة والزمن، يعني انك ما بين الخروج الى العمل في الصباح ووقت العودة منه في الليل ستجد احداثا كثيرة وتود ان تعرفها وتعرف خلفياتها حتى تتعامل معها، لا تستطيع ان تتعاطى مع الاخر وانت اعمى، الفضائية تعطيك صورة حية، وبذلك تستطيع ان تتعامل مع الاشياء، نقاط خلل كثيرة يستطيع الاعلام ان يوجهها من زاوية انه يذكر السياسيين بانهم امام فرصة بناء، هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية في العراق، نحن بأمس الحاجة الى الاعلام الهادف، الاعلام الذي لا يقف عند حدود صورة المأساة والتراجيدية، وانما الى جانب هذه الصورة المأساوية يحاول ان يحرك مكامن القوة، وكأن لسان حاله يقول: هذا هو الحل، وهذه هي الطريقة الصحيحة. يستطيع الاعلام ان يصل الى الكثير من الزوايا التي ما زالت اثار الفساد الموروث من الانظمة السابقة باقية فيها، الفساد الاداري والمالي والاخلاقي والسياسي، قد يجد ذلك كله في بعض مرافق الدولة لقد ورثنا الكثير من الفساد. ان سقوط الرمز لا يعني سقوط الظاهرة، الظاهرة تمتد الى وقت اطول من عمر الرمز، من الخطأ ان نعتقد انه في اليوم الذي سقط فيه صدام سقطت المفاهيم الصدامية، لانه ايا كان لابد ان تكون له منظومة مفاهيم، هل سقطت جميعها؟ ام انها بقيت تترسخ عبر الايام؟ ينبغي ان نواجه ما بقي منها بما يتناسب مع خطورته. العواطف والشعارات لا تبني مجتمعا، عندما يحضر الاعلامي ويوجه عدسته وتعليقه ويختار الصورة والالفاظ والعبارات بطريقة دقيقة جدا تناسب هذه الحالة، تجده يحمل مشروع حل، ولا يكون حياديا نزل من القمر الى العراق، انما انطلق من العراق، لذلك ينظر الى هذا البلد، اي بلده، باعتباره معنيا بمعالجته، مرة يكون الاعلام اعلاما عراقيا من العراق، واخرى عراقيا مع الاخر، ومرة من الاخر الى العراق، فبثقة نحن نتحدث من العراق والى العراق، من تاريخ العراق الى حاضر العراق ومن حاضر العراق الى مستقبل العراق، ومرة اخرى نتكلم عن العراق الى الاخر، لماذا لا نصدر الى العالم من دون كذب؟ ومن دون تهويل؟ كيف نصدر الى العالم ونأخذ من الاخر؟ كيف نتعلم من الدول التي سبقتنا في الاقتصاد والخدمات والاداء السياسي؟ في حقوق الانسان؟ في حقوق المرأة؟ وتطور الفن والرياضة وفي كل شيء. نحن لا نستطيع كلنا ان نسافر الى بلدان العالم، لكن الاعلامي يستطيع بعدسته ان يجعل العالم في بيتك، وفي غرفتك، ويجنبك مغبة التعقيدات ويقدم لك الصورة الحية التي تشعرك انك تعيش داخلها، هذا هو دور الاعلام. في النهاية، هذه الحرب، حرب الارهاب هي حرب عالمية ثالثة. اي قارة الان سالمة منها؟ بدأت الان الحرب الحديثة في اميركا بالمدنيين (نيويورك وواشنطن 11 سبتمبر 2001) ثم امتدت الى اسبانيا ثم الى بريطانيا ثم الى شرم الشيخ في مصر ثم الى الشرق الاوسط والى العراق وافغانستان وايران والسعودية وسوريا وكل المناطق، انها تجعل من الانسان بما هو انسان هدفا، في الحرب العالمية الثانية بعد ان دخلت اميركا في 7 كانون الاول 1941 لم تخسر من المدنيين الا اقل من عشرة، اقل من اصابع اليدين، لكنها خسرت في 11 سبتمبر اكثر من ثلاثة آلاف شخص من المدنيين، حقيقة نحن في حرب عالمية ثالثة، لا احد يتصور ان الارهاب عملية نبعت في العراق وتقف عند حدود العراق، وبالتالي علينا جميعا ان نواجه هؤلاء جميعا لنوقف هذا الخطر المشترك والتحدي المشترك، اننا لسنا امام مشكلة عراقية فقط، نعم هي مشكلة عراقية لكنها جزء من المشكلة العالمية، نحن لسنا فقط امام تحد يهدد الارض العراقية فقط، نحن امام تحد يهدد العالم باسره من دون استثناء، اين دور الاعلام فيه؟ الان يأتي دوره بالصورة الحية، والزاوية التي تظهر صورته القبيحة لبعض الذين لا يزالون يعيشون مضغوطين واسارى بعض الشعارات والفهم السطحي للدين. لك ان تقبل ما تقبل نحن مشكلتنا ليست في الدين مشكلتنا بالتدين بطريقة فهم الدين، ليس فقط في ديننا كل الديانات السماوية التقت على احترام الانسان، "لقد كرمنا بين ادم" وعلى حب الانسان وعلى اشاعة المحبة، حتى الانظمة غير الدينية تلتقي مع الرسالات السماوية في الاتجاه نفسه، مشكلتنا في طريقة فهم الدين، وفي "اذهب اقتل نفسك حتى تتناول طعام الغداء مع الرسول(ص) ومن هو الضحية؟ اطفال واين ميدان التفجير؟ جامعة المستنصرية منارة العلم، والتاريخ 1250 سنة، ما هذه المفاهيم؟ اين دور الاعلام هذه لا تخص اعلامية دون اخرى، ولا العراق دون غيره، هؤلاء ينبغي ان يتصدى لهم الجميع، هل هناك صراع بين حزبين سياسيين، بين مجموعتين على الحكم والسلطة؟ ليس الامر كذلك، هنا تأتي فراسة الاعلامي، امام قضية الطفل الضحية في مدينة الخالص الذي كان يبلغ من العمر اربعة ايام، نحن الان بلد مأساة الارهاب، انني اعتقد ان على الاعلامي ان يقدم الصور الحية عن المجازر التي يرتكبها الارهاب وعن المآسي التي يتسبب بها للعراق وللعراقيين. هذه الصور يجب ان نبرزها ليشعر العالم بما يحصل في العراق، حتى تكون النتيجة الطبيعية ان يتعاطف العالم معنا، الناس اعداء ما جهلوا وهناك مشتركات وهناك ثقافة يمكن ان تدفع الى التعاون ان الفضائية والاعلامي معنيان بربط المصالح العراقية في نسيج وطني واحد جميعنا الآن مسؤولون: العرب، الاكراد، التركمان، الاشوريين، الصابئة والسنة والشيعة، كل هؤلاء من دون استثناء مسؤولون. يجب ان يعلو صوت الوطنية، وان يتصدر الولاء الوطني وان نكون امام ثقافة وطنية سياسية عريقة وجديدة، يعلو فيها الصوت الوطني العراقي فوق بقية الاصوات، لا نريد عراقا من دون تعددية، على العكس من ذلك، لا نريد من السني ان يترك سنيته ومن الشيعي ان يترك شيعيته ومن الكردي ان يترك كرديته ومن العربي ان يترك عربيته، لا نريد هذا اطلاقا، انما نريد ان نجد حالة من التعايش فمعنى ان تكون وطنيا هو ان ترتبط بالوطن وبابناء الوطن، هذه التحديات يجب ان نواجهها بحلول، واول شيء يجب ان نوضحه للعالم هو ان هذا الخطر الذي يداهم العراق ليس تعبيرا عن صراع مذهبي، او عن صراع سياسي قومي، هذا كله خطأ، وغير صحيح، ليست المسألة انك اذا اتجهت الى منطقة كردستان فانت امام ضحية كردي، هل هذا الكردي مقطوع الجذور الانسانية عن البقية؟ هذا انتهاك لحرمة الانسان العراقي، بل الانسان مطلقا، وكذلك حال الـ(350) الف ضحية الذين دفنوا احياء في المقابر الجماعية ماذا اخذت الفضائيات العراقية عنهم؟ كم فتحنا من ملفات؟ حلبجة والانفال ومآسي الموصل وكركوك والمقابر الجماعية. كم عرضنا منها في التلفزيون؟ هل علمنا حالة من التزامن مع الوقت الذي سيعدم فيه طاغوت بغداد، لم يبق جزء او شريحة من شرائح الشعب العراقي لم ينلها نصيب من مآسي الطاغية واضطهاده، هذا يعني ان الافعال والمبادرات تحركنا مرة وردود الافعال تحركنا مرة اخرى. صناعة الاهداف المشتركة يجب علينا جميعنا كاعلاميين بين فترة واخرى ان نصنع الاهداف المشتركة والهموم المشتركة والاخطاء المشتركة، هناك مخاطر كثيرة، الطائفية التي دخلت الى العراق، من اين دخلت؟ من اين جاءت ثقافة الكراهية التي يحاول البعض ان يصدرها بخطاب انه اذا كنت سنيا اكره الشيعي لا لشيء الا لانه شيعي، وانت ايها الشيعي يجب ان تكره السني لا لشيء الا لانه سني؟ لكن، اذا كنت من ابوين مختلفين بالمذهب مع من تقف؟ مع ابيك ام مع امك؟ ما هذا الكلام؟ هل هذا هو الاسلام الحنيف الذي اجاز للمسلم ان يتزوج كتابية من الديانات الاخرى؟ هل هذا بلدنا الذي رأيناه كيف يتعايش وكيف يتعامل ... الخ. عندما نفكر فضائياتنا بالمشتركات تتعالى عن هذه الجزئيات هذا سني وهذا شيعي وهذا عربي وهذا كردي. لندع الوطني العراقي يشق طريقه ويقدم خدمة للبلد، لماذا نتقبل هذه الحقيقة في مجال الطب عندما تعرض ابناؤنا وبناتنا على الطبيب الاكفأ بغض النظر عن قوميته ودينه، ولا نعرض قضايانا السياسية على الاكفأ لماذا؟ هل ابناؤنا افضل من العراق؟ كما انني احرص على ان ابني بيتي بامهر مهندس وأعالج ابني على ايدي امهر طبيب، ايضا انا محتاج الى امهر اعلامي وسياسي مع بعض الفوارق الموضوعية، هذه الحقيقة تبقى قائمة، يجب ان لا نشخص الاعلام ونحوله شيئا فشيئا الى ظواهر عشائرية بالمعنى القديم. حتى العشائر تقدم نمطية جديدة وسياقا جديدا وتربط بين الانتماء القبلي والحالة الوطنية العراقية. ان التعامل مع قضايانا يجب ان يكون بموضوعية فنشير الى مكامن الصواب لتعميمها، والى مكامن الخطأ لمعالجتها، يجب ان نأخذ الصحيح ونرفض الخطأ، اكاديمياتنا تنفتح على كل آراء العالم، في اي كلية من الكليات تجد المصادر والمراجع من دول متعددة، ربما تقف معسكرات الضد، لكنها تناقشها كنظريات علمية، بغض النظر عن مصدرها فاذا كانت خطأ تردها، واذا كانت صحيحة تتفق معها، فالمنهج المقارن الموضوعي، يجعل الانسان يطل من الناحية الموضوعية، فيأخذ1 بثقة ويعطي بثقة، ولا يتردد، لان الاعلام بالنسبة لنا قضية مصير. ازمة اعلام وحصار اعلامي نحن الان امام ازمة اعلام وحصار اعلامي، وتدركون ذلك لانكم تتحركون اكثر مني في مجال الاعلام، ان عندنا منجزات وتاريخ زاهر، وحاضر معطاء، ومستقبل واعد، لكن ليس عندنا اعلام يعكس ذلك، وهذا يشكل نقطة ضعف امام الحصار الاعلامي، فالعالم في بعض الاحيان يأخذ اللون الاحمر من دون الالوان الخضراء، اللون الاخضر يغطي العراق، لكن الاعلام لا يرى الا اللون الاحمر، لون الدم، يستطيع الاعلامي الوطني ان يفرض نفسه ويغير موازين الاشياء، تذكرون ماذا عمل الفريق الرياضي العراقي في حدث واحد، لكننا للاسف لم تعطه حقه، لماذا لم نتحدث عنه؟ لماذا لم نتحدث عنه؟ لماذا لم يركز الاعلام على ما احدثه الفريق عند صعوده الى الخط الاول في مسابقات آسيا؟ كان البعض يعتقد ان السني لا يجلس الى جانب الشيعي، وان الغربي لا يجلس كذلك مع الكردي، واذا الفريق العراقي يجيب على هذا الاشكالات هذا شيء رائع وجيد، وهكذا في مجالات اخرى، تمنياتي ان تتجده هذه اللقاءات وان نجدد جسور الثقة والمحبة بيننا جميعا، ان جميع العاملين والعاملات في الفضائيات هم ابناؤنا واعزاؤنا، انا احترم التزام اي واحد منكم بخصوصياته قناته، بل احتفظ عليه اذا لم يلتزم فمن الامانة ان تلتزم سياسة القناة التي انت فيها، لكن ليس على حساب الوطنية العراقية، ينبغي ان يكون هناك مشترك بين كل ابناء الفضائيات وهذا المشترك هو الوطنية العراقية. التشخيص والعلاج يجب ان نجتهد لنوجد حزاما رابطا يشد العالمين والعاملات في كل الفضائيات وليكن هناك تسابق، هذا هو التسابق الجيد (ختامها مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) شيء رائع ان تكون هنا قناة فضائية، تكملها قناة فضائية هناك، وبرنامج ناجح هنا، وبرنانج انجح هناك، ومقدم برنامج من ابنائنا واعزائنا وبناتنا وعزيزاتنا هنا، ومقدم برنامج هناك، كلهم نفس الشيء، هذه الثقافة، عندما تسود عندنا كالاعلاميين، سيكون لها تأثيرها الكبير، وسنعكسها، على الاخرين، المتلقي يأخذ منك عندما يكون المعطي قد اخذ حصة كافية من الاشياء التي يعتقد بها، يأخذها ثم يعكسها على البقية، نحن الان امام صناعة عراق جديد وفي مرحلة التأسيس ليس فقط تأسيس مؤسسة، انما تأسيس حالة اجتماعية جديدة، مجتمعنا ليس مقطوع الصلة والجذور عن مسيرته الشاقة والطويلة عبر الزمن، رغم ان الشوط الاخير 35 سنة طغة عليه القمع والتمايز العنصري والنعرة الطائفية والاحادية وقد ترك آثاره وبصماته في مظاهر الفساد الذي تنظهر على شكل صور مختلفة، في الادارة وفي الاخلاق وربما تبقى هذه الاثار بعض الوقت، فهذا طبيعي، وهنا يأتي دور الاعلام ليشير الى هذه الحالة ويقدم الحل. اجمل شيء بالاعلامي ان تسمع له صوتين في آن واحد صوت التشخيص للمشكلة وصوت العلاج للحل، انا لا اعتقد ان هناك مسؤولا في الدولة لا يبحث عن الحل، فلا تزهدوا باي تقرير اعلامي، وباية مهمة مراسل، في اي منطقة من المناطق ابدا لا تزهدوا في نقل الوقائع ووجهات نظركم، ليراها الجميع ويتأملوا فيها ويأخذوا منها، انكم تستطيعون ان تجعلوا المسؤول حاضرا في كل بيت، من دون ان يتجشم عناء الذهاب اليه، لان من المستحيل عليه ان يدخل في كل بيت، بينما تستطيعون انتم ان توصلوه الى كل بيت ليغوص في عمق المشكلة، لكن ينبغي ان نتمتع بالخط العام للدولة بصورة عامة، حتى لا يكون النظري والتنظير على حساب التعاطي الواقعي، نحن في مجالات تعاملنا مع المشاكل المستجدة يجب ان نقترب ولا اقول نتطابق. الان في المشكل الحدودي مع تركيا لابد ان يكون هناك شيء يجمعنا فنحن لا نريد ان يعمل في فصيل في الارض العراقية ويتسبب باذى لاية دولة من الدول الجوار، كذلك عندنا مفهوم ثان هو سيادة العراق وارض العراق وشعب العراق ولا نريد ان تصبح حدودنا عرضة للانتهاك، خارج هذه الثوابت يستطيع المراسل صاحب التقرير ويتلكم بما يشاء، هناك ثوابت وطنية وعندما يصبح لدينا وعي والتزام بالثوابت الوطنية والاخلاقية سنجيد الابداع بالتفاصيل وبالتنظير وما شاكل ذلك بشكل جيد جدا.