عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: مسؤولية الامانة الخميس 19 نوفمبر - 16:36
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وصحبه المنتجبين ، وجميع عباد الله الصالحين .
السلام على الشعب العراقي ، السلام على الاحرار ، السلام على شعب البطولات.
قال الله (تبارك وتعالى): "بسم الله الرحمن الرحيم ، إنا عرضنا الأمانة على السموات و الارض و الجبال فأبين ان يحملنها و اشفقن منها و حملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ".(سورة الاحزاب/72)
وقفة اكبار ، واعجاب للشعب العراقي البطل ، شعب القمم ، وعندما يتحدث انسان عن العراق، يجد نفسه يتسلق قمم الصمود ، والشجاعة ، والبطولة وقمم التاريخ والحضارة ، وقمم الشهادة .
لقد شاء الله (تبارك وتعالى)، ان يجعل لهذا الشعب الأبي ، يجعل له قدرا كبيرا يسمو به في سماء المعرفة ، وفي سماء البطولة والتضحية .
ايها الشعب العراقي الأبي: وقفة إكبار ، وإعجاب لمسيرة شعبنا النضالي ، المضمخة بالدم ، والمفعمة بالامل ، والمصرة على الاستمرار لمواصلة المسير، وقفة امل كبيرة ، وضخمة تتناسب مع حجم طموحاتنا ونحن نستمد هذه النظرة من واقع ابناء شعبنا ، بمختلف طبقاته ، وبمختلف شرائحه .
ايها الاخوة الاحبة: عندما تحملت المسؤولية، كنت اعرف انها ليست قليلة ، واعرف ان الطريق ليست قصيرة ، واعرف ان التحديات كبيرة ، لكني استلهمت قبول المسؤولية من خلال المنظومة المعرفية ، التي تربطني بالله (تبارك وتعالى) ، وتمدني بفهم معنوي يتجاوزامكانياتنا المادية .
كذلك استمد اصراري على تحملي المسؤولية من خلال قاعدة الشعب البطل الشجاع الذي تحول عندي الى مدرسة اتعلم منها بين فترة واخرى دائما وابدا، حيث يفاجئني بدروس لايمكن ان استغني عنها .
اعرف جيدا متى بدأت المسؤولية في حياتي ، واستطيع ان اؤرخ متى تحملت المسؤولية ؛ ولكنني لا يمكن ان اؤرخ متى سانتهي من المسؤولية ، لأنه مرتبطة بحياتي فمتى انتهت حياتي انتهت مسؤوليتي .
ان المسؤولية بالنسبة لي اكبر من الموقع ، وانا اقدر جيدا ان زمن المسؤولية اطول من زمن الموقع ، وان مساحتها اكبر من مساحة الموقع . ولم اكن ابدا بموقع من خلال ادائي للمسؤولية حتى تنتهي المسؤولية بانتهاء الموقع .
الموقع طاريء في حياتي، اما المسؤولية فهي متلازمة، لايهمني كم احكم من السنين ، بل ولم اكن افكر كم انني احكم . وفي الوقت الذي لا يهمني كم احكم من السنين ، يهمني كثيرا كيف احكم ؟ كيف اساهم في اشاعة العدل؟ العدل، الذي يتطلع اليه كل المظلومين ، وكل المحرومين من كل ابناء الجنس البشري في مختلف مناطق العالم حيث تتطلع اعناقهم الى العدل بعد ان تفشى الظلم.
لقد تجسد الظلم في العراق من خلال صفحاة كبيرة ( سوداء)، اطبقت على العراق، لذلك انا ادرك جيدا ، اني واجهت الكثير من المصاعب وأنا أتصدى للمسؤولية . ما استطاع بعض قطاع الطريق ان يستبدلوا عقلي بعقلهم ، وارادتي بارادتهم، وحتى اذا استطاع البعض ان يمنعني من الوصول الى الهدف الذي اخدم فيه ، او الموقع الذي اخدم فيه بلدي، ممن رايتهم وتعاملت معهم - وهم كثر - إلا ان الغالبية من اخواني ، واعزائي ، وابنائي، وبناتي من كل ابناء العراق، قد رفدوني بكل معاني القوة ، والعزيمة ، للاستمرار.
لذلك واصلت المسير انا والكثير من اخواني، سواء أكان على مستوى الحكم، ام على مستوى الحركة، ام على مستوى الكائنات السياسية الاخرى . وعهد الله (جل وعلا)، عليَّ اني سأواصل هذه المسيرة مهما طال الطريق ، ومهما كثرت الصعوبات.
ان الذين رضوا لانفسهم، ان يرموا بعض الحجارة في الطريق، وربما اكون عجزت عن منعهم من رمي الحجارة، لكنهم عجزوا ان يضعوني في موضع العداء، ربما لم استطع ان احول دون ان يعاديني البعض، لكن، استحال عليهم ان يحولوا نسيجي الانساني، الى نسيج عدائي.
البعض من ذوي الخطاب المزدوج، خطاب الغرفة الذي يختلف عن خطاب الشاشة، كنت استمع اليهم من خلال تصريحاتهم على شاشات التلفاز، وعندما التقيهم، افكر في ماهية الفرق، وفي البون الشاسع بين ما يجاملون به، وبين ما يقولون.
انا احترم قناعاتهم ، واحترم اراءهم ، واقول لهم من موقع المحبة، اقول لهم ما قاله (الفراهيدي) ،وهو يخاطب ابنه من موقع الأبوة الحانية :
لو كنتَ تعلمُ ، ما أقولُ ، عَذرتـَنِي ولو كنتَ تعلمُ ، ما تقولُ ،عذلتـُكا لكنْ، جَهِلـْتَ مقالتي ، فعذلتـَني وعلمتُ ، أنكَ جاهلٌ ، فعذرتـُكا
اقول لكل هؤلاء الذين اخاطبهم بلغة الحب ، التي اتمنى أن لا تفارقني حتى تفارق روحي بدني ، اقول لهم : ان العراق الجديد تسود فيه ثقافة الحب ، وثقافة المعرفة، وثقافة التسابق من أجل بذل المزيد من العطاء، لاقامة صرح العراق السياسي الجديد، الذي يقف فيه ابناء العراق جميعا، لبناء بلدهم .
ايها الاخوة ، الأعزاء: أود ان اقول لكم ، ومن وحي المراجعة لا التراجع، انني اراجع نفسي مع كل فرصة تتاح لي ، وما راجعت نفسي مرة إلا وتعلمت ، واكتشفت نقاط ضعف، واكتسبت نقاط قوة ، وهكذا هو ديدن الذين يراجعون أنفسهم.
بعد ان كلفني الإخوة في الائتلاف بموقع رئاسة الوزراء بالدورة الجديدة، والتي يعلم الجميع انني لم اكن متهالكا ، ولم اكن طالبا لها ، ولم اكن مصرا عليها، انما تركت الخيار لهم وحدهم، ليقرروا ماذا يريدون ، واستجبت لهم .
ثم إني اشعر ان هذا الائتلاف، الذي اعتبره هدفا لي ، وليس وسيلة ، أشعر انه مع مرور الزمن، بدأ يواجه بعض التحديات ، وقد اثيرت في وجهه بعض التساؤلات ، ولا يمكن ان اقبل لنفسي ، أو ارضى لنفسي ، ان يقترن اسمي باعاقةِ حركة هدف كبير يمثل عصارة معاناة شعب ، وطموحات امة ، وتسديد مرجعية ، لا أرضى أن يقترن اسمي بتأخير هذا الركب الميمون المبارك.
لهذا كله، مثلما ضحيت في بداية تشكيله ، وضحيت في الاستمرار معه ، يجب أيضا ان اضحي بكل شيء ، من اجل ان احرص على نجاحه ، ووحدة كلمته ، فأنا افهم الائتلاف موحدا ، لا اقتطعه عن بقية اجزاء جسم العراق ، بل اعتقد انني عندما انطلق من البيت الائتلافي الى العراق كله ، انطلق اقوى ممن افتقد هذا البييت.
لذلك اتمنى على كل البيوت ، وكل الكيانات ان تنتظم على شكل تجمعات سياسية، لا على نحو التنافر والتناقض، بل على نحو التكامل، فارتباطي بالائتلاف لم يكن من وحي العقدة العصبية ، بل من وحي العمل الحضاري، الذي يتمظهر على شكل منظومة عمل تنسق بين أفراد هذا البيت(الأئتلاف)، حتى تتعامل مع الأخرين، وتساوق الآخرين ، وتسهل على الآخرين صناعة البيت العراقي الجديد .
أنا فهمت الائتلاف تكاملا ، ولم افهمه حالة من التراشق ، ومن وحي ما قدرته في الظرف الاخير ، شعرت بأني لابد من أن اعيد الأمانة مرة اخرى لإخواني واعزائي ، و بناتي ، واولادي في الائتلاف ، لكي يروا رأيهم مرة اخرى.
فمثلما ائتمنوني اول مرة منذ ان اختاروني ، فلهم الحق ان يعيدوا النظر ، وقد تنازلت عن حقي في أني مرة اخرى اعود لهم ، ليقرروا ما الذي يريدون ، ومثلما عاهدت شعبي وعاهدت الائتلاف، لأنه عبر عن ثقل سكاني كبير لشعبي، أعاهدهم ان لا اتأخر ، ولا اتخلف عن الاستجابة لرأي شعبي ، واخوتي الاعزة(في الائتلاف). اذا مااختارالاخوة في الائتلاف من يرونه مناسبا غيري (لرئاسة الوزراء)، فهذا لا يعني بالنسبة لي، ان أتعامل من وحي القطيعة ، او الانقطاع ، وانما من وحي الاستمرار، ولكن من موقع آخر .
انني لا يمكن ان اتخلى عن هذا الشعب قيد انملة ، ومنذ انطلقت ، ومنذ ادركت، ومنذ هاجرت ، ومنذ جئت الى العراق، لا يملأ وجداني إلا الشعب العراقي، ولذلك لا افكر ولا اراجع (رغم اني اراجع بعض الأمور)، ولكن الشيء الذي لا يمكن ان اراجعه، هو التفاني من اجل هذا الشعب البطل .
ايها الاخوة: انا لا يمكن ان ارضى لنفسي ان اكون عقبة ، او ابدو وكأني عقبة ، لذلك وددت ان اطمئن على مسيرة الائتلاف ، التي تعبر عن رأي شعبي ، فطرحت الأمر برسالة مدونة، كتبتها قبل يوم واحد ( يوم امس)، وقد قـُرئت اليوم على اللجنة السياسية في الائتلاف، لكي يفكروا بحرية كاملة ، وينظروا ماذا يفعلون في هذا الصدد .
اعزتي ، ايها الشعب العراقي البطل: انا على يقين أن المسؤولية على عاتقنا جميعا ، ايا كانت مواقعنا ، وايا كانت ادوارنا ، في بناء البيت الديمقراطي، السياسي، العراقي الجديد .
ان الشعب العراقي انطلق من أسر الذات، ولا يمكن إعادة اختزاله بشخصية واحدة، وبحزب واحد ، وبمجموعة معينة .
ان الشعب العراقي يشكل ينبوعا متدفقا في الجانب المعنوي، الذي يمد المتصدين بالثقة، ولذلك انا اقدر مشاعر شعبي ، وتلك الشرائح الاجتماعية المختلفة التي عبرت عن مشاعرها بشكل صادق ومؤثر فيّ ، والتي رفدتني بمختلف انواع الصمود ، للاستمرار ، والتحدي ، والابداع .
ان هذا الشعب يستحق كل التفاني ، ومن قِبَلي أقدم لهم اسمى آيات الشكر والتقدير والاحترام ، واني على العهد، ولن اتخلى عنهم (الشعب العراقي)، حتى النفـَس الاخير، واذا كنت معذورا اني اشغل موقعا معينا ، فلست معذورا من الاستمرار بالدرجة العالية نفسها من الثقة ، والاستعداد للتضحية .
لم تزدْني التحديات إلا إيمانا وإصرارا وثقة، وعلمتني (التحديات)، من دون تكلف ان ابتسم امام التحدي، لأنني ادرك جيدا بأن نفسي تتزود وتتمول من زاد المصاعب والمشاكل، تماما كما يأخذ بدني من زاد الطعام ، ولم يزدْني ذلك الا ثقة بأبناء الشعب العراقي البطل.
لذلك عهد الله علي اني اواصل هذه المسيرة ، وكلي ثقة بان الشعب العراقي ، شعب المعلمين ، وان العراق هو المدرسة التي ما انفكت تعطي لكل من يقطن فيها ، او يعيش فيه ، او ينتمي اليه ، او يزوره إلا واعطاهم العراق الدرس تلو الدرس .
أنا أخاطب كل العراقيين ، اخاطب كل حرة من احرار العراق ، أخاطب كل شاب من شباب العراق ، وكل طالب من طلاب الجامعة ، وكل معلم من المعلمين ، وكل فلاح من الفلاحين الذين يأكلون من عرق جبينهم ، واخاطب الجميع من دون استثناء ، أخاطب اسرتي التي ما فرقتُ بين افرادها ، اخاطب ابناء الشعب العراقي، كما لم افرق بين اسرتي المكونة من خمسة اولاد ، أخاطبهم جميعا بكل ثقة وأقول:
إن العراقيين اكبر من ان يتصاغروا ويتعاثروا بهذا الموقع او ذاك .. الموقع العراقي ، اكبر من كل موقع ، وعمر العراق ، اطول من عمر الدولة.
لذلك سيبرهن شعبي، مثلما برهن بانه صنع كرامات يستحيل على أي مجتمع في العالم ان يصنع مثل هذه الكرامات، لقد اسمعَ العالم ، واَرى العالم، كيف حول مأساة جسر الائمة الى عرس وطني ، وكيف اخذ من انهيار القبة المقدسة في سامراء، زادا معنويا ، وتحديا جديدا ، ورد على التفرقة بالوحدة ، ورد على كل المحاولات التي أرادت أن تثني العراقيين بمزيد من الارادة.
لذلك انا اهيب بابناء شعبي من اني واياهم وبنفس الروحية سنبقى نتواصل معا ، ليس المهم أن نتواصل من خندق من الخنادق (رئاسة الوزراء)، ولكن المهم اننا نتبادل الخنادق ، من اجل بناء العراق الجديد.
أنا لايمكن ان انسى القوى السياسية المخلصة ، والعناصر الخيرة كافة ، التي ساهمت في بناء العملية السياسية العراقية . وادعوهم الى ان نبقى نـُُشعر الآخرين باننا متواصلون ، ومصممون على مواصلة هذه المسيرة المظفرة .
كما لا يسعني إلا أن اتقدم بكل آيات الشكر، والتقدير ، والاحترام لكل أصحاب الاختصاص من ابناء شعبي البطل ، ومن كل الشرائح الاجتماعية من دون استثناء، ومن كل ابناء الديانات من دون استثناء ، ومن كل ابناء القوميات بلا استثناء، ومن كل ابناء المذاهب ، ومن كل القوى السياسية من دون استثناء .
هؤلاء جميعا مدعوون اكثر من أي وقت مضى، ليجسدوا وحدة العراق ، وشجاعة العراق ، وطول النفس الذي يتمتع به العراقيون ، لإنهم بدؤوا مسيرة بدأت بانتخابات الثلاثين من كانون الثاني من العام الماضي (2005)، هذا العام، عام التحديات الكبيرة ، وعام الانجازات العظيمة ، التي لم يسجل مثلها أي بلد من بلدان العالم.
لقد انجز العراق انجازات عظيمة في فترة زمنية قياسية وقصيرة (الانتخابات الاولى، الدستور، الانتخابات الثانية)، وهو يخوض غمار معركة شرسة على اكثر من جبهة .
إن دل هذا على شيء، إنما يدل على ان هذا الشعب له قيم مرتبطة بالسماء، كيف لا وهو شعب مرتبط بسيل من المقدسات هنا على ارض العراق ، يرتبط بالانبياء ، والائمة الاطهار ، واصحاب المذاهب ، ويرتبط بسيل الشهداء الذي يقف في مقدمتهم ، وعلى رأسهم شهيد العصر العظيم السيد (محمد باقر الصدر).
هذا الشهيد الذي مدّنا بنبوغ متدفق ( فلسفتا واقتصادنا)، فكرا ، وادبا ، وتنظيرا حيث كان في كل شيء قمة ، وكانت اروع قممه، قمة الصمود ، لذلك يجب ان نقرأ الصدر على انه قدر وطني عراقي ، مثلَ طموحات الشعب العراقي .
ليس سهلا للانسان الفرد ان يكون بمستوى حجمه (محمد باقرالصدر)، ولا يمكن اختزال العراق على عظمته بشخص واحد ، لكن السيد الصدر برهن انه كبير فاستوعب العراق ، وليس الصدر فقط، وانما لابد ان نذكر المسيرة المضمخة بالدم لكل الشهداء: الشيخ عبد العزيز البدري، والشيخ عارف البصري ، والشيخ ناظم العاصي ، والصدر الثاني ، والسيد الحكيم ، والمؤمنة المباركة بنت الهدى.
كما لاانسى شهداء حزب الدعوة الاسلامية ، هذا الحزب الذي نذر نفسه من اجل احقاق الحق ، واشاعة العدالة ،.لقد شرفني ان انتمي لحزب الدعوة، حيث تعلمت من فكره الاصيل ، ومن تاريخه الموغل في التضحية، ومن افذاذه الذين تعلقت اجسادهم على اعواد المشانق ، إنما نضحي من اجل الآخرين، لا نفرق بين احد واحد .
هذا هو الخطاب الحركي ، وهذا هو الاداء الوطني السياسي العراقي الذي شقوا طريقه الى الآفق العراقي ، شقوا طريقه الى الآفاق، لكي يعيدوا ترتيب الخارطة التي رسمها بظلم صدام حسين على المواطنين الاشراف كافة، وفي مقدمتهم حزب الدعوة الاسلامية.
ايها الأخوة الاحبة: عهد الله علي اني ساواصل مسيرتي بقوة اشد ، وبصلابة اكثر ، وبتضحية اعمق حتى النفس الاخير ، ان الذي اعدكم من انه لن ينثني ، لن ينثني بإذن الله ( تبارك وتعالى)، ليس هذا كلام بسيط ، انما راجعت نفسي ، من اجل تقوية الائتلاف ، ومن اجل شد اللحمة الوطنية ، ومن اجل شد ازر اخواني جميعا.
انا اوصي اخواني من أي موقع من المواقع، ان لا يفهموا احتلال الموقع غنيمة ، وان لا يفهموا المسؤوليات والصلاحيات عملية نـَهم، انما هي تضحية نتوسم بهم جميعا ان يرتقوا الى مستوى مسؤولياتهم، وأن يبدؤوا صفحة جديدة يشيع فيها الحب ، ويغلب فيه صوت الوحدة على صوت التمزق ، ويشيع صوت الاصرار على الثبات ، والاستمرار من دون تلااجع.
إن العراق سيبقى كما كان تاريخه زاخرا بالحضارة ، وسيشق طريقه الى المستقبل ، ونحن سنواصل مع كافة الاخوة المواطنين الاشراف ، الذين شمروا عن ساعد الجد من خلال هويتهم الوطنية، هؤلاء الذين أبوا إلا ان يواصلوا المسيرة، وايا كان من هؤلاء الاخوة، والذي سيشغل أي موقع من المواقع او اي منصب من المناصب، سنكون له ظهيرا وسندا من اجل رفعة العراق .
ايها الاخوة : أنا على يقين ان الشعب العراقي، سيعطي الآخرين درسا مفاده: انه اكبر من ان يتعثر، وانه اكبر من ان تنتابه خيبة في اي مجال من المجالات، لاننا سنواصل معا من مختلف الخنادق المسير ، حتى نصل بشعبنا الى مستوى الاستباب الأمني ، والإزدهار الاقتصادي ، والاستقرار السياسي .
اني اقول: لتعرف امم العالم، وشعوب العالم، ان هذا الشعب الذي اطبق عليه صدام حسين بتلك الثقافة (ثقافة الحـَـجر)، من انه شعب عظيم، شعب صاحب قيم ، صاحب مبادئ ، شعب يحب بقية الشعوب ، وانه لن ينسى من يقف الى جانبه من دول العالم ، وشعوب العالم .