تيار الاصلاح الوطني مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
| موضوع: أزمة البصرة الخميس 19 نوفمبر - 16:32 | |
| كلمة دولة الدكتور إبراهيم الحعفري خلال استقباله رئيس مجلس النواب العراقي ومجموعة من من الشخصيات السياسية والبرلمانية للتباحث حول ازمة البصرة بتأريخ 2008/3/27
بسم الله الرحمن الرحيم
بمزيد من التحية والاحترام وعميق المشاعر، نستقبلكم في هذا البيت (مقر اقامة الدكتور الجعفري) لنتداول واياكم، ما يهـم شعبنا وبلدنا، في هذه الظروف الاستثنائية والخاصة .... يعلم حضراتكم، ان هذه المسيرة التي توجت بما وصلنا اليه، من اندحار للدكتاتورية، وما افادت التجرية الجديدة، من نتاجات ديمقراطية، سواء ما كان منه في بنية البرلمان، أو هيئة الدستور، او الحكومة المقرة من البرلمان. طبعا لم يأت هذا اعتباطا، انما جاء نتيجة مخاضٍ صعب، ومسيرة مضمخة بالدم، استمرت قرابة الثلاثة عقود ونصف على وجه التحديد، شارك فيها الجميع بمختلف خلفياتهم المذهبية، والدينية، والسياسية والقومية. اذا كانت مسوؤلية دحر الدكتاتورية، تقع على عاتق الجميع من دون استثناء, واذا كانت مهمة اسقاط النظام المفروض على شعبنا، والذي ربض على صدره الحبيب تقع علينا جميعا، فان مسؤولية اقامة نظام جديد، هي الاخرى تقع على عاتقنا جميعا. يشتبه من يظن، انه بعد عملية اسقاط نظام ما في اي مكان في العالم، تلقائيا بعد سقوطه، يولد بدلا عنه نظام جماهيري شعبي، يتسم بالعدالة، وينشر ظله الوارف على كل بيت من البيوت، وعلى كل مـرفق من مرافق الدولة بشكل عفوي, انما يحتاج بناء نظام جديد، الى مزيد من الجهد. لذلك فان نظرة سريعة، على ماضي تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار، يكشف لنا بما لا يدع مجالا للشك، انها مرت بظروف أصعب من ظروفنا، واعطت كثيرا من الدماء . من هنا.... تكون مسؤولية اصلاح المؤسسات، ومرافق الدولة، والبنى الاجتماعية، ليست منفصلة عن اصلاح البنية الاجتماعية. لذا يعجبني هذا الترابط العضوي والذي استوحيه من القران الكريم: ((انَّ اللهَ لا يـُغيّرُ ما بقوم ٍحتى يُغيّروا ما بأنفسِهم)). اقول ان هذه الحقيقة القرانية، سرعان ما أخذت طريقها الى كثير من الناس، لانها عـبرت عن حقيقة اجتماعية... وهذا مادفع ثاني رؤوساء اميركا (جون ادمز) ليقول: إن الاستقلال الذي حصلت عليه امريكا، بعد التحرر من نيـر الاستعمار البريطاني عام 1783، لم يكن الا نتيجة لتحرر، واستقلال الامة الاميركية في داخل شخصيتها، بعقلها حين تفكر، وبقلبها حين تشعر وتـُحس. لقد كان ما حدث في حادثة (جسر كونكورد) التي وصلت حد المصيبة في اميركا، كانت مدعاة لان تبدأ مسيرة الاصلاح، والتي تبلورت على شكل ثورة. في الأمم الحية ونحن منها، الرجال والنساء من الأفذاذ أمثالكم، هم الذين يرتقوا الى مستوى طموحات شعبنا، حتى يكون جيدا، اننا نصنع الواقع الجديد، والواقع الجديد عندما نصنعه، قد يتعرض لموجة من المشاكل، ويواجه تحديات، لذا يجب ان نأخذ من هذه التحديات، مادة حقيقةً لتحقيق مزيد من الانتصار. إن هذه التراكمات موجودة منذ زمن، وهي تتداخل اجتماعيا في الحياة، كما تتداخل وجهات النظر المختلفة، لكن ربما توجد هناك عناصر شر تتخلل بعض الأوساط، فتضفي على اداءها خطرا معينا، وربما هذا الشر، يتخلل هذه الهوية او تلك. لهذا نحن نحتاج جميعا، أن نتبصر ونـُحدق النظر جيدا، في كل صفحة من صفحات هذه التجربة، ومن خلال هذا الوعي الكاشف عن الحقائق، والبصيرة النافذة، نستطيع أن نبني عراقنا الجديد. ليس خافيا عليكم ما حصل في مسرح البصرة، ونحن وان لم نكن بصريين بالجغرافيا والأرض، لكننا بصريون الى (مخ العظم) بوطنيتنا، وهذا حال كل بصري، وكل موصلي، وكل فرد من الأنبار، أو النجف، أو من واسط، وكذلك الامر في كل منطقة من مناطق العراق. إننا نستوحي هذا من النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) حيث يؤكد الرسول الاكرم: أن حب الوطن من الايمان. ولكن لا معنى لحب الوطن، من دون حب المواطنين، ولا معنى لحب للمواطنين من دون التضحية من اجلهم، وهنا لا حدود لهذه التضحية، إن الانسان يضحي بنفسه، وبكل شي من اجل وطنه، لذلك فنحن نطلق اصوات الشجاعة، والتضحية، ونصرة شعبنا، في كل مورد من الموارد، وفي كل صفحة من صفحات المواجهة, حيث لا نخشى احدا إلا الله (تبارك وتعالى) لاننا مع كلمة الحق. نحن نريد للحكومة أن تدخل في سياق الدولة الجديدة، لأن الحكومة مؤسسة من مؤسسات الدولة، ونحن نريد أن نبني دولة جديدة، فالحكومة مؤسسة من المؤسسات التي تشاع فيها الديمقراطية، ويتحكم فيها القانون والأمن، حيث تحافظ الحكومة، لهذا الشعب حقوقه وامتيازاته، من دون أن تجر - لا سامح الله- الى معارك مع هذا أو ذاك. ما كان لهذه الحكومة ان تنشأ، لولا جهود الكثير من الذين عبّروا بدرجة او أخرى عن معاناة شعبنا. لذا ليس من السهل أن نختزل شعبا ما بشخصية واحدة، لكن السيد الصدر (محمد باقر الصدر) استطاع أن يتسع لشعب العراق كله، ولكل مجتمع حالة استثنائية. كان الشهيد (محمد باقر الصدر)،(قدس) نجفيا من حيث مناطقيته، لكنه لم يتخذ (النجفية) كعصبية، وانما تحدث بحجم العراق ، وكان عربيا لكنه خاطب الاكراد، وكان من الذين انخرطوا في مدح أهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، لكنه تحدث بحجم الإسلام كله، وكان مسلما لكنه ارتقى الى كل المواطنين. عليه عندما نتمثـل صورة الصدر، الذي انطلق في اواسط الخمسينات، ندرك عمق خطابه، إلا أن وشـح سيرته العطرة في الثمانينات (تاريخ اعدامه)، حيث توج تلك المسيرة المباركة والمظفرة، وحيث هدر دمه الشريف, لذلك استحق الصدر ،أن يكون قـدرا للعراق كله، ليس لانه انتصر لطائفة معينة، ولا لخلفية قومية معينة.. ابدا، لكنه استحق ذلك لانه ابى إلا أن يفكر بحجم العراق كله. من وحي هذه المبادئ والمفاهيم، ومن وحي هذه المصاديق الرائعة، علينا ان نرى، ان هذه المسيرة ليست معزولة بحاضرها عن ماضيها. لقد قدم ابناؤنا دماءهم، وعرقهم، ودموعهم، من اجل اقامة هذه الدولة، لذلك نحن عندما نتمسك بالحكومة، ونتمسك بافرازات التجربة الديمقراطية، انما نتمسك بها، لانها تعـبِر تعبيرا دقيقا عن حقوق شعبنا, وأنما نقف الى جانب الحكومة، لاننا ننطلق من التزامنا بسيادة القانون، ومن اجل تجنيب شعبنا الخروقات الامنية. لكننا في نفس الوقت، نريد من أجهزة الحكومة، ان تتحرك وان تصوب بنادقها فقط وفقط باتجاه أعداء شعبنا، وان تتحاشى - لا سامح الله - ان تطلق اطلاقة واحدة على اي بريء من الابرياء. هذا الوقت يجب أن يسود فيه الحوار بالكلمة الطيبة، وان يعلو صوت الكلمة السياسية، والحوار السياسي، فوق قرقعة السلاح، وازيز البنادق، وضجيج المدفعيات، ونريد لهذا الحوار أن يستمر الى الابد، نعم.. في حالة واحدة نستعمل لغة السلاح، الا وهي مع اعداءنا. هناك اختراقات في صفوف هذا الحزب او ذاك، في هذا التيار أو ذاك، لكننا ينبغي ان لا ننجر لذلك، وان نميز بين اولئك المخترقين، وبين القواعد الشعبية، والتي كانت مادة الثورة ايام كنا معارضة، وهي مادة الدولة ايام ننوي ان نـُقيم صرح دولة جديدة، تقوم على اساس عائلة جماعية. إن الشعب هو قاعدة الدولة، ونحن انطلقنا منه، ونعمل من اجله وبواسطته، ولذلك يجب ان نعين اجهزتنا الامنية في مسك زمام الامن، لان المواطنين يريدون منا امنا، كما يريدون منا غذاءا، ويريدون منـا عدلا اجتماعيا. لكننا بنفس الوقت، يجب ان نغلق الطريق، امام كل الذين يدفعونا ولو بغير قصد إننا - لاسامح الله - نشتبه بين اعداءنا وأصدقائنا. لقد قدم التيار الصدري الكثير، وخطوة تجميد (جيش المهدي) خطوة ايجابية، يشكَر الإخوة عليها، وهو موقف مشرف وجيد اقدم عليه السيد (مقتدى الصدر)، وأنا أسمع كذلك بعض التصريحات، حول ضرورة سيادة القانون والالتزام به، والتمسك بالامن، والتعاطي السياسي والامني بحسب ما يسمح به الدستور، هذه ظواهر صحية لبناء العراق الجديد، ولذلك يجب ان نعمل على اشاعة هذه الثقافة الجديدة, ثقافة سيادة القانون، والابتعاد عن كل شيء أخر. غير خاف عليكم ان الازمة التي تـمر بها مدينة البصرة - ثغر العراق الباسم - هذه المدينة، التي تمثل الخزين الحضاري لتاريخ العراق بأدبه، وحديثه، وشعره، وثروته النفطية، والزراعية، والمائية، واطلالته على الخليج, لذا يجب ان تنعم البصرة بهذا وان تعود البسمة لها، ويجب ان لا نجعلها تعيش- لا سامح الله - حالة تهديد لامنها من أي مصدر كان. يجب ان يعاد النظام الى البصرة، حيث شهدت الاشهر الاخيرة بعض حالات الابتزاز والخروقات الامنية، والتي ارتسمت على مسرح المدينة، مما جعل الحكومة تفكر في بسط الامن في المدينة، ولكن نريد أن يبسط الامن، بطريقة نتحاشى معها الى اقصى الدرجات، أن يقـع في أي جهة من الجهات، والتي تعتبر مادة للثورة، ومادة للدولة، في اوساطها أي ضحية. لقد دعوت لعقد جلسة اليوم، بعد ان راقبت مسيرة الاحداث من كثب، وتعلمون جيدا ان المهمة السياسية اليوم ليست في عاتق موقع من مواقع الدولة, انما تقع على عاتق كل المواطنين من دون استثناء. إن مسؤولية اقامة الدولة، تقع على عاتق كافة المواطنين لا نستثني من احد، لذا على الجميع في البيت، وفي السيارة، وفي المقهى وفي كل مكان، عليهم أن يتحاورا في ذلك. أنا هنا أكبر كثيرا الرجال والنساء، الذين أدوا دورهم في البرلمان، أو في الحكومات في المواقع الوزارية، لكنهم ظلوا مسؤولين، رغم انهم غادروا الموقع، لكنهم بقوا في الواقع السياسي. هذا هو العراق الجديد، لذلك ليس فضلا على أحد أن البعض يتحدث ويحمل هم العراق، فهذا ليس عملا طفوليا، فهم يأنون لأنين كل عراقي، وهم الذين يصنعون القرارات, وهذه القرارات تحتاج الى تصورات صحيحة، والتصور الصحيح هو المـقدمة لكل قرار وموقف صحيح. لذلك هذه الجلسة عقدت اليوم، لغرض مواكبة الاحداث الحاصلة الان، وكذلك من اجل تقديم مقترحات وخطوات عملية، للخروج من هذا المأزق، أقوى مما نكون عليه. أنا اتعشم بكافة السادة والسيدات، انهم يعرفوا كيف يتمولوا من زاد المحنة، ليكبروا عليها دون ان تكبر عليهم، ويعرفوا كيف يحددوا الاليات المناسبة لتقوية الانجازات التي اقدم عليها شعبنا، سواء أكان بتقوية البرلمان، أو تقوية الحكومة, تقوية التيارات الوطنية, تقوية كل شئ يرتبط بالعراق، لان مفهوم الدولة يتسع لكل مفردة من هذه المفردات. سنفتح باب الحوار في جلستنا هذه، بين كافة الاخوة الحضور، لغرض تدارس تحديد المشكلة ومعالمها، وأقتراح خطوات عملية لحلها، وبعد ذلك ان شاء الله تبارك وتعالى) ننتهي الى مجموعة توصيات، بحسب ماتجول به قراءة الحاضرين، حيث نقدم عليها لغرض التعامل مع هذه الحالة، مفوتين الفرصة على اعداء العراق، الذين يريدون - لا سامح الله - تمزيق الصف الوطني. شكرا لكم، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .
التصريح الذي ادلى به دولة الدكتور إبراهيم الجعفري الى مجموعة من القنوات الفضائية عقب الاجتماع التباحثي حول ازمة البصرة بتأريخ 2008/3/27
بسم الله الرحمن الرحيم
ضم الاجتماع اليوم مجموعة من الشخصيات الوطنية العراقية، من خلفيات ومواقع متنوعة، فمنهم من خلفية برلمانية، ومنهم من له سابقة برلمانية، ومن خلفيات حركية أو مستقلة كذلك، فيها تعدد مذهبي، وتعددات وتنوعات أخرى. كل الحاضرين، شدهم الحرص على الوطن، وما يتعرض له, حيث أكدوا من خلال ماطرحوه، من وجهات نظر، على ضرورة أن تـُقام دولة القانون، ودولة النظام، ودعم الحكومة، في كل ما يرسي قاعدة النظام. لكن في نفس الوقت، أكدوا الحرص على رعاية كافة التيارات، وبصورة خاصة اكدوا ووقفوا كثيرا عند تأريخ (التيارالصدري)، وبطولاته في تأريخه الحاضر، مؤكدين انه انجاز وافراز وطني، للمسيرة العراقية، الى جانب التيارات الوطنية الاخرى. من هنا تم تداول مجموعة كبيرة من النقاط، وهي مجرد مقترحات وضعت، لتتكامل مع بعضها كمشروع، عل ذلك يشق طريقه لاخماد هذه الفتنة، واعانة الحكومة والدولة، على تجاوز ما يحصل الان، وفي نفس الوقت، حقن دماء شعبنا، وحماية التجربة السياسية، من مغبة التعثر في هذه الحواجز. اليوم تشكلت لجنة، وهذا هو المبدأ الذي اتفق عليه الجميع، وسيادة الاخ الدكتور (محمود المشهداني) سيتولى عملية المتابعة لها، باعتباره رئيس مجلس النواب العراقي، حيث سيتولى عملية التنفيذ وتسمية الاعضاء. هذه اللجنة، ستحدد لنفسها ورقة عمل، على ضوء ماجرى هنا من نقاشات، ومن محاور حركة، نظرا لسرعة ما يتطلبه الامر. أخذ الحاضرون ايضا بنظر الاعتبار، انه من يوم غد بإذن الله (تعالى) سيباشر الدكتور (محمود المشهداني) في المطالبة بجلسة استثنائية للبرلمان، وسيتعامل مع كل محتملاته، لغرض انجازها بأقرب وقت ممكن. اليوم كانت النقاط المطروحة كثيرة، وأعجبنا ان يأتي هذا العدد التنوع، رغم سرعة الدعوة، وان دل هذا على شيء، إنما يدل على حرص الجميع على المصلحة الوطنية العراقية. الجميع هنا يتطلعون الى تقوية الدولة، تقوية الحكومة، الحرص على افرازات العملية السياسية, والحفاظ على وحدة البرلمان، على كافة التيارات، وعلى كافة القوى، هذا شئ بالنسبة لي، اعتبره انجازا كبيرا، واتمنى لإخواني من خلال هذه اللجنة، تحقيق كل الاهداف التي يتطلع اليها شعبنا.
النداء الذي وجهه الدكتور ابراهيم الجعفري الى كل المعنيين بأزمة البصرة بتاريخ 30/3/2008
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الشعب العراقي الكريم قال الله (تبارك وتعالى) : ((وتعاونوا على البِر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعـدوان)) شهدت الايام القليلة الماضية، مسارا مأساويا، ينوء بثقله ليرتسم على شكل توتر على ساحة البصرة الفيحاء, وكاد أن يمتد هذا التوتر، الى مدن اخرى، بالشكل الذي أخل بمصداقية وانسانية شعبنا، من خلال الاعتداءات التي حصلت بصورة عامة. الى جانب هذا المسار المأساوي، تتحرك قوى الخير من كل جانب ومكان, من اجل أن تقطع هذه المأساة، وترسم صورة تلوح بالافق، حيث يعم الخير بدل الشر، ويعلو صوت السلم على صوت المأساة، وقرقعة السلاح. من هنا بذلت الجهود طيلة هذه الفترة، حيث كانت قوى الخير، ترقب مايحصل في مختلف مناطق العراق، وبصورة خاصة في مدينة البصرة الامنة. كنا ولم نزلْ نتطلع الى حكومتنا، والى السيد (مقتدى الصدر) والى كافة القوى الخيرة، لان تأخذ دورها من اجل احلال السلم، واشاعة الطمأنينة، والحد من حالة الترويع، وقطـع الطريق، امام الذين يريدون أن يصدعوا في صدقية ووطنية مركبِنا السياسي حكومة، وشعبا، وفصائل، سواء أكانت الفصائل أحزابا أم تيارات. لقد ناشدنا كافة القوى الخيرة، ونحن اليوم حيث نستمع الى استجابة مباركة من قبل السيد (مقتدى الصدر) نعتبر ان هذه الاستجابة المباركة، ستواجه في المقابل باستجابات كبيرة وكريمة اخرى، بحيث تلتحم لتـصنع العراق الجديد، وتطوي صفحة المأساة، لتبدأ صفحة جديدة يتسابق فيها الجميع، من اجل بناء العراق، ومن اجل تقديم الخدمات، ومن اجل حقن الدماء, ومن اجل ان تكون المصلحة الوطنية العراقية فوق كل المصالح. في مثل هذا الظرف نحتاج الى خـلق محمدي: (وإنك لعلى خلق عظيم). بحيث تتضاءل وتتبخر كل النعرات، وكل حالات الثأر، وكل نزعات الشر، التي تحاول أن تسترخص الدم، وأشاعة ثقافة التوتر والقتل. ونحتاج كذلك، الى شجاعة علوية كشجاعة (علي بن ابي طالب) الذي استخدمها لإشاعة العدل، وتوجيه المعركة صوب الذين ينتهكون العدالة، نحتاج الى كل هؤلاء. لذلك اناشد كل الاخوة، اناشدهم جميعا انهم يرتقوا الى مستوى المسؤولية، ويتحلوا بخلق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وشجاعة (علي بن ابي طالب)، (عليه السلام) والذي كان يـدخر شجاعته للمعارك الفاصلة. نحن ندرك جيدا، ان في العراق بعضا من المنافقين، الذين ينتهزون الفرص من اجل ان يقضوا مضاجع الامنين، ويغتالون العملية السياسية. إن عشمنا واملنا كبير، أن يتطلع كل المسؤولين، وأن يبذلوا جهودهم، من اجل ان تعلو كلمة ُ البناء فوق كل الكلمات, وان يضعوا في اولوياتهم اليوم اكثر من ايِّ وقت مضى، ضرورة بناء العراق، وايجاد حالة من التسابق والتنافس الخير، انطلاقا من الاية القرانية الكريمة: ((ختامُها مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)). ليس عيبا، وليس ضعفا، أن نحقن الدم، وأن نتسابق مع الاخرين،يدا يبد لوقف اطلاق النار. خلف كل قذيفة من أي طرف كان، على الطرف الاخر، ومن اي صف على الصف الاخر، هناك هدر للدم, واضافة لضحية اخرى, وارامل وايتام وثكالى جدد ، إن معنى معركة كهذه: أن لا رابـح فيها ولا خاسر، حيث الغالب والمغلوب كلاهما خاسران. نحن نبحث عن الانتصار الحقيقي في قاموس الوطنيين، بمزيد من حقن الدماء، ومزيد من البناء، لذلك نتطلع ان يبدأ صوت السلم يدوي في كل الافاق. لذا ندعو لان تتوقف المعركة فورا، لتبدأ بعدها عملية امتصاص ردات الفعل، من خلال أداء وطني قوي، عن طريق بث روح الثقة، وتبديد حالة الشك والريبة لدى كل المواطنين. وندعوا كذلك لدعم الدولة، دعما حقيقيا، ليسود القانون، ونكون جميعا مسؤولين عن تطبيق القانون، لا أن يقتصر تطبيقه على اجهزة الحكومة الوطنية فحسب، بل تقع مسؤولية ذلك على كل الشرائح الوطنية، ومن كل الجهات. لذلك نتطلع، لان تمتد كل الايادي الخيـرة الى يد الحكومة، لتقويها على استتباب الامن، وتقديم الخدمات، وبالسرعة الممكنة، لاجل تفويت الفرصة على الاخرين، فرصة الاجهاز على هذه التجربة الفتية الوطنية. لذا نظن، أن هذه الخطوة، ستجد خطوات وتلقيات عميقة عند المواطنين, حيث الكل يقف الى جانب الحكومة، والى جانب التيارات الوطنية كافة، من اجل ان يعلو صوت الوطنية العراقية فوق كل الاصوات... والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
| |
|