عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
إحتفل الصحفيون العراقيون في الخامس عشر من شهر حزيران بذكرى عيد الصحافة العراقية، ففي مثل هذا اليوم من عام 1869 ولدت أول صحيفة عراقية وهي صحيفة (الزوراء) وبذلك بدأت رحلة الصحافة العراقية التي شهدت في السنوات اللاحقة تطورات كبيرة كما ونوعا. وقد ظل الصحفيون العراقيون يصوغون الأفكار التي تختلج في نفوسهم التي هي مرآة عاكسة لما يدور في نفوس العراقيين عبر المقالات والتقارير والتحقيقات الخبرية فشكلت إسهاما فاعلا لنقل صورة حية للفكر والثقافة والنشاط الاجتماعي وتعرض المشكلات والهموم التي تعاني منها مختلف شرائح المجتمع العراقي .
ومرت الصحافة العراقية في سنوات حكم الدكتاتورية أسوأ مراحلها حالها حال كل مكونات المجتمع العراقي. حاول خلالها النظام السابق تكميم أفواه الصحافة والإعلام وذلك لخطورة الدور الذي تقوم به الصحافة من كشف وفضح، فأخذت تزج بالأحرار الوطنيين في غياهب السجون المظلمة وتغتال أصحاب الكلمة الحرة لترويع الآخرين وتحويل المؤسسات الإعلامية إلى أبواق دعاية لتلميع صورة ذلك للنظام القمعي الذي أوغل في دماء العراقيين وشوه الثقافة والموروث والتراث الشعبي العراقي عبر منظومة من الأفكار البعثية والقبلية الضيقة التي تنم عن جاهلية ونعرات عنصرية وطائفية عبر شراء ذمم المحسوبين على الصحافة والثقافة العراقية بثمن بخس كلفهم فقدان شرف المهنة ومهنية العمل وقدسية الهدف الذي بنيت لأجله الصحافة التي أريد لها أن تكون مع الشعب وفي خدمته ضد كل من يحاول المساس بمقدساته ومقدراته.
وبعد سقوط الدكتاتورية انفتحت الآفاق الواسعة أمام الصحافة العراقية التي خطت خطوات واسعة على كافة الصعد حيث التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات التي أصبحت في متناول الجميع بمنتهى السهولة واليسر، إلا أن الأوضاع الأمنية الخطيرة التي عصفت بالحياة في العراق نتيجة للصراعات التي أتت على كل شيء جميل في هذا البلد والتي حاولت تمزيق النسيج الاجتماعي الموحد الذي تعايش فيه العراقيون قد انعكس تماما على واقع الصحافة العراقية فتولدت عنها صحافة (غير مستقلة) صارت هي الأخرى مجرد بوق دعاية للجهات التي تمولها وتقلصت مساحة الكلمة الحرة المستقلة التي تعبر عن الوجدان الحقيقي للعراق والعراقيين، والأدهى من ذلك كله فان مهنة الصحافة في العراق صارت من أخطر المهن نتيجة الأعمال العنيفة التي طالت العديد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين من قتل وترويع وتهجير.
أكثر ما يحزنني إن الصحافة العراقية تنتهي وتنقطع مع كل حدث سياسي في البلاد، فالصحف تذهب مع من ذهب، وليس هنالك من تواصل واستمرارية، فالصحف التي كانت قبل سقوط النظام القمعي كلها سقطت معه، وكأن تاريخها مرتبط به، على الرغم من إن هناك صحف أقدم منه مثل أول صحيفة تأسست في تأريخ الصحافة العراقية وهي الزوراء التي أنتقطعت أعواما عديدة وعادت لكن بشكل متقطع، فيما نرى في كل دول العالم إن الأنظمة تتغير وتظل الصحف شاخصة لا تغيرها الأحداث ولا تلغيها المتغيرات.
ونحن إذ نهنئ أنفسنا وجميع زملائنا الصحفيين والإعلاميين العراقيين بمناسبة عيد الصحافة الأغر في ذكراها المائة وأربعون، نأمل بأن تكون أقلام الزملاء الصحفيين عاكسة للواقع وفاضحة لسلبياته مبتعدة عن الفئوية والطائفية ولا تخشى في الحق لومة لائم وهذه تتحقق متى ما كانت صحافتنا بقوة ضاغطة مؤثرة مغيرة وأن تقف أمام الجهات المسؤولة في الحكومة والبرلمان مطالبة بالإسراع في سن قانون الصحفيين الذي يكفل الحياة الحرة الكريمة لكافة العاملين في حقل الصحافة والإعلام حتى تتوفر الأرضية الملائمة للعمل الإعلامي الذي يشكل المرآة العاكسة لمدى تطور ورقي المجتمعات.