عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: طريق الحرير من السيد الجعفري إلى المهاتما غاندي ؟ الخميس 13 مايو - 19:42
طريق الحرير من السيد الجعفري إلى المهاتما غاندي ؟
( بعد مائة عام ستفهم البشرية عظمة المهاتما غاندي ) ( اينشتاين )
علاء الخزاعي
بيروت لبنان
وكم من السنوات نحتاج كي نفهم الدكتور الجعفري ؟ ما سر قوة المهاتما غاندي وما الذي ميزه عن الآخرين ؟ وِلمَ كان خارج الزمن الذي عاشه على حد تعبير عبقرية العصور الفريد اينشتاين ؟ إن استخدام غاندي لفلسفة اللاعنف في مواجهة العنف الذي كان الخطاب السائد في عصر صعود نجم الاستعمار البريطاني كانت ميزة المهاتما لذا اعتبر مؤسس فلسفة اللاعنف لمواجهة العنف والانتصار عليه . أما السيد الجعفري فانه وفي ظل خطاب ( الإلغاء ) الشائع في العراق الجديد فانه لجا إلى إيجاد لغة جديدة متمثلة بلغة ( قبول الآخر ) وإعطائه فرصة إكمال المسيرة بعد فهمه الدقيق للديموقراطية في ظروف غير طبيعية يعيشها العراق حيث قام بمزج فلسفة الإسلام حول الديموقراطية بالمفاهيم المعاصرة للمفهوم . فعلى الرغم من أحقيته بان يكون هو الذي يكمل المسيرة بحكم منطق الديموقراطية الذي يراد لها أن تحكم العراق ، فانه ومن منطلقات أسمى من الديموقراطية الغربية واسترشادا بموقف ال البيت من السلطة بعد وفاة الرسول (ص) نراه يتخذ موقفا يذكرنا بموقف جده الامام علي عليه السلام حينما قال لابن عباس عندما دخل عليه وهو يخصف نعله: ما قيمة هذا النعل؟ فقال له ابن عباس: ( لا قيمة لها . فقال (ع): "والله لهي أحب الي من إمرتكم، إلاّ أن أقيم حقا، أو أدفع باطلا ). وبالرغم من الاختلاف الكبير بين الزمنين والأطراف المتصارعة فيها فان قوة الجعفري تجسد الموقف العلوي الذي كان وسيبقى نموذجا مميزا في التاريخ الإسلامي لا على صعيد الفكر فحسب بل وعلى صعيد الممارسة السياسة الذي جسده الدكتور الجعفري بخروجه من دائرة السلطة ودخوله في دائرة حب الفقراء والمؤمنين في العراق . نعم لقد انتصر السيد الجعفري وانتصاره كان من النوع الذي سيذكره التاريخ كما كُتب لاحقا عن انتصار الدم على السيف بعد واقعة الطف ، لان انتصار الجعفري جاء من خلال التضحية بحقه الديموقراطي من اجل ديموقراطية الحق . ان الدكتور الجعفري يمثل حالة خاصة ومسيرة مميزة في الحياة السياسية العراقية المعاصرة ، فهل كان ظهوره في زمن مختلف ؟ وهل سنفهمه في المقبلات من الزمن ؟ قد يتفق العديد من العراقيين على انه جاء قبل الأوان انطلاقا من لغته الشفافة وتعامله اليومي الذي امتزج فيه قَسمُ أبو قراط بهندسة اللغة وقوة المعنى الذي افتقدناه بعد رحيل صاحب سقط الزند ورهبن المحبسين شاعر البشرية أبو العلاء المعري . احبك الفقراء في وطني ولم يفهمك الساسة فاعذرهم يا ابا احمد ، فالزند بحاجة إلى تفسير لسقطها المركب وسقوطهم المحدد . إن القول بأن السيد الجعفري يمثلا خطابا جديدا يمتلك الكثير من المصداقية ولكنه لا يفسر كل الأمور لأنه لم يستعير لغة الغد فحسب ، بل انه مزج وبشكل هندسي رائع مفردات نهج البلاغة والآم ألطف بلغة الغد الذي سيولد رغم سيوف الإرهاب . إن الدكتور الجعفري الذي سجل سابقة في مسيرة الديموقراطية العراقية سيذكره الأجيال بأنه المنتصر، لا لأنه تمكن من قيادة العراق في أصعب ظروفها فحسب بل لان أهم الإنجازات قد تحققت في زمن ، وان لم يَِدع هو انه صانعها فالثورات البنفسجية الثلاث تبقى هرما ديموقراطيا للعراق ، ومثلما لم يدعي هو انه صانع التاريخ وكبريات المنجزات فانه من غير المنطقي أن نحمله لوحده تفاقم ألازمات وانتشار الإرهاب . حقا ان السيد الجعفري جسد قوة الديموقراطية وديموقراطية القوة ليبدأ مشواره بصولته حينما قال أنا أسمى من السلطة الذي خرج من دائرتها المغلقة لتفتح له قلوب العراقيين وفي مقدمتهم فقراء الوطن ومحرومي