عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: الدكتور الجعفري : حوار موسع مع صحيفة(النور) الخميس 19 نوفمبر - 17:13
قال د. ابراهيم الجعفري زعيم تيار الاصلاح الوطني ان نتائج الانتخابات المحلية كشفت الحجوم الحقيقية للقوى السياسية في الساحة العراقية، وأشرت وعي الناخب العراقي الذي عاقب وكافأ بصوته هذه القوى. واضاف في حوار موسع مع (النور) ان الذي يريد ان يتصدى ويكسب ثقة الناس ويستقطب الجماهير يجب ان ينسلخ من ذاته الشخصية’ والحزبية والجهوية وكذلك الطائفية والقومية ويجب ان يتسع لحجم الوطنية العراقية.. وفي ما يلي نص الحوار:
النور:بقراءة السياسي والمفكر وصاحب التجربة كيف تقيمون نتائج الانتخابات ؟
د. الجعفري: قراءتي للانتخابات والتزم بالتسلسل ...من زاوية سياسية هي خطوة ارتقاء في سلم التكامل السياسي .. هناك مساهمة جيدة وهناك روحية حصلت في الانتخابات كشفت النقاب عن ان بعض الاطراف تراجعت واخرى تقدمت وهذا معناه ان المحطة الحالية في الانتخابات قد استفادت من المحطة السابقة واذ كانت تلك المحطة كشفت عن بدايات التجربة واعطاء التصويت عن طريق التوصية وعن طريق المسموع فان انتخابات المحطة الثانية كشفت ولو بفارق نسبي عن المحطة الاولى بانها وضعت الفرقاء السياسيين على محك التجربة.. فاعد هذه علامة مهمة ولو اني كنت آمل ان تكون المشاركة اكبر واكثر عددا من الناحية السكانية ولكن كل الذي حصل هنا فارق واعده شيئا جيدا الشعب شارك ..الشعب حاول ان يستقرئ من هو صاحب التجربة... ومن كان له برنامج، ومن الذي كشفت التجربة انه كان ملتزما بمكافحة الفساد... والنتائج جيدة .. تقلصت بعض الحجوم ..تمددت بعض الحجوم وظهرت كيانات سياسية لم تكن موجودة. من الناحية الفكرية اعتقد هكذا تتدرج شعوب العالم في النشوء وعملية الارتقاء بالعمل السياسي.. حاضر كل بلد سياسي يختلف عن سابقه ليس مجرد تاريخيا وانما بطريقة تعامله مع المستجدات. في السنوات الاربع الماضية كانت التجربة في البداية لذلك يجب ان يهتم المثقفون والمفكرون والاكاديميون بايجاد المناخ الديمقراطي المناسب الذي يغرس الوعي لدى المرشح والناخب .. ( المنتخب والمنتخب) ماهي البرامج ومن هم مرشحوهم اطرحهم على محك التجربة.. وبمرور الزمن نتمكن ان نؤهل مرشحا قويا لا يتعكز على القائمة او الحزب .. نريد حزبا قويا ونريد مرشحين اقوياء ... بعض الاحيان قد تسقط سمعة الحزب حتى لو كان قويا بسبب مرشحيه وهذا مارأيناه في بعض المحافظات ... بعض الشخصيات برزت كافراد وليس لها احزاب باصوات تعادل او تفوق اصوات قوائم احزاب كبيرة او الجبهات، (في اشارة الى فوز المستقل يوسف الحبوبي في كربلاء)، وهذه علامة صحة يجب ان نعيها.. وهذه حلاوة الديمقراطية.
ونحن امام الغالبية الديموغرافية والسكانية كيف تختار وهذه الحقائق التي يجب ان نتكيف لها لا نفكر ان نكيفها؛ ربما تكون بعض التقاليد نحتاج ان نكيف المجتمع للصواب فقد يتجاوزها ... هذه لا .. لاننظر الى القائمة القوية .. الشعب واع جدا .. علما زاد وعي المواطن لمن يختار... فلم يعد يدلي بصوته فقط ، بل وجدناه يختار احد الاحزاب واحدا كفوء امينا .. نزيها .. يعرف عمله ويعرف هموم الناس .. هذا الوعي يترسخ .. وسجل فارق عما كان سابقا.
ومن تجربتي في القضايا التنفيذية معارضة وحكما اعتقد ان الحزب الذي يريد ان يتصدى ويكسب ثقة الناس ويستقطب الجماهير يجب ان ينسلخ من عدة ذوات .. من ذاته الشخصية’ ومن ذاته الحزبية ومن ذاته الجهوية وكذلك الطائفية والقومية ويجب ان يتسع لحجم الوطنية العراقية.. لننظر الى النتائج فان اقوى قائمة حققت 30 % او اكثر قليلا في بعض المحافظات ومع نسبة المشاركة التي بلغت 50 بالمئة فان من انتخبوا مرشحيها هم اقل من 10% .. الفائز يجب ان يدرك انه تم اختياره من 10% .. وهنا وفائي لا ينبغي ان احدده فقط بمن صوت لي .. هذا مؤشر ان لك كفاءة نسبية على اقرانك اما الحقيقة ان 90 % لم يصوتوا لك .. وربما بعضهم لديه تحفظ عليك ولهم حق عليك .. ويجب ان تبرهن انك تم اختيارك من القلة لكنك تفي للكثرة ..
دلت التجربة على ان الاستغراق في احدى هذه الذوات يتجاوزهم الزمن ينتهون اما الذين اتسعوا لحجم الوطنية’ حتى لو انتهى دورهم يبقون .. لهذا الكثير من الذين مروا بالتاريخ بقوا فيه ومنهم من اسرهم الحكم او الحكومة تاهوا مع الحكومة فنسيهم التاريخ وبقوا ضمن اطارها اما الذين خرجوا من الحكومة لكنهم بقوا في التاريخ ... واملي ان يقرا الفائزون الملفات قراءة جديدة ويستفيدون ( يعلمنا الفاشل اكثر من الناجح) .
النور:الا تعتقد ان نتائج الانتخابات تقنن التعددية الفضفاضة ؟
د. الجعفري: بالتاكيد .. التعددية ربما اخذت في البداية هوية فرض الذات للتسابق من موقع الامن وصارت فيها الطائفية وفي جولة اخرى، الان يتسابقون للتحالف مع هذا وذاك .. التسابق نحو المحاصصة السياسية، لكنني آمل ان يصبح التسابق للخدمة وتحري الكفاءة عندئذ ستاخذ التحالفات نمطية جديدة تختلف عن السابقة ليس ضعفا للحزب او القائمة ان يعتمد الاكفاء من خارج قائمته ’ هذا ليس ضعفا ربما يكون مرشح لقائمة متأخرة نسبته اكثر من القائمة الاولى ... هذا اذا حدث معناها رشدنا عملية التحالف ...ويتقدم ليس الاكفاء بعنوان الحزب او الجبهة الفلانية .. الاكفاء بعنوان المدينة او بمعنى آخر الاكفاء بالمعيار الوطني .. وهذا باعتقادي فرق كبير ربما يحتاج بعض الوقت ... لانها عملية عطاء متبادلة بين الجهة التي ينتمي لها الشخص والشخصية نفسها ... لكنني ارى ان الاجواء السياسية مهيأة الان لمثل هذا التعاطي ..
النور:هذا يضيف تغييرات على الواقع السياسي والناخب العراقي وبالتالي من يتعامل باليات المرحلة السابقة قد لايستطيع الصمود في المستقبل ؟!
د. الجعفري: نعم لن يستمر ولا يستطيع ان يواكب ... انت لاتستطيع ان تمنع حركة التاريخ للامام لكن تستطيع ملاحقته.. التاريخ لايتوقف .. وعربة الزمن لاتتوقف، لكن بامكانك ان تسابق الزمن لتتمكن من ركوب قطار .. منطق اليوم غير منطق الامس .. اداءاته ونمطياته تراتبيته.. فيه تراكم من الصواب وتخلص من الخطا ...
النور:هل لك ان تتخيل كيف ستكون خريطة التحالفات في الانتخابات القادمة على ضوء المعطيات؟
د. الجعفري: الجواب على هذا السؤال مركب وليس بسيطا .. اقصد من اكثر من زاوية تحدده افعال ومبادرات ... والتمني والفعل والعمل .. وهذه امور اتمناها واعمل عليها وهي ان تكون خريطة التحالفات استيعابية وليس اقصائية.. ان نتحرى الكفاءة الحقيقية التي ينسجم فيه المتصدي في مجلس المحافظة ... وهذا ليس عملا طائفيا او سياسيا .. والاستفادة من الاخطاء السابقة .. الكثير من الحركات اتمنى واعمل ان تتريث ولا تستعجل في ان تاتي بالاقوى في الحزب .. فالاقوى في الحزب ليس بالضرورة الاقوى اداريا .. لا يوجد هكذا تلازم .. الادارة فن واخلاقية ونمطية تختلف تماما ... هذا اعتقد تمت الاستفادة منه .. لانهم راوا ان الشعب العراقي واع جدا فصوت لكثير من القوائم بناء على شخوصها في المحافظات وربما مارس الشعب نوعا من التقييم بل العقوبة على بعض الكيانات بسبب خياراتها ..وهذا ينعكس على الخيارات القادمة .. وان تتسع رقعة التحالفات بشكل يجعل من الكلي الفائز وليس الجزء ان يقدم الخدمة.
ردود الفعل تتفاوت من كيان الى اخر .. بعض الكيانات قد تكون هولت الصدمة’ ربما لانها لم تاخذ الحيز المطلوب .. وربما كانت في حيز معين واصبحت في اخر... ربما تمر بحال توتر .. عليها ان تتدارك وان تراجع نفسها افضل من ان تتراجع او تتدحرج .. وكيف تؤدي مستقبلا لتصل الى مستوى الطموح وان لايستبد بها رد الفعل الى درجة يجعلها ان لا تتفاعل او تتفاعل بشكل سلبي .. لانه ليس جيدا لها او للعملية السياسية ..
نحن الان خارج عمل الحكومة لا يعني ان نخرج من الحكم ’ لان افق الحكم اوسع من افق الحكومة... ويفترض ان يبقى الانسان داخل الحكم حتى لو كان خارج الحكومة’ واذ اراد ان يخرج حتى على الحكم فليكن معارضا مسالما ... البندقية ليست عقيدة ’ البندقية اذ كان ديكتاتور جاثم على صدرك يقتل اولادك ويمنعك حرية الكلمة ’ اما عندما يكون بامكانك ان تكتب لماذا تبدل القلم بالبندقية .. لماذا تبدل ثقافة التسابب والتلاعن بدل ثقافة الحوار .. ارجو ان نعقلن اداءنا .. واتمنى ذلك وهذا ماكشفه الشارع وهذه حلاوة الديمقراطية.. انت تتمنى ان تكون الاول لكن يجب ان تكون وفيا للشعب عندما يضعك في الخيار الثاني ... هنا يتضح مدى وفائك وامانتك لشعبك الذي اختارك في هذا الموقع فيجب ان تستجيب ’ واذ لم يستطع وهذه اعدها نقطة ضعف فعليه اذا اختار ان لا يتفاعل ’ وانا ارجو ان يتفاعل الجميع ’ اعتقد ان فوزنا جميعا باننا نجد عراقا تتكامل فيه كل المكونات.. اختارك شعبك كن امينا ولب حاجة شعبك ان كان ولا بد فيجب ان يكون بطريقة عفيفة ديمقراطية ’ مسالمة .
النور:هل انت راض عن نتائج تيار الاصلاح ؟...
د. الجعفري: هذه قضية نسبية ...تيار الاصلاح جذوره الفكرية ورمزيته في خطابه مع الناس قديم .. مع انه نشا حديثا .. عندما اعلن نفسه في 31/5 يعد في عمر الزمن والكيانات ربما احدث كيان .. بنفس الوقت لم يدخل في جبهة .. دخل وحده حتى يثبت هويته وشخصيته ’ وليست له كما للاطراف الاخرى من ناحية الامكانات والتمويل والصلاحيات ووجوده في السلطة وغيرها من المسائل الاخرى .. حداثة التجربة وتاخره في الحركة .. اذا اخذنا كل هذه بنظر الاعتبار .. اعتقد في تقديري حققنا نجاحا بل ربما جاوز المتوقع .. حجم التيار هو غير حجم النتائج التي افرزتها صناديق الاقتراع.. لكن من غير الصحيح ان نعد حجم التيار يساوي حجم النتائج لماذا ... اعتقد قاعدة التيار عريضة .. اعرض مما افرزته النتائج .. الذي صوت للتيار هو من قاعدة التيار ... لكن هذا لا يعني ان من لم يصوت للتيار ليس من قاعدة التيار ... هذا غير صحيح لانه نزل متاخرا .. ليس له اعلام لم يثقف على رقمه او رموزه .. وكثير من القوى والشخصيات التي كان لها هوى مع التيار حسمت امرها ودخلت الانتخابات مع قوائم اخرى..انا اعد قاعدة التيار اوسع من نتائجه .. والتيار في حال صعود نظرا لعمره السياسي .. وهذا اعده اثرا جيدا ..
النور: هل تعتقد ان هناك اهدارا للمال الحكومي وهل ستكرر الحال في الانتخابات المقبلة؟..
د. الجعفري: هذه القضية بدت بارزة ومحسوسة .. وحتى لا اكون متعسفا بالحكم على الاخرين بعض الشخصيات لها موقع وزير أو محافظ ’ بعضها عندها مواقع ادنى واعلى .. وهناك شيء محسوس: ان الاعلام لم يكن متكافئا.. فرص تعليق البوسترات لم تكن متكافئة .. حفظ الصور والشعارات التي هي حق طبيعي لكل جهة ضمن القانون ان تاخذ حقها .. صار ضغط وتثقيف لبعض الجهات.. لا استطيع اتهام طرف معين لكن هذه الامور لمسها المواطن .. ملصقات تم تمزيقها .. صارت حرب ملصقات .. كيف نطمئن عندما نمنع على المواطن وضع ملصق .. كيف تأتمن الشخص الذي لا يؤتمن على ملصق جداري ’ كيف نأتمنه على مليارات الدنانير وعلى بقية الاشياء.. هذه مسائل محسوسة وهذه من المفارقات ونحن لا نستطيع ان نزكي ... هذه يجب ان يتم فيها تحقيق وتحليل وتقص ومحاسبة المقصر وعدم تكرار ذلك في مواسم الانتخابات القادمة
النور:هل تعني ان حجم الدعاية يجب ان تكون متكافئة للقوائم الانتخابية ؟
د. الجعفري: نعم من حقك ان تدخل مع الاخرين بفرص متكافئة بالاعلام .. ليس هو من يفرضك على الانتخابات وانما تلقي الجمهور .. وهو سيتفاوت واذا تفاوت ستكون النتائج استجابة لثقة الجمهور’ ولكن ان نعطي كل مرشح حقه. في كل محافظة 100 كيان .. التي فازت 6 او 7 المرشح له حق تأمين امكانية الاعلان عن نفسه وحماية ملصقه .. وحماية شعاره وليس اجبار المواطن على اختياره او عدم اختياره وهذه حلاوة الديمقراطية .. الكيان من حقه ان يعلن عن نفسه وعليه ان يستقبل قرار الشعب فيه .
النور:هذا يقودنا الى ان هناك حاجة لتقنين او تشريع قانون الدعاية او الصرف الانتخابي .. وهي عندنا عملية فضفاضة ؟
د. الجعفري: بكل تاكيد .. ولاسيما عندما تكون عملية الانتخابات في محطاتها الاولى وفي اشواطها الاولى .. لكي نقدر مدى وعي شعبنا .. يجب ان نفهم ان هناك جهات اخذت مساحات واسعة في الجدران ولم تاخذ حجما متكافئا في تصويت الشعب .. لها قابلية ان تعلن عن نفسها وليس لها رصيد لدى الناس.. هذه حقيقة .. اسماء وصور كبيرة لكن حجم الاستجابة لا يضاهي ما تم صرفه ... لكن بنفس الوقت لا يمكن الغاء اثر الاعلام والبوستر في نفسية المتلقي ... مبدأ تكرار الاسم والرقم والرمز.. عدم توفير فرص متكافئة في الاعلام لجميع الجهات هذا خطا بل خطيئة ... كلما زاد وعي الناس يكتشف الامور بسرعة ويرتب عليها مواقفه ...
النور:ماذا عن ائتلافات تيار الاصلاح في مجالس المحافظات ؟
د. الجعفري: الائتلافات مبدأ سياسي صحيح .. ما دام الامر يعتمد على النسبة الغالبة وتوزيع المقاعد واختيار المحافظ ... لاسيما مع عدم وجود من حصل على 50% لكن حتى لو حصل ذلك فالمظهر الاكثر تحضرا والاكثر تمدنا هو التحالف المتكامل ’ ولكن هذا يجب ان لا يتحيز ويتقلص في حجم المحاصصة التي حصلت في التجارب السابقة ويؤدي الى تجزئة القرار السياسي نريده ائتلافا متكاملا يتسع لكل الفائزين ولا يقصي احدا مهما كان حجمه، ونريده يفصل بين القائمة القوية والخيار القوي والمتصدي القوي.. ربما تكون بعض الشخصيات والقوائم قوية من حيث المحصلة قوية بالتصويت ’ لكبر بعض الافراد من قائمة اقل منها فيها شخصيات حصلت على منسوب اصوات اعلى .. هذا يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار .. فاذا كان التحالف مبنيا اولا على احترام القوائم والحرص على احتواء الجميع واستيعاب الجميع وتحري الكفاءة وعدم اقصاء الاخر والاستغراق في الذات ... الحكومة والبرلمان غير مجالس المحافظات ... الحكومة والبرلمان عمل سياسي تتفرع منه الخدمات ... لكن مجالس المحافظات برلمان خدمي تتفرع منه السياسة .. لذا الخيار هنا يجب ان يراعي طبيعة المسؤولية والمهمة ... اذن التحالف يجب ان يراعي الكفاءة الحقيقية وان ينسى الشخص الذي سيتم اختياره الحزب او القائمة التي ينتمي لها وان تثبت جدارة لمن اختارك .. وانك تتسع لكل العراقيين وانك لا تميز بين الناس سواء حزبيا او مناطقيا .. وتضع الاوليات الموضوعية في عملك.. هذا طموح نتمنى ان يسود في الائتلافات المقبلة ولاسيما في مجالس المحافظات.
النور:اذن تيار الاصلاح سيتحالف مع من ؟
د. الجعفري: شرفتنا اكثر من جهة وتحاورنا مع اخرين وتحدثنا بهذه المعايير ووجدنا ان الاخرين من حيث المبدأ يتفاعلون معنا.. وهذا اعده مشتركا وطنيا جيدا سواء كان تيار الاحرار .. الاخوة الصدريين اهلا وسهلا ومرحبا سواء كانت قائمة ائتلاف دولة القانون اهلا وسهلا ومرحبا.. الاخ اسامة النجيفي ايضا.. هناك لقاءات في بغداد والمحافظات ايضا ومازالت الحوارات قائمة واعتقد انها تحولت الى ثقافة.. الثقافة تسبق المواقف والرأي.. وعندما تكون القراءة صحيحة وتتبنى فانها تنعكس على شكل قرارات ومواقف صحيحة.. اما لاسمح الله اذا ما اقصيت ثقافة الحوار وجاءت بدلها (ثقافة التغالب) فسيقع المواطن ضحية لها.. وانا ارى الجو العام، ولا اريد ان اتسرع واتعجل بالاحكام، فيه بوادر احترام مثل هذه المفاهيم وهذا يسعدني ويسرني لاسيما عندما ارى حرصا في البحث عن الاكفأ وعدم اقصاء الاخر ... وهذه اشهد عليها واتمنى ان تتحول الى مواقف.
النور:الا ترى في عدم وجود كتلة مهيمنة على مجالس المحافظات يساعد في تحجيم الفساد الاداري والمالي الذي ينخر جسد الدولة؟.
د. الجعفري: عدم وجود غرف استشارية يعني ان مجالس المحافظات او البرلمان سيرزح تحت تأثير الصوت الواحد او الحزب الواحد او الشخص الواحد، فلابد من ايجاد غرف نستطيع التنفس فيها ولا نختنق.. عندما ترسم السياسات على اساس احترام التنوع وتكافؤ الفرص واعطاء فرص في مراتب متعددة.. ونخضع القانون والدستور الى الية تنفيذية محددة تختلف عما موجود سابقاً.. وهذا ما لانريده ان يحدث في مجالس المحافظات الجديدة.. انا لست مع الشد القطبي بين المركز والمحافظات.. او بتعبير ادق بين الحكومة المركزية والادارات المحلية.. يجب ان نوفق بين عمل السلطة التنفيذية والتشريعية.. بين المكونات جميعها.. مادام ليس هناك حزب واحد.. وحتى لو كان فليس من مصلحتنا او مصلحة الشعب ان نقتصر على وجهة نظر واحدة.. وعلينا كي ننجح ان نتخلى عن ظاهرة الترصد للاخر، وعلينا ان نستفيد من تجارب الاخرين في التوحد ضد المخاطر التي تواجهنا.. كما فعل البريطانيون في قضية بازوفت او الاميركيون في احداث 11ايلول.. اتمنى ان نشيع ثقافة عدم النظر للموقع من خلال الشخص الذي يشغله ونوجه له سهام نقدنا، فقط لانه يختلف معنا في الرأي. وهنا تتجلى ما معنى ان يكون الانسان وطنياً، يعني ان ينظر لكل شخص ولكل موقع من خلال المصلحة الوطنية.. فقد يكون البعيد الحزبي قريبا وطنيا وقد يكون القريب الحزبي بعيدا وطنيا. اذا نظرنا الى المواقع من معيار وطني حقيقي ستفرز لدينا تراتبية اخرى.. اي من هو الذي يرقى الى حجم الوطنية العراقية في مجالس المحافظات ومن هو الذي يرقى الى حجم المحافظة.. ويؤمن بمبدأ عدالة الرعاية الكاملة لجميع مدن المحافظة.
النور: ازمة رئاسة البرلمان المستفحلة وعدم تمرير الموازنة هل هي مناكفة سياسية ام انها محاولة لخلق حال من عدم الاستقرار من قبل القوى التي لم تحقق نتائج جيدة في الانتخابات؟..
د. الجعفري: للاسف بعض القوى البرلمانية وبعض البرلمانيين لم يرتق الى حجم البرلمان الذي هو بيت الشعب.. وعلى كل برلماني استحضار الشعب باكمله لا ان يتصرف على وفق رغبات الجهة التي انتخبته، ويقصر وجهة نظره عليها.. هذا في نظري خطأ قاتل بل خطيئة.. عضو البرلمان يمثل وجدان الشعب العراقي، وعندما تكون هناك خيارات فيجب ان تمثل المصلحة الوطنية العليا لان البرلمان جهة تشريعية وجهة مراقبة للعمل التنفيذي. لكن مانراه في البرلمان هو عملية اختزال المصلحة الوطنية العليا من اعلى جهة في الدولة.. ومنها الذي يحصل في ازمة رئاسة البرلمان اذ شاء القدر ان يكون الرئيس كرديا ورئيس الوزراء شيعيا فيجب ان يكون رئيس البرلمان سنيا.. مرة نحن نتقدم لرئاسة البرلمان ضمن معايير موضوعية وننفتح على الجميع ونهمل ما اتفق عليه.. اعتقد ان هذا مقياس صحيح في ظرف غير صحيح.. الان يجب ان نحرص على ان نعطي رسالة صحيحة لابناء السنة داخل وخارج العراق بان العملية الوطنية عنما ترحل الى الديمقراطية المباشرة، فالشعب هو الذي يختار، لكن ما دامت هناك محاصصة لابد ان نحافظ على هذه الحال الركنية ولانغيب اي طرف عن هذه المعادلة. وثانياً حتى داخل البيت الواحد لانريد للامر ان يختزل باحد الاطراف فقط.. اذن عندما نضع معايير فان نظرتنا للمواقع لا تاتي من خلال الشخص او الحزب وانما من خلال النظرة الموضوعية لمجمل التركيبة السكانية والمجتمعية للعراق. وانا اريد ان ارى اكثر من مفصل سني على مستوى العملية السياسية في الحكم ، لذلك قلنا ان رئيس الرلمان سني ليس من منطلق طائفي، وانما من منطلق مبدأ المحاصصة الموجود فعلا كي نحفظ مكانهم في العملية السياسية.. وعندما نقول ليكن اكثر من مفصل سني مشارك في العملية من دون حساسية من الحزب الاسلامي.. ولو كان الحزب الاسلامي غير ممثل في المكون السني لرفعنا عقيرتنا وطالبنا بضرورة مشاركتهم واعطائهم هذا الموقع. هذه هي التعددية.. لكن يجب ان لاتفقدنا التعددية عامل النوعية..
لنأتي الان الى معرفة ماهي مواصفات رئيس البرلمان.. ثقافته القانونية، جدارته، خطابه، شعوره الابوي، حسمه ومتابعته لاعضاء البرلمان.. هذه كلها يجب ان تجتمع فيه، وهنا يجب ان لا نستغرق في الموازنة على حساب النوعية، وليس صعبا علينا ان نجمع بين الاثنين ونراعي الحال الوطنية العراقية.
النور:كيف ترى سيناريو حل الازمة اذن؟.
بلا شك ازمة رئاسة البرلمان تحولت الى عقدة، واتمنى الا تكون مركبة، وبتصوري سيناريو الحل هو ان تتحاور الرؤوس المؤثرة في البرلمان وتضع موازين دقيقة لفك الاختناق.. اكيد انها لن تصل الى رأي واحد لكنها تحاول ان تراعي الحقائق التي ذكرتها.
النور:في ضوء نتائج انتخابات مجالس المحافظات، يشاع ان الائتلاف العراقي الموحد سيأتلف ثانية استعدادا للاستحقاق الانتخابي البرلماني.. ما مدى صحة ذلك؟..
د. الجعفري: تباين وجهات النظر داخل الائتلاف الموحد كانت واضحة، لم يخوضوا الانتخابات بقائمة واحدة وهذا ليس سرا.. الائتلاف يجب ان يدرس نقاط الضعف والخلل التي اودت باكبر كيان داخل البرلمان من حيث الحجم ان ينتهي الى اداء ضعيف.. وليس لدينا عقدة من المصطلح اذا تكرر، لكن ماهو مضمونه.. اذا كان نفس المضمون الذي فرط، وايا كانت الاسباب، بمكوناته فاعتقد انه لا يشجع .. انا مع الائتلافات والتحالفات التي تخدم الوطن والوطنية العراقية. المحاصصة الان قدر مؤقت على الاقل حتى البرلمان المقبل.. الائتلاف العراقي الموحد كان خطوة صحيحة لكن الممارسة كشفت عن نقاط ضعف كثيرة جدا..