تيار الاصلاح الوطني في البصرة
تيار الاصلاح الوطني في البصرة
تيار الاصلاح الوطني في البصرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تيار الاصلاح الوطني في البصرة

المكتب الاعلامي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : « إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذريتي . ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق . ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب . ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الديمقراطية بالمفهوم الكلي
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالثلاثاء 10 يناير - 15:32 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الجماهيير تطالب بوفاء البرلمان والحكومة لانهما ولدا من رحم الاصابع البنفسجية
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالثلاثاء 10 يناير - 15:21 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» انطلاقة جديدة
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالثلاثاء 10 يناير - 14:45 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» تيار الاصلاح الوطني في البصرة بضيافة القنصل التركي
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر - 7:32 من طرف ليث 2

» التيار والتحديات
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأحد 31 أكتوبر - 0:51 من طرف ماجد البديري

» العراق
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأحد 29 أغسطس - 12:50 من طرف الجنوبية

» النساء بوابة من بوبات الاصلاح الاجتماعي
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالخميس 24 يونيو - 17:40 من طرف حيدرالناصر

» المياحي: ان المسيحين والمسلمين في العراق يعيشون منذ قرون في هذا البلد بحب ووئام
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالخميس 24 يونيو - 17:32 من طرف حيدرالناصر

» صور تشييع الشهيد حيدر سالم
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالثلاثاء 22 يونيو - 15:46 من طرف حيدرالناصر

» تظاهرة اهالي البصرة احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي وسوء الخدمات
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالثلاثاء 22 يونيو - 15:12 من طرف حيدرالناصر

» الدكتور إبراهيم الجعفري : نريد الحكومة المقبلة أن تكون قوية لا القوة بمعنى الشخصنة
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأحد 13 يونيو - 22:11 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الدكتور إبراهيم الجعفري يترأس إجتماع الإعلان عن تسمية (التحالف الوطني)
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالجمعة 11 يونيو - 6:45 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الدكتور إبراهيم الجعفري يستقبل رئيس مجلس محافظة بغداد الأستاذ كامل الزيدي
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأربعاء 9 يونيو - 18:24 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الرسالة الشهرية لتيار الإصلاح الوطني
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأربعاء 9 يونيو - 17:57 من طرف حيدرالناصر

» الدكتور إبراهيم الجعفري يستقبل سعادة السفيرة الكندية السيدة مارغريت هيوبر
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالثلاثاء 8 يونيو - 18:05 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الدكتور إبراهيم الجعفري يزور سماحة السيد العلامة حسين إسماعيل الصدر
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالإثنين 7 يونيو - 5:01 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» لدكتور الجعفري يستقبل دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي والسيد هاشم الموسوي
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأحد 6 يونيو - 1:56 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الدكتور إبراهيم الجعفري يستقبل الأستاذ طارق الهاشمي والوفد المرافق له
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالسبت 5 يونيو - 22:25 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الدكتور إبراهيم الجعفري يلتقي كادر جريدة الإصلاح الوطني
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالسبت 5 يونيو - 22:01 من طرف تيار الاصلاح الوطني

» الدكتور إبراهيم الجعفري يستقبل معالي وزير الدفاع والوفد المرافق له
الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالأربعاء 26 مايو - 19:54 من طرف تيار الاصلاح الوطني

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط تيار الاصلاح الوطني محافظة البصرة على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط تيار الاصلاح الوطني في البصرة على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
تيار الاصلاح الوطني
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
الجنوبية
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
حيدرالناصر
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
عماد العيداني
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
عبير الشمري
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
علي النور
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
سلام جمعة البديري
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
هدى السعدي
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
gentel
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 
ماجد البديري
الشباب مسؤولية الخطاب I_vote_rcapالشباب مسؤولية الخطاب I_voting_barالشباب مسؤولية الخطاب I_vote_lcap 

 

 الشباب مسؤولية الخطاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تيار الاصلاح الوطني
مؤسس المنتدى
تيار الاصلاح الوطني


عدد المساهمات : 149
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
العمر : 15
الموقع : http://www.eslahiraq.net

الشباب مسؤولية الخطاب Empty
مُساهمةموضوع: الشباب مسؤولية الخطاب   الشباب مسؤولية الخطاب I_icon_minitimeالخميس 19 نوفمبر - 4:12

لمقدمة
تُمثل فئة الشباب في هرمية المجتمعات الانسانية ، عموما ، مصدرا رئيسا للقوة التي تضخ الدماء الساخنة في شرايين الكائن الاجتماعي ، وتمنحه القدرة على النبض ، ومن ثم القدرة على التطور البايلوجي ، نحو ما هو أفضل على أرض الواقع.
ومن هذا المنطلق ، وعلى هذا الأساس ، يتم في أي مجتمع يطمح إلى بناء نفسه ، رصد حصة الأسد من الاهتمام ، والرعاية لشريحة الشباب التي إذا استُثمِرت بالشكل الصحيح ، فإن المجتمع بذلك سيكون فتيًا. وهذا سينعكس بالإيجاب على تفاصيل الدولة التي ستكون بالنتيجة حيوية الحراك ، وسليمة من آثار الصدأ الذي قد يَرِينُ على بعض مفاصلها إذا كانت دولة هرمةً غيرَ مُستغِلةٍ لطاقة الشباب.
ومن اللافت للنظر ! في مجتمع مثل العراق الذي عاش مخاضات حروب شرسة وبشعة ، ومختلفة ضاعفت من ميراث مصائبه ، وأحزانه ؛ تجد الشباب فيه كهلَ التجربةِ فتيَّ العمر ، فكثيرا من الشباب تَصدَّوْا للحياة ، وظروفها الصعبة والعسيرة عندما طَحنت رحى الحروب آباءهم . بل إن كثيرا من النساء عانَيْنَ ولحد الآن من شظف العيش ؛ بسبب آلة الحرب العمياء التي أكلت أزواجهن وبقيت تداعياتها مستمرة في أحشاء المرحلة .نعم ..هذه هي سنن الحروب على مر التاريخ تبدأ بالكلام ، وتنتهي بالآلام يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى واصفا بشاعة الحرب:
وَتَعْرَكُكُم عَرْكَ الرَّحى بِثِفَالِها وَتَلْقَحْ كِشافًا ثُمَّ تُنتِج فَتُتْئِم ِ
ولعل أمام الحرب قد تصمُت جميع الأسباب فهي وحدَها المخاض الكافي لأن يَخلق تجربة للشاب الذي دربته الحرب على " المواجهة " على الرغم من أنها سكبت في قلبه طوفانا من الحزن.
والمهم في ذلك أن الشاب العراقي يمتلك روحية المواجهة التي ستجعله فيما بعد يواجه المسؤولية ، ويتصدى لإدارة مركز مهم من مراكز القرار في الدولة.
من ذلك كله ..ينتهي بنا الفهم إلى أن العقل السياسي عليه أن يضع في حساباته بَث الدماء الجديدة في الدولة ، والمجتمع لتمتزج كهولة ُالتجربة مع فتوة العمل بما يسهم في مِيلادِ الوطن الحي والفاعل في بلد مثل العراق.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وجميع عباد الله الصالحين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
قال الله (تبارك وتعالى)، في محكم كتابه العزيز "بسم الله الرحمن الرحيم، قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"(سورة الصافات/102).
عندما يكون الحديث حديثا في الوسط الشبابي، وعندما يكون المخاطب شابا، يكون المتحدث أمام مسؤولية إنسانية تنفذ إلى العمق حيث الكم الهائل من الشريحة الاجتماعية التي يمثلها الشباب، لأن أعمارهم تمتد مابين الخمسة عشرة عاما إلى ما يقرب الأربعين عاما، وحين نوجه حديثنا إلى الشباب معنى ذلك، إننا نوجه الحديث لعنفوان القوة، لأن الإنسان يبلغ ذروة قوته في مرحلة شبابه.
حين يتوجه الحديث إلى الشباب معنى ذلك، إننا نوجه الحديث إلى البداية القوية، التي يتحرر بها الشعب من رواسب الماضي، ونوجه الخطاب إلى العزيمة والإرادة الصلبة التي لا تنحني أمام ضعف، وتهادن من موقع العاطفة، أو من موقع الجهل، كل ذلك يكمن في شخصية الشاب.
إن الأمم الحية رعت شبابها، رعاية تتناسب مع طموحاتها وأمالها وتوظف طاقات شبابها توظيفا يؤهلها لأن تتجاوز التحديات في المآزق الحرجة ،وتتطلع إلى تحقيق الأماني والطموحات من خلال إيمان شبابها بذلك.
كان الجيل وأعني الجيل السابق ، كانوا قد أعاروا جماجمهم وتعلقت أجسادهم، على أعواد المشانق، من اجل الإطاحة بالديكتاتور الذي جثم على صدر العراق الحبيب لم يبخلوا بكل ما لديهم ، منهم من نال شرف الشهادة ، وسجن منهم من سجن، وهاجر من هاجر واختفى من اختفى.
بقيت هوية الرفض والإصرار على التحرير، سمة بارزة وبالغة الأثر طبعت مسيرتهم ؛ فكان ذلك الجيل قد أبا إلا أن يكتب تاريخ العراق المعاصر بأزكى الدماء . وهكذا تكللت مسيرتهم المظفرة بالانتصار على عدوهم وعدو الإنسانية.
اليوم .. الجيل المعاصر عليه مسؤولية البناء ، بناء العراق الجديد، وهو أيضا وان كان قد خرج من معركة دامية حامية الوطيس ضد الدكتاتورية، لايعني ذلك انه خرج من ميدان المواجهة، تبقى على عاتق الشباب مسؤولية المواجهة ضد حروب تعددت عنواناتها ، لكنها بقيت من حيث المفهوم والعنوان واحدة ، ظلت تتطلب تضحية، وشجاعة، واستبسالا، تلك هي معركة الإرهاب.
الإرهاب الذي حاول أن ينشر ظله في أوساط شبابنا ويُشيع ثقافة الاحتراب، والتقاتل، من أجل أن يكون طرفا المعركة، من الشباب، سواء أكان جانيا أم كان مجنيا عليه، هكذا كان على أطراف الشر، على قوى الإرهاب ، أن تشيع، وتتوسل بمختلف أنواع الثقافات، من اجل أن توقع شبابنا، وشاباتنا في شراك الإرهاب المقيت، فسوغت لبعضهم أن ينخرطوا في هذا الطريق المظلم، ويشيعوا القتل، وأنواع الفتك في صفوف الآمنين.
تركت هذه الصفحة السوداء، صفحة العراق للسنوات القليلة التي مضت، تركت معارك الإرهاب آثارها الوخيمة في الكثير من بيوت العراقيين، وعبثت، وفجرت، واغتالت، وبضعت، ومثلت في الكثير من أجساد الضحايا، ويبقى الشاب وهو ينظر إلى هذه المآسي، ينظر من موقع الرفض لكل هذه الحالات، ويتطلع إلى صناعة عراق جديد، هذا العراق الذي يكون أمانة في أعناقنا.
إن حركة الشباب في العراق ليست بمعزل عن ظاهرة طفحت على السطح العالمي في كل بلد من بلدان العالم الشباب اليوم في كل العالم، يرسمون معالم المجتمعات الجديدة بناءا فكريا، ونشاطا اجتماعيا، وتصديا سياسيا.
الناظر إلى المسرح الدولي يجد أن الشباب شقوا طريقهم إلى التصدي، وهذه سمة، من سمات المجتمع الحي لأن خزين القوة، ورصيد الطاقة، التي يملكها الشاب خصوصا حينما تتوفر له أجواء البناء المعرفي، والمعنوي، والمادي، والعلمي، تؤهله لأن يتصدى بالنهوض لمثل هذه المهمات الصعبة.
لذلك ليس سرا على احد، أن دخول الشباب في الكثير من بلدان العالم إلى أروقة السياسة، والتصدي واعتلاء المنصات السياسية، واعتماد الخطاب، والتعامل لبناء المجتمع قد أصبح سمة حضارية معاصرة نعتز بها، ونعمل من اجل نشرها في مجتمعنا.
من دون شك في أن مثل هذه الطموحات تقف أمامها عقبات كثيرة، وتحديات كبيرة جدا، هذه التحديات ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة . بطبيعة طريق الصعود نواجه مثل هذه المحطات ولا يمكن لسالك طريــــق الصعود، إلا أن يعقـد العزم على أنه يتحلى بإرادة قوية فولاذية، ويواصـل طريقه دون أن يتردد، لـذلك إن " عَشَمنا " وأملنا، وطموحاتنا كبيرة جدا، تتناسب مع حجم ثقتنا بأبنائنا وبناتنا، وهم يرسمون معالم العراق الجديد.
لابد لنا ان نواجه هذا الصعوبات والتحديات ببصيرة نافذة ، ليس من موقع الاستسلام ، إنما من موقع معالجة هذا الواقع.
أنا اعتقد شخصيا أن الشباب عندما ينظرون لما يحيطهم من واقع اجتماعي يجدون أنفسهم أمام خيارات ثلاثة:-
-الاحتكاك بالعرف الاجتماعي لحد الذوبان، وتأبى عليه مبادؤه(الشاب)، وقيمه، ومسئوليته الوطنية أن يذوب بكل شيء من حوله.
-خيار آخر هو: التمرد والانفصال من هذا الواقع وأن يشق الشاب طريقه بعيدا عن مجتمعه . وهذا النوع من التمرد هو الآخر هروب ، ولو كان إلى الأمام، وتأبى عليه (الشاب) مرؤته، ووطنيته، ووفاؤه لتراثه ولحاضره ولشعبه أن يسلك مثل هذه الطريق.
-لن يبقى أمام الشاب إلا ّ خيار ثالث هو: أن يشمر عن ساعد الجد ويتحلى بعقلية واقعية ، وبوعي نافذ ؛ ليمارس عملية رفض الخطأ وقبول الصواب من موقع الوعي. ويواصل مسيرته رافضا هنا لكل خرافة ، ولكل نعرة، ولكل لافتة، تتشدق باسم العلم والعلمية ، وباسم الاعتزاز بالشأن التاريخي . وقابلا هنا لكل ما يمت إلى فكره، ومبادئه، وقيمه وانسانيته بصلة.
من هنا تجد نفسك أمام شاب يعرف ماذا يرفض ويعرف ماذا يقبل، ليست عقدة عندما نرفض شيئا، وليست عقدة عاطفية أننا نقبل هذا . إنما ننطلق في رفضنا وقبولنا بناءا على بصيرة كما يخبرنا النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) عن الله (عز وجل) في محكم كتابه العزيز:
((قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين))(سورة غافر/14).
الشاب لا يستمد قيمته من خلال سنوات عمره فقط، ربما يمضي الزمن والعقل بعدُ لم يتطور، وربما ينفتح الشاب بعقليته فيتزود معرفيا، ويقوي اراداته، ويربط نفسه بقيم أصيلة، ويعمل من اجل بناء المجتمع.
الشاب كبير الحجم ، وان كان صغير العمر، لذلك نحن نتطلع إلى شباب يدركون جيدا عظمة أن نجرب مسؤولية البناء لشخصية الشاب، ومسؤولية الشاب عن منابت الشباب بالتربية، انطلاقا من البيت واستمرارا بالمدرسة وانتهاءا بالمجتمع والسياسة، كلها تزود وتمول الشباب بثقافة وطنية أصيلة. ولكن تبقى إرادة الشاب في انتقاء ما ينبغي أخذه، وما ينبغي رفضه، تبقى هي الإرادة الفاصلة التي تحدد مساره.
من هنا ، تميز الشباب بأنهم يحملون إرادة قوية، ربما أوقعت بعض علماء النفس الحديث مثل (كرندر) و(فرويد) بالمغالطات حيث اتهموا الشباب بأنهم ظاهرة تمرد، وإنهم رحلة ضياع . أنا لا اعتقد ذلك ؛ بل بالعكس نحن حينما نلتقي الشاب، نلتقي عقلا متفتحا، يريد ان ينتقل من التلقي بالطاعة العمياء إلى التلقي بالقناعة، كما نلتقي الشاب وهو يخوض غمار الحياة من حوله، وبناء الحياة من حوله، يلتقيها بإرادة قوية، ويدخل عالم الرجولة بما يحمل من معاني البناء، وليس بما تعكسه من نزعة الفحولة المقيتة ، حيث تجمد فيه العقل، وتجعله سجين عاطفة ، انه يرتبط بعشيرته الى حد الصنمية، وبتأريخه الى حد الصنمية، انه يصر على ان يقوم برحلة جديدة تقوم على وعي نافذ، وبصيرة مستوعبة لكل ما حوله.
ان أمالنا الكبيرة، وطموحاتنا العريضة، لا تقف عند حد العراق اليوم بما هو عليه ، وما ينبغي ان يكون عليه ، هناك بون شاسع . نعيش في العراق وهو من أغنى بلدان المنطقة ان لم يكن اغناها على الاطلاق، لكننا نعيش بلدا، يعش شعبنا فيه الفقر، بل الافقار، لأنه غني.
يرث الشباب عن آبائهم وأجدادهم، مجدا موشحا بالوحدة الاجتماعية، رغم التنوع عبر التاريخ، لكن هذه الوحدة تهب في وجهها بعض الأعاصير المتخلفة من هنا وهناك، وتحاول ان تمزق صف الشعب العراقي، والعراق اليوم في ضوء التطورات التي حصلت في العالم، أمام ثورة المعلومات، أمام القفزات التي تمول الشرائح الاجتماعية المختلفة عموما والشباب خاصة، نجد للأسف الشديد، ربما لم يتم اللحاق حتى اللحظة بطريقة تتناسب مع قيمة هذه الوسائط، وسائط المعلومات والإنترنت بالشكل المطلوب.
هناك تخلف بالمناهج، وللأسف الشديد، دول العالم حسبما تكشف بعض الإحصائيات، ان أكثر من ثمانين بالمئة من الشباب في مقاهي (النت)، يستخدمون (النت)، لثقافة السوء، وثقافة الهدم. بينما نريد ونتطلع من هذه العولمة والعالمية في المعلومات، وبعد ان اختزلت الجغرافية، واختزل البعد القاصي الى الغرفة الكونية، والى البيت الكوني، أن يكون الشاب قد حضر المعرفة في المكان الآخر، والثقافة التي تنتمي الى الآخر، والحضارة التي تنتمي الى الآخر، لينطلق بثقة منفتحة عليها . يعرض حضارته على الآخرين، ويبحث عن المشترك مع حضارات الآخرين، حتى يضفي على أدائه انتماءا إنسانيا، لكي لا نحول الشاب الى ظاهرة مناطقية، أو عنصرية، أو طائفية، أو قومية، بل ان نجعل من الشاب ظاهرة إنسانية، يلتقي فيه الشاب هنا بالشاب هناك في الكثير من المساحة المشتركة التي تنم عن ولادة حضارة جديدة، توشح فيها حياة الإنسان بما هو إنسان، بإكليل التميز والتقدم، دون ان تكون رازحة تحت نعرات العنصرية وغلبة المادية. لا تتأتى مثل هذه القوة، والإصرار، والزاد الذي يتمول به شبابنا اعتباطا إنما ينبغي ان نفكر كثيرا كيف يتمول شبابنا بزاد المسير.؟
العواطف تجعلك منشدا آنيا لقضية ما، إنما عقلنة العاطفة، والتزود بالفكر الإنساني الخلاق، الذي يجعلك اكبر من الجغرافيا التي تقطن فيها، وابعد من الزمن الذي تعيش فيه، لابد من ثقافة إنسانية، ترتبط بقيمنا، ومبادئنا، وتراثنا، بما زخر به من قيم، وبما حفل به من مواقف يشهد له بها القاصي والداني.
حتى نفتــّح شبابنا على التزود بهذه الثقافة، الثقافة التي تنعدم فيها المسافات بحثا عن الحقيقة: (اطلب العلم ولو في الصين)
الثقافة التي ترفض الركود والمراوحة: (اطلب العلم من المهد إلى اللحد).
الثقافة والعلم، التي ترتقي سلم الصعود من دون ان تستسلم من ان للعلم سقفا محددا: ((وفوق كل ذي علم عليم))(سورة يوسف/76).
الثقافة التي توظف الإلكترون للطب، والأجهزة المستخدمة لغرض توفير اتصال قوي وخدمات قوية، لا لغرض إشاعة الحرب النووية، لذلك نرفض منطق التسلح النووي في العالم كله، لأنه ينذر بدمار وشيك لاسمح الله(سبحانه وتعالى)، والتي قد لا تقف آثاره، وتداعياته عند منطقة دون أخرى، هذا العلم، وهذه الثقافة المرفوضة من شبابنا.
نحن عندما نحدث شبابنا، نحدثهم على أنهم الرافد والمنبر الذي سيتدفق قريبا في كل حقل من حقول المجتمع، وفي كل مجال من مجالات الاختصاص من دون استثناء، نـتحدث مع الشاب، نـتحدث مع مهندس المستقبل، وأديب المستقبل، وفنان المستقبل، وطبيب المستقبل، واقتصادي المستقبل، بل قدم لنا شبابنا في حاضرهم اليوم، بأنهم وهم في بداية دخول عالم الشباب تفتقت طاقاتهم، واستطاعوا ان يسجلوا حضورا هنا وهناك فاق تصور الكثير ممن يشاهدهم.
اليوم نجد الشباب العراقي، في مجال الأدب، والشعر، والفن، والرياضة، والتخصصات المختلفة، نجد أنهم استطاعوا ان ينطلقوا من محنة العراق فيحولوا هذه المحنة إلى دوافع للعمل والإصرار على المضي في طريق البناء، أكثر من ذلك، نجد أنهم استطاعوا بمختلف خلفياتهم المذهبية، ان يكسروا إرادة الشر، إرادة النعرة الطائفية، التي تحاول ان تبضع في جسم مجتمعنا.
نحن نحافظ على اللحمة الوطنية العراقية، ليس فقط من موقع الشعار، بل من موقع وعي الآخر، ووعي المشترك، الثقافة التي تجعلك نافذا في شخصية الآخر، ومؤثرا فيه ، أنت تشعر أن الوحدة الوطنية العراقية ليست مسألة ادعاء ، إنما الوحدة الوطنية العراقية، تقوم على معرفية تدونت عبر التاريخ، وتركت آثارها وبصماتها في كل صفحة من صفحات تاريخنا المجيد.
لقد عاش آباؤنا وأجدادنا، طيلة التاريخ، وهم متحابون، متآخون، متعايشون، ربما شهدت بغداد سجالا طائفيا، ولكن كتــّاب التأريخ من زاوية اجتماعية، نظــّروا لمثل هذه السجالات والحروب، نظروا على أنها جاءت وافدة إلى العراق ، ولم تنطلق من ارض العراق، ربما شهدت بغداد مدا عثمانيا ضد الشيعة ، أو مدا صفويا ضد السنة، ولكن هذه الامتدادات ليست من الشخصية العراقية.
لا يكفي ان يكون لنا تأريخ طويل، لابد ان نحافظ على حاضرنا، ولابد ان نحول التأريخ من خلال فهمنا لطبيعة الأسباب المرتبطة بالنتائج، نحـوّل التأريخ إلى حاضر، عندئذ وعندما نفهم، ونصر على فهم التأريخ فهما حقيقيا، كيف نصنع فيه الإنسان؟ وكيف نجنب بلدنا ومجتمعنا الشرور؟عندئذ سنجد أنفسنا، أننا نقرأ التأريخ قراءة مستقبلية، وان التأريخ تحول الى نافذة، نطل من خلالها على أجيالنا القادمة. ما نعيشه اليوم كان مستقبلا في الماضي، وما نقرأه في التاريخ اليوم كان حاضرا في الماضي، وما نستشرفه في المستقبل سيتحول إلى حاضر عند الجيل القادم، علينا أن نفكر كيف نبني هذا الجيل القادم؟.
ظاهرة في المجتمع بعد سقوط صنم الفردانية، الفردانية في السياسة، في الجيش، والفردانية في الحالة الحزبية، وفي كل شيء، والذي جسدها صدام حسين بأبشع صورها، سقطت، وكان من الطبيعي أن ترث الفردانية تعددية واضحة، تمظهرت على شكل أحزاب سياسية متعددة، ونشاطات سياسية متعددة، مؤسسات المجتمع المدني، و تمظهرت كذلك على شكل مدارس مختلفة في الرؤى والسياسة.
هذا هو المطلوب في عالمنا اليوم، عالم يحترم فيه الرأي والرأي الآخر، لا نفكر كثيرا لماذا نختلف، إنما نفكر كيف ندير العلاقة من موقع الاختلاف؟ وكيف نحسن التعامل من موقع إننا نختلف والاختلاف حقيقة لا تنفك عن الإنسان بأي حالة من الأحوال.
الذي يفكر، بأن يجد عالما، دون اختلاف ، دعه يعيش بنرجسية قاتمة، وظلام دامس في تخيلاته، وسيكتشف هناك في العمق، أنه يختلف حتى مع نفسه، لذلك لا وجود لعالم دون اختلاف في وجهات النظر، إنما نفكر كيف ندير هذا الاختلاف؟ ولا نقمع الآخر، ولا نضيق ذرعا بالآخر، لا في البيت، ولا في العلاقة الزوجية، ولا في المدرسة، ولا في السياسة، ولا في الحزب، ولا في الحكم، ولا في كل منتدى من المنتديات.
المطلوب، اننا كيف نجعل بوصلة الاختلاف في وجهات النظر، تتجه باتجاه آخر؟ والمفروض، اننا نؤنسن الآراء، بطريقة مهما تعددت مدارس الفكر، أنها تنطلق من الإنسان، وتستهدف خدمة الإنسان، وتتحرك في إطار فكر الإنسان، وعواطفه، ولا قيمة للفكر دون عاطفة، أنا لا أستطيع ان أتصور إنسانا من دون عاطفة .. عليه ان يراجع طبيبا مختصا في أمراض النفس، حتى يعالج نفسيته التي لا تعرف معنى للحياة، وهل الدين إلا الحب؟ 
وهل الحياة إلا الحب؟ لذلك الأفكار التي امتزجت بالعاطفة سرعان ما تحولت إلى تيار.
بقي الفلاسفة من خلال حواراتهم، في أروقة الفكر، والفلسفة، والتعاطي المعرفي المجرد، بقوا كبارا في التأريخ، ومن دون شك أنهم اثروا المسيرة الفكرية، وقدموا لنا خدمة كبيرة من خلال تصديهم لقمة الفكر، لكن الاطروحات الفلسفية المجردة ستبقى رهينة النخبة، وستبقى سجينة لعدد معين عبر التاريخ، لذلك عندما تريد ان تطـّــلع على آراء (سقراط) و(أفلاطون) و(أرسطو) و(الاسكندر) و(ديكارت) و(هيغل) و(الفارابي)و(ابن سينا)و(جون لوك)و(هوبز)وكثير من الفلاسفة، تجد نفسك، لابد ان تدخل إلى الثقافة الخاصة، و تهيئ لنفسك أدوات من العلم، والمقدمات حتى تفهم ماذا أراد الآخر.
أما الفكر الإنساني المبسط، الذي جاء لخدمة الإنسان، سرعان ما نزل من عالم العقل إلى عالم القلب، وسرعان ما امتزج، بين عمق الآراء الفلسفية، بعواطف الناس، ولذلك تجد الفكر التياري، وتجد الفكر الإنساني، تجدهما في محلات الباعة في السوق، وتجدهما في الأزقة وأنت تتجول بين الناس، تجد المزارع، والعامل، مثلما تجد الطبيب، والمهندس، وغيره، كلهم يعكسون لك حالة الفكرة المؤنسنة، والفكرة الموشحة بالحب والعاطفة.
لا قيمة للفكرة ما لم تأخذ حصتها من العاطفة، ولذلك يمزج القرآن الكريم مزجا رائعا بين كل فكرة مع العاطفة ويأبى إلا ان يوشحها بإكليل العاطفة: ((ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها))(سورة الروم/21).
 مفهوم ((من انفسكم)) معرفياً، أسقط كل الادعاءات التي جعلت ان الأنثى جنس دوني، اقل من الرجل، لكننا لا نقف في الآيات القرآنية الكريمة عند حدود أدلجة، وتنظير، وتقديم هذه الفكرة، من دون أن تلحقهاSad(وجعل بينكم مودة ورحمة))(سورة الروم/21).
فكرة تخرج من حيزها بالذهن، لتتحرك في فضاء القلب والعاطفةSad(ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم))(سورة الحجرات/7).
هو إيمان، لكنه من موقع الحبSad(الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله"(سورة الحديد/16).
لذلك أدرك المصلحون عبر التاريخ، ان الفكرة عبر التأريخ مهما تكن قوية، فلابد ان تنفذ إلى قلب المتلقي الاجتماعي، والا تبقى أسيرة لمجموعة قليلة من الناس، فارتسمت على شكل تيار.
ما من مصلح، الا وتجد حوله مجموعة يجيدون فن مزج الفكرة بالعاطفة، ليوجدوا مجتمعا صالحا من خلال عملية الإصلاح، من هنا كان أنبياء الله (سلام الله عليهم اجمعين)، حملوا فكرا تياريا إصلاحيا، وتعدى ذلك إلى كل قادة المجتمع، وفي كل بلد من البلدان، إنهم فكروا بسرعة كيف يحولون فكر النخبة، ليس من موقع الانفصال والاستغناء عن النخبة، النخبة ليست عيبا أبدا: ((فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))(سورة النحل/43).
ولكن لا ينبغي أن تبقى الفكرة مقيدة في عقول النخبة فقط، بل تحويلها إلى تيار اجتماعي من خاصة الناس إلى عوام الناس، حتى يتفاعلوا معها بأهداف محسوسة، وبعواطف لا يشك فيها احد، ولا تشوبها شائبة.
من هنا نجد ان الكثير من أمم العالم، عاشت حالات التيارات في وقتها، ووجدنا كيف تحول الكثير من القادة، كـ (المهاتما غاندي) و(نهرو) و(مانديلا) و(ديغول)، تحولوا إلى تيارات، مات ديغول وبقت (الديغولية)، وظل ساسة فرنسا متأخرين، يعيشون عيالا على قادتهم السابقين، لأنهم تحولوا إلى تيارات، خرج (مانديلا) من الحكم ولم يخرج من التاريخ، لأنه تحول إلى تيار، وخرج (المهاتما غاندي)، لأنه تحول إلى تيار، حيث قهر اكبر إمبراطورية في التاريخ الحديث والمعاصر، بثورة لم يحمل فيها السلاح، إلا سلاح التيار، ولذلك قال (وينستون تشرشل): لا معنى لكلمة بريطانيا العظمى بدون الهند وأمة الهند، واستطاع نهرو ان يحقق لها استقلالا دون ان يحمل سلاحا سوى سلاح التيار أيضا.
هذا التيار لا يولد من شخصية احد، التيار يولد نفسه من خلال منظومة فكرية، ويتجه لتحقيق أهداف وطنية إنسانية محددة، يلمسها الجميع، ويؤمن بها الجميع، أو على الأقل المجموع يؤمنون بها، ولذلك الرموز وما أكثرها، التي تبدو على مسرح التيار، ليس بالضرورة، إنما هي التي تولد التيار، بل إن التيار هو الذي يولدها، وأنها جزء من التيار وليس التيار جزءا منها، وهي في خدمة التيار من دون أن تستخدم التيار.
التيار قدر وطني، وقدر اجتماعي، ووعد تاريخي لكل امة يراد لها ان تنتصر، انك تجد تيارا تعبويا جامحا يتحرك في أعماق المجتمع، مرة يأخذ نمطية الرفض عندما يواجه ديكتاتورية أو احتلالا، وأخرى يأخذ نمطية البناء، عندما يريد ان يثبت مبادؤه، ويثبت رجالاته الوطنية على طريق البناء والتحرك، هذا هو المعنى الإنساني لمفهوم التيار، وحتى يكون التيار تيارا وطنيا، لا ينبغي ان يستبدل الانتماء الوطني بشيء آخر، يجب ان يحترم منظرو التيار كل الانتماءات، سواء أكانت على خلفية دينية، ام مذهبية، ام سياسية، ام قومية، ولكن مفهوم التيار من خلال تدفقه من منبع الفكر، ومنبع العاطفة يفترض فيه أنه يتسع ويرقى الى حيث العراق كله.
عندما نسلم معا ، ان الوطنية العراقية هي سر وحدتنا، وهي سر انتصارنا، متى ما وضعنا الانتماء العراقي فوق كل الانتماءات ومتى ما وضعنا الولاء الوطني فوق كل الولاءات، نحن بخير، سيجد بعضنا البعض الآخر عونا له، لأن همه كبير يرقى الى هم العراق كله، ولذلك يجد بكل حزب، وبكل جهة، وبكل طاقة نامية، يجد فيها عونا له في بلوغ أهدافه، والارتقاء الى مستوى المسؤولية، أما عندما نشخصن العراق، ونحاول ان نختزله بذواتنا، من هنا تبدأ المشكلة، ومن هنا تبدأ الفرقة، فبدلا من ان نحتضن القوى سنحارب القوى، وهكذا يبدأ المجتمع باغتيال طاقاته.
ترددت في ملفات الثورات والأمم، التي خرجت عن مسار الإنسانية، ان الثورة تأكل ابناءها، لماذا؟ لماذا تأكل أبناءها؟ لماذا لا تحتضن ابناءها؟ لماذا لا تتكامل مع أبنائها؟ من الذي حظر على الآخرين ان يقدموا ابناءهم وبناتهم من موقع الكفاءة لبناء العراق؟ ومن الذي أعطى الحق لأحد ان يحتكر الكفاءة بداخله الشخصي، والأسري، والحزبي، والجبهوي، والقومي، وكل شيء؟.
العراق واسع، وإذا أردنا ان نختزل العراق، فأي قوة توفرت مثل القوة التي توفرت لصدام حسين، واطأه بعض الوضع الإقليمي، وواطــَـأه بعض الوضع الدولي، وتوفرت له من أسباب القسوة ما لم تتوفر لأي ديكتاتور من قبله، ماذا كانت نتيجته؟ انتهى، وبقي هذا الشعب.
هذا الشعب بكل ما آتاه الله (تبارك وتعالى)، من طاقات، وبكل ما منّ عليه من خيرات وثروات، اراد له ان يحتل موقعه الطبيعي بين أمم العالم، مثلما كان العراق على قمة في التاريخ، حتى كأنك عندما تريد ان تقرأ العراق، وتقرأ تاريخ العراق، لابد ان تتسلق إلى قمة التاريخ، وإذا أردت ان تعرف حجم العراق الحضاري، لابد ان تتسلق على قمم الحضارات، لأنك تجده في القمة، وليس في الوادي ولا حتى على السفح، ليست هذه ادعاءات، هذه الأمانة التاريخية، والنظرة الإنسانية لفهم التأريخ.
مهد الحضارات( العراق)، حينما كان قويا، لم يستخدم قوته لقهر احد، على العكس من ذلك عاش، ورفل الآخرون، ممن عاشوا ورفلوا واستفادوا من قوة العراق وهم يتغنون بالعراق، المنصفون منهم وما أكثرهم، عندما التقي الكثير من قادة الدول ،عندما كانوا يحدثونني عن تاريخ العراق، يتحدث كأي عراقي لأنه منصف يتحدث عن تاريخ العراق، والشعر العراقي، وفلاسفة العراق، والمؤرخين، وعلماء الاجتماع، والمهندسين يتحدثون عن كل هؤلاء ولا يزال العراق معطاءا، يدخر الكثير من الطاقات.
مسوؤلية على عاتقنا جميعا، اننا اليوم يجب ان ننشر ثقافة البناء والتنمية، والابتعاد عن ثقافة الاستهلاك، ثقافة الاستهلاك، التي تجعل مجالسنا ليست فقط لا تساهم في مجال البناء والإعمار، وإنما تثير نعرات، وتثير عقدا وحقدا على الآخرين، نحن بأمس الحاجة اليوم إلى مراجعة الذات مراجعة واعية تصل إلى مستوى الاستيعاب، ونحتاج إلى صراحة تصل إلى مستوى الشجاعة، شجاعة الذي يقف أمام أخطائه بصراحة ويعترف بها، وبعد ذلك يعزم على ان يمضي مشوارا جديدا، ويستبدل الهدم بالبناء.
لذلك، الكل ينتظر من الشعب العراقي أنه يبرهن للعالم كله، من أنه شعب، كان قويا حين أصر على رفض الديكتاتورية، ورفض الاحتلال، وقويا بنفس الدرجة، على نذر نفسه للبديل المشروع، ويبني نفسه بنفسه، لسنا بحاجة إلى الآخر، وعندما نحتاج الآخر نجيد فن التعاطي مع الآخر من موقع الثقة.
العراق أمانة بأعناقنا جميعا، يجب ان نفكر بالعراق، ليس فقط بحجم الحكومة، الحكومة مؤسسة من مؤسسات الدولة، وتقوية الحكومة يساهم في تقوية الدولة، إنما نفكر بحجم الدولة العراقية، بمعنى الدستور الدائم، والبرلمان.
هذا الظرف الذي نعيشه الآن، وشبابنا يعيشون مرحلة إنهم مخضرمون رغم صغر سنهم، ولكنهم لا يتجشموا عناء قراءة الكتب كثيرا، لكي يتعرفوا إلى صدام حسين، يعودون الى الذاكرة، الى خمس سنوات مضت فقط، سيجدون صورة الإجرام والبديل عن الديمقراطية لم تتلاش اصداؤها من ذاكرة التاريخ بعد، لذلك هم مخضرمون، ليس بثقافة المقروء، بل بثقافة المحسوس والملموس.
يدركون جيدا، أن بعضهم فقدوا آباءهم، وأمهاتهم، بسبب الجرائم التي صبها عليهم صدام حسين، ولذلك يدركون أكثر من غيرهم هم الآن في أي مرحلة، وإذا كانوا في أي مرحلة، إذا نريد ان نقف عند حدود كوننا انتقلنا من مرحلة الديكتاتورية إلى بداية الديمقراطية، ولازلنا في الشوط الأول، ولكن ينبغي ان نقرأ تاريخنا بثقة، وندرك أننا اليوم لسنا كما كنا بالأمس القريب، ولا معنى اننا نسمح لثقافة اليأس، والاستسلام، والخنوع تتفشى في أوساطنا.
أنا أدرك جيدا، وإنكم تدركون أكثر مني، ان الكثير من طموحاتنا بعد لم تتحقق، وان الكثير من التحديات بعد لم تزل في الطريق، هذا صحيح، لكن الأصوات التي تتحدث عن المآسي، ينبغي ان تبرهن أنها تتحدث عن المآسي في طريق الحل، وتتحدث عن المشكلة بعقلية الحل، ليس اننا نتخذ من المشكلة مجالا للبكاء على الأطلال والمراوحة فقط.
كلي أمل وثقة، ان مسيرة هذا الشعب صاعدة وماضية، نحو المستقبل، رغم التحديات و الصعوبات الموجودة، ورغم الكثير من عوامل النقص التي منيت بها التجربة، ولكن تبقى العملية السياسية، ولله(جل وعلا)، الحمد والشكر، أنها تمضي باتجاه احترام التعددية، والحفاظ على الدستور، و الحالة البرلمانية، والتعاطي مع الحالة الجديدة.
هذا هو العراق الجديد، ولعلكم إذا عدتم الى تاريخ الأمم والشعوب، من موقع المقارنة بين بدايتنا وبدايتهم، وليس بين بدايتنا مع حاضرهم، ستجدون ان بدايتهم لم تكن أحسن من بدايتنا، حروب أهلية طاحنة، الاتحاد السوفيتي(السابق)، والصين، واليابان، وفي أميركا، وفي بريطانيا، حروب أهلية طويلة وطاحنة، أما شعبنا، فقد استطاع بوعيه ان يتجنب حدوث حرب طائفية.
أنا لا أنكران هناك حرب بين طائفيين، لمجاميع مقيتة من (السنة)، و(الشيعة)، تتبادل الشتائم والخطاب الاقصائي، وسمحت لنفسها ان تقتل الآخر، لكنها لم تتحول إلى حرب طائفية، الطائفة السنية، والطائفة الشيعية، بقيتا بمأمن من الفتنة الطائفية، ولذلك اختنقت فيها، رغم ما أعد لها، من غرف مظلمة، وأسلحة الفتك، وثقافة التكفير الا ان كل هذا باء بالفشل، وبقيت الأوساط الشيعيةو السنية، تذرف دمعا على القلة التي هجرت من مناطقهم.
لذلك لست مغرورا بشعبي، عندما أقول: على كل مسؤول ان يتعلم من الشعب العراقي، انه شعب المعلمين، الشعب الذي يربي، ويعطينا درسا، شاشات التلفزيون رغم التعتيم والفيتو الذي فرض علينا، لكنك تجد صورة المواطنين العراقيين تشق كل حواجز التعتيم الإعلامي، وتقول بكل صراحة: ان الشعب العراقي شعب واحد، وان لا فرق بين سني وشيعي، والمسلم وغير المسلم، وان لا فرق بين العربي والكردي والتركماني.
مادة الوطنية العراقية ليست عواطف مجردة، بل هي عواطف مستوحاة من القيم والمبادئ، ومن هنا ينبغي ان تكون ثقافتنا الجديدة، ثقافة تجمع بين الاصالة الموغلة بتاريخنا، والنافذة في أعماق وجداننا وشعبنا، وكذلك تجمع مع جديد الجديد، والتجديد الذي نأخذه من موضع ثقة من الآخر، دون ان نتعقد، أو نفقد الثقة بأنفسنا.
أنا أتصور، ان العراق الجديد بإذن الله (تبارك وتعالى)، سيكون أنموذجا للعالم، ولوحة جديدة للتعايش بين أبناء الديانات، وأبناء المذاهب والقوميات.
أتمنى لشبابنا كل الموفقية، وهم يخوضون غمار العلم والمعرفة، ويساهمون في بناء العراق الجديد، من موقع العلم والاختصاص.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aleslah.ace.st
 
الشباب مسؤولية الخطاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسؤولية الامانة
» طالب عزيز زيني وزير الشباب والرياضة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تيار الاصلاح الوطني في البصرة :: الدكتور ابراهيم الجعفري :: كتب واصدارات-
انتقل الى: