روش نوري شاويس نائب رئيس الوزراء

 أهلاً بكم ومرحباً دكتور روش نوري شاويس نائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية،حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري .

نائب رئيس الوزراء: مرحباً بكم وحياكم الله .

- أستاذ روش، بداية نود أن نتعرف على نبذة مختصرة عن سيرة حياتكم الشخصية العائلية ، السياسية ، انتقالاً الى دراسة هندسة الكهرباء ومن ثـَمَّ العودة الى السياسة؟

نائب رئيس الوزراء : انا من مواليد عام 1947 ، ولدت في السليمانية ، في كردستان العراق ، والدي نوري شاويس كان من خريجي أول دورة في كلية الهندسة في العراق ، عَمِلَ في السياسة منذ شبابه وتبوَّأ مناصب قيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ثُم استُوزِرَ في عام 1970 . وافاهُ الأجل في المهجر عام 1983.
والدتي كانت من أولى النساء الكرديات اللواتي دَرسْنَ وعَمِلْنَ في المناصب الحكومية ، كانت معلـِّمة في بداية حياتها، خريجة دار المعلمات في بغداد . لَعِبَتْ دوراً هاما في الحركة النسوية الكردستانية ، وحركة أنصار السلام العراقية ، وكانت كاتبة ، وسياسية معروفة.
من الناحية الشخصية. تخرجت من جامعة الموصل ، قسم ِالهندسة الكهربائية ، أكملتُ دراساتي العليا في المانيا ، فحصلت على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية . وانخرطت في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ نعومة أظفاري ، ولي الفخر بأن أكون منتميا لهذا الحزب منذ أكثر من 43 عاماً .
تدرجت في المناصب الحزبية لحين وصولي الى الهيئات القيادية العليا في الحزب ، عملت مع ( البيش مركة ) في سني الثمانينيات ، وقاتلت ضد النظام البعثي الفاشي ، كما عملت في قيادة تنظيمات الحزب ، وقوات ( البيش مركة ) الباسلة في كردستان العراق .
ساهمت في تشكيل برلمان كردستان ، وحكومة إقليم كردستان ، كما ساهمت في العملية السياسية منذ تحرير العراق حيث تم إسقاط نظام صدام الفاشي . وفي حكومة اقليم كردستان بعد انتخابات عام 1992 أصبحت أول رئيس لكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان كردستان ، ثُم أصبحت وزيراً للداخلية ، ونائباً لرئيس الوزراء في أول حكومة إقليمية تشكلت في عام 92 ، ثُم تبوَّأتُ منصب رئيس وزراء إقليم كردستان ، بعدَها رئيس المجلس الوطني لكردستان العراق .
في العملية السياسية بعد التحرير عملت نائباً للسيد رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في مجلس الحكم(سابقا كان رئيس اقليم كردستان حاليا الاستاذ مسعود البارزاني عضوا في مجلس الحكم الذي شكل عقب اسقاط نظام صدام)، ثُم اصحبت نائباً لرئيس الجمهورية(الشيخ غازي الياور) ثُم نائباً لرئيس الوزراء(الدكتور ابراهيم الجعفري).

- كيف تصف الفرق بين التجربتين الكردستانية كإقليم ومن ثَم التجربة في بغداد، خاصة انك شغلت وظائف قرَّبَتْكَ من رئاسة الوزراء، برأيك، ما هي أوجه الفرق وأوجه اللقاء بين التجربتين ؟

نائب رئيس الوزراء: تجربة كردستان العراق تجربة فريدة، إذ إنها بدأت في ظل ظروف خاصة بها ؛ ونتيجة لنضال حركة تحررية منسجمة نوعاً ما عُرفت بالحركة التحررية الكردستانية بعد اجتياح الكويت ، وهزيمة النظام في هذه العملية الفاشلة(غزو الكويت).
لقد سمحت الظروف لأبناء الشعب العراقي بالمشاركة من أجل إسقاط النظام أو تغييره ، وأخذ زمام الامور بيد ابناء الشعب العراقي ؛ لكن مع الاسف الشديد فشلت الانتفاضة في وسط العراق وجنوبه ، أما الظروف في إقليم كردستان فكانت مختلفة حيث فسح له المجال(الاقليم)، لشق طريقة خاصة للحياة يختارها ابناء الاقليم ، وخاصة القيام بأول انتخابات حرة في تاريخ كردستان ، وتشكيل حكومة اقليمية ما ساعدها على خوض تجربة ديمقراطية من لاشي أو إنها بَنَت على ما هدمه النظام السابق .
كما قلت الانسجام الموجود في داخل الحركة التحررية الكردية ، ووضوح الهدف من قبل الاطراف كافة التي ساهمت في هذه الحركة ، وبالتالي اسهم هذا الامر في تكوين التجربة، وأن تكون في بدايتها سهلة، حيث لم تعترضها صعوبات من الناحية السياسية.
لكن في الوقت نفسه كانت هناك بدايات مشابهة وصعوبات خاصة من الناحية الأمنية ، ومن الناحية الاقتصادية والسياسية، نستطيع ان نقول إنها تشبه الى حد ما ماجرى في العراق بعد اسقاط النظام في 2003 . انا استطيع ان اقدر بعض المسائل التي كانت موجودة في كردستان والتي توقعناها ان تكون موجودة بعد سقوط النظام في العراق ككل ، و هو ماحصل .
الشيء المفرح باننا كاكراد بشكل خاص استفدنا من تجربة كردستان وحاولنا ان نعطي هذه التجربة لبقية اخوتنا من السياسيين العراقيين ، من خلال عملنا في العملية السياسية ومن اجل ان نتغلب على الصعوبات الموجودة في وطننا العراق.

- استاذ في مرحلة وجودكم داخل فريق رئاسة الوزراء كنائب للسيد الدكتور ابراهيم الجعفري، عُرف عن هذه الحكومة أنها مرت بأزمات عدة ، حيث تعرضت الى مجموعة من الاحداث الخطيرة . ننطلق من موقعكم داخل هذا الفريق ..كيف تعاملتم مع هذه الازمات خصوصا مسألة جسر الائمة، كيف تعامل فريق رئاسة الوزراء وانتم كنتم ايضاً عضواً في هذا الفريق وهو يخوض غمار الأزمة؟

نائب رئيس الوزراء: من اجل تقييم هذه المواقف او ماقمنا به في هذه الفترة . علينا ان نعرف ان للحكومة العراقية الانتقالية مميزات خاصة، وأولى مميزاتها: ان فترة الحكومة الانتقالية كانت فترة قصيرة عمليا، كانت فترة بين الانتخابات الحرة الاولى التي جرت في العراق والانتخابات الثانية في 15 من كانون الاول عام2005 فترة لم تتعدى الستة اشهر عمليا.
كما اتسمت هذه الفترة بتسارع الاحداث وحصول احداث هامة ومهمة، حتَّمت على الحكومة العراقية اتخاذ قرارات جريئة في بعض الاحيان وصارمة من أجل السيطرة على هذه الاحداث وفق مقتضيات الامور، للتغلب على المعرقلات والمشاكل التي كانت تتأتى على خلفية هذه الاحداث .
اضافة الى هذا كله كان نقص الميزانية للحكومة الانتقالية تحديا كبيرا، وكذا تكالب الارهاب ، الذي صاحب كل الحكومات التي شكلت منذ مجلس الحكم والحكومة المؤقتة والانتقالية ولايزال يصاحب الحكومة الحالية ايضاً، الارهاب الذي طغى على عديد من الامور في وطننا العراق.
اضف الى هذا، تركة النظام السابق، حيث كان هناك ترد في المجالات كافة كان هناك ترد واضحٌ في مجال الخدمات، كان هناك ترد واضح في الادارة والفساد الاداري . على العموم، فالظروف والملابسات التي كانت موجودة عند استلام الحكم من قبل الحكومة الانتقالية كانت لاتحسد عليها ، ولكن على الرغم من تلك الصعوبات ، قدمت الحكومة منجزات كبيرة ومارست العمل في ظل ظروف صعبة لكنها عند الازمات ما كانت لتنثني ابدا .
حقيقة الامر ان السبب يعود الى العمل الدؤوب لأعضاء الحكومة كافة وعلى رأسهم بالطبع الدكتور الجعفري والى مساندة القوى الصديقة الاخرى في مجلس الوزراء و الانسجام الموجود داخل مجلس الوزراء.

- دكتور عرفت هذه الحكومة او تركت في التاريخ بصمة كتابة الدستور، كيف تُقيِّمون هذا الانجاز بوصفكم جزءاً من عملية كتابة الدستور في اقليم كردستان؟ وهل كان الدستور بصمة هذه الحكومة التي كنتم فيها؟

نائب رئيس الوزراء: طبعاً كانت هناك واجبات محددة لتلك الحكومة، اولاً: مثلما ذكرت جواباً على سؤالك السابق في الحقيقة كانت واجبات الحكومة محددة، بفترة زمنية قصيرة ولم يكن بمستطاع الحكومة التخطيط لفترات طويلة تتعدى زمنها الفعلي، لكن من اهم الواجبات التي أُلقيت على عاتق هذه الحكومة هو موضوع كتابة مسودة الدستور والاستفتاء على الدستور ومن ثَم اجراء الانتخابات الاخيرة ..
الحكومةُ نجحت في هذه الامور مثلما هو معروف بشكل تام وواضح .
وبمساندة أكثرية الشعب العراقي، حيث صوت على الدستور وتم الاستفتاء بشأنه ، ثم توسعت المشاركة في عملية الانتخابات ما ادى بالنتيجة الى تشكيل حكومة ذات قاعدة شعبية واسعة، وكل ذلك من المنجزات الكبيرة للحكومة العراقية الانتقالية، اضافة إلى التصدي الواسع والصميمي للارهاب، والعمل الجدي لاجل مشاركة بقية الاطراف الوطنية المؤمنة بالعملية السياسية والمؤمنة بالديمقراطية في العملية السياسية .
حصلت هناك حوادث مؤسفة، حوادث كان من الممكن ان تكون لها آثار وتبعات رهيبة على المجتمع العراقي، وعلى ابناء الشعب العراقي، والتي كانت بالتأكيد اكثرها بسبب الارهاب الموجود . 
أذكر على سبيل المثال منها الحادثة المؤسفة لجسر الائمة، ولاانسى بالتأكيد الجريمة الكبرى في سامراء، الامر الذي اوصلنا الى حافة اندلاع حرب اهلية، أو فتنة أهلية _لاسمح الله_ كان من مقدرا لها أن تحرق الاخضر واليابس في البلد .
على الرغم من كل هذه الحوادث استطاعت الحكومة من خلال مجلس الوزراء ان تلعب دورا هاما لحماية العراق ووحدته ووحدة شعبه ومصالحه العليا.

- دكتور روش، سؤالي التالي عن ترأسك اجتماعات مجلس الوزراء عند غياب الدكتور الجعفري في بعض الاحيان .. فهل حكمة الدكتور روش و خبرته السياسية هي العامل في هذه الثقة؟

نائب رئيس الوزراء: في الحقيقة كان لي شرف ان اترأس مجلس الوزراء نيابة عن الدكتور الجعفري عند غيابه، وعند ذهابه الى سفرات، وكانت سفراته في الحقيقة ليست كثيرة لانه انشغل بالدرجة الاولى بالهم الداخلي العراقي، طبعاً هذا التقدير استند الى خبرتي وتجربتي العملية ودوري في كردستان العراق، وفي مجالات اخرى.
انا شخصياً علاقتي مع الدكتور ابراهيم الجعفري ليست جديدة، نحن نعرف بعضنا منذ زمن المعارضة، وعملنا معا في مجلس الحكم وشرفني ان اشاركه في اول سفرة لاعضاء مجلس الحكم التي كانت سفرات ناجحة جداً، حيث زرنا في اسبوع واحد أكثر من 8 دول عربية وكسرنا الاطواق التي كانت تطوق العراق على صعيد علاقاته الخارجية انذاك في زمن مجلس الحكم.
اضافة الى أننا كنا اعضاء في هيئة رئاسة الجمهورية، حيث كنا معا نوابا لرئيس الجمهورية السيد غازي عجيل الياور في الحكومة المؤقتة .. بالتأكيد العمل والسفر والمعرفة القديمة، تخلق مودة، وتخلق ايضاً ثقة، وانا فخور بهذه الثقة واتصور أني كنت اهلاً لها عندما كنت اترأس اجتماعات مجلس الوزراء او عندما كنت انوب عن السيد رئيس الوزراء في مختلف المجالات الاخرى حيث كان همي الاول، ان ادير العمل السياسي و العمل الوزاري بالشكل الذي كان من المفروض ان يديره الدكتور الجعفري لو كان موجوداً.
لقد كان همي ان يكون الانسجام مستمراً في داخل الوزارة، وان تُؤخذَ القرارات بالعقلية نفسها، والاسلوب نفسه، الامر الذي يجعلني اتصور بانني نجحت فيه، وكان ذلك بالتاكيد يصب في خير بلدنا العراق ويصب في خير ومصلحة الانسجام في العمل داخل مجلس الوزراء.

- اقتبس من جوابكم كلمة "كسرتم بعض الاطواق في هذه الرحلة" فهل من مختصر عن هذه الاطواق؟ ما الذي تم بالتحديد من ناحية الانفتاح على الدول التي زرتموها؟

نائب رئيس الوزراء: عند تشكيل مجلس الحكم، كان المجلس غير معترف به من قبل الدول العربية كافة بالدرجة الاولى، وهذه السفرة التي ذكرتها كانت سفرة ترأسها الدكتور الجعفري لكونه هو الرئيس الاول لمجلس الحكم.
في هذه الرحلة، قمنا بزيارة الى الكويت والامارات والبحرين والسعودية العربية ومصر والاردن، وفي مختلف اللقاءات التي جرت هناك بذلنا كافة الجهود خاصة من قبل الدكتور الجعفري، من اجل ان تفتح الابواب للعراق، وان تقوم هذه الدول بإعادة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية مع العراق، وان يبدأ العراق بالتوجه نحو اخذ مكانته الطبيعية ضمن المجتمع الاقليمي والدولي.
لقد كانت الفكرة عن مجلس الحكم غيرصحيحة ومشوهة عند اغلبية هذه الدول، لكن من خلال اللقاءات وبعد تبادل الآراء والنقاشات حول الأوضاع وبحث آفاق المستقبل ووضع العراق بدأت الامور تتوضح أكثر فأكثر عند هذه الجهات، وبالنتيجة بدأت العلاقات من جديد والعلاقات التي استمرت بعد ذلك بُنِيَت على أساس هذه الرحلة.

- عودة الى مشاركتكم في اجتماعات مجلس الوزراء والقرارات التي تؤخذ هناك سؤال يطرح نفسه : هل المفترض ان تشارك الاحزاب السياسية في قرارات مجلس الوزراء؟ وهل حدث هناك تدخل فعلي من قبل الاحزاب في هذه القرارات في فترة حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري وفي فترة وجودكم نائبا لرئيس الوزراء؟

نائب رئيس الوزراء: طبعاً مجلس الوزراء ليس بمعزل عن الاحزاب، فالكل في مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء تشكل على اساس ائتلاف وزاري بين قوى متحالفة، وقوى كان لها مندوبون في الجمعية الوطنية.
لذا ليس من المستبعد ان يكون للدكتور ابراهيم الجعفري، وهو شخصية بارزة وكبيرة ضمن حزب الدعوة، او للوزير الفلاني وهو شخصية بارزة ضمن الحزب الديمقراطي الكردستاني، او الاتحاد الوطني الكردستاني او اي حزب اخر مثل المجلس الاعلى، ليس من المستبعد أن تكون أفكار وفلسفة هذه التيارات، والتجمعات السياسية موجودة ضمن مجلس الوزراء.
لكن بالتأكيد تلك الافكار والقناعات، كانت وفق قواعد واصول بروتوكول العمل الاداري ومجلس الوزراء، لأن العمل لايجري وفق الالية الحزبية، بل العمل يجري وفق آلية مجلس الوزراء، وآلية اتخاذ القرارات التنفيذية والادارية التي تخص البلد كله ؛ لذا لو كانت هناك آراء محددة باسم احزابٍ معينة، كانت تُطرح ليس في اجتماعات مجلس الوزراء، إنما في اجتماعات خاصة أو بعيدة عن مجلس الوزراء من أجل توضيح وجهات النظر للوصول الى حلول مشتركة.
أنا اعتبر دور الأحزاب دورا اساسيا في قيادة العملية السياسية في البلاد، إذ لاسياسة من دون احزاب، كما استطيع ان أؤكد في الوقت نفسه، انه لا الدكتور ابراهيم الجعفري ولا اي من السادة الوزراء، طرحوا افكارا حزبية ضيقة في مجلس الوزراء، هذا الشيء أستطيع أن أُؤكده لك.

- هل نستطيع ان نقول: إن مصلحة العراق كانت فوق المصالح الفئوية او الحزبية؟ هل بقي حس الانتماء الوطني للعراق ككل هو الفيصل الاخير في اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء؟

نائب رئيس الوزراء: انا اخالفك الرأي في هذا الموضوع، لاني اتصور ان الانتماء الى الاحزاب منبعه الحس الوطني، وعندما يكون لنا حس وطني، وقضية عادلة تستوجب الحل تدفع بالناس، تدفع بالشباب، تدفع بالمجربين، تدفع بالمواطنين، تدفعهم الى تشكيل الاحزاب او الدخول الى الاحزاب التي يعتقدون انها تخدم القضية الوطنية او القضية المبدئية التي يؤمنون بها.
لذا اؤكد مرة أخرى، أن دور الاحزاب هو دور غير سلبي، إنما هو دور ايجابي، طبعاً لااستطيع ان أجزم بأن الاحزاب كافة هي احزاب ايجابية، لكن الحزب الايجابي هو الحزب الذي يعمل وفق المصالح الوطنية العليا، وهو الحزب الذي يكسب بالنتيجة ثقة الجماهير، وثقة ابناء الشعب الذين يرون فيه الجهةَ التي من الممكن ان تحقق اهدافهم وتدافع عن مصالحهم ومصالح بلدهم.

- المتابع او المشاهد للعملية السياسية احياناً يرى أن لرؤساء الكتل تأثيرا كبير على الوزراء الذين ينتمون اليهم، حدثنا عن هذا التجاذب وهذا الضغط من خارج رئاسة الوزراء على الوزراء في الحكومة من قبل كتلهم؟

نائب رئيس الوزراء: انا اعتبر هذا تفاعلا ، وبنتيجة التفاعل ممكن ان يكون هناك ضغط او تكون هناك مساندة او يكون هناك توجيه .. بالتأكيد التفاعل الاساسي هو: ان الوزراء مثلما ذكرنا وعندما تكون الحكومة مشكلة على اساس ائتلاف سياسي يعتمد على اكثرية برلمانية معينة، فسيكون هناك تفاعل بين الحزب وبين الكتلة وبين اعضاء البرلمان وبين مجلس الوزراء عند اتخاذ قرار مهم.
في مجلس الوزراء نحن نحتاج الى مساندة برلمانية ونحتاج الى اكثرية برلمانية، لذا يجب ان يتفاعل مجلس الوزراء مع اعضاء البرلمان، يجب ان يتفاعل مع الكتل، يجب ان يحظى برضاها او يُقنعَها بصحة هذا القرار من اجل تمريره، وحتى لايلاقي معارضة تؤدي الى نشوب أزمات .
 هذه هي العملية السياسية، والتفاعل الموجود بين الاحزاب والكتل، بين النواب وبين مجلس الوزراء هذا شيء طبيعي في أي نظام ديمقراطي، نظام نيابي برلماني .
المشكلة، نحن حديثو العهد بهذه التجربة، حديثو العهد بالديمقراطية ويجب ان لاننسى، أننا عشنا عقوداً مع الدكتاتورية، فقد كنا معزولين عن العالم الخارجي، ومفاهيم الديمقراطية، والمفاهيم القريبة من طبيعة الانسان ومن مصالح الانسان، وحقوق الانسان.
التفاهم بين الاطراف السياسية لم يكن موجودا في بلدنا، وكنا بعيدين عن هذا الموضوع، لذا نرى ان هناك صعوبة معينة وصعوبة من قبل عديد من المواطنين في فهم هذه الامور بالشكل الصحيح، لكن بالتأكيد أن العمل على ممارسة الديمقراطية الصحيحة من خلال العمل النيابي والعمل البرلماني، وعمل الوزارة سيجعل هذه الامور تتوضح اكثر فاكثر لابناء شعبنا، وسوف يفهم الجميع شروط هذه العملية.
انا اعتبرها مثل لعبة رياضية لم يشاهدها الجمهور في المرة الاولى، وعندما يشاهدها في المرة الاولى لايفهم كثيرا من قواعدها، لكن حينما يتابع هذه اللعبة ويقرأ عنها ويشاهدها مرات متتالية، سوف يفهم القواعد، ويصبح نفسه ضمن هذه اللعبة ليصل الى حد الاستمتاع بها.

- ذكرتم كلمة "اللعبة" واغلب الالعاب لها شوطان شوطٌ اول وشوطٌ ثان، كيف تقارنون الاجتماع الاول لمجلس الوزراء وماهو انطباعك عن الوزراء إبان دخولكم الجلسة الاولى مقارنة ًبالجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء في الحكومة الانتقالية؟

نائب رئيس الوزراء: في الحقيقة انا اتصور ان الاجتماع الاول كان اجتماعا ناجحا وبداية ناجحة لعمل مجلس الوزراء، لأنه في الاجتماع الاول وضعت الخطوط الاساسية لكيفية عمل الحكومة، وآلية عمل الحكومة، وجدول عمل الحكومة، لقد كان اجتماعا عمليا.
لم نكن نعرف بعضنا البعض(الوزراء)، لم يكن الكل يعرف الكل، لكن بشكل عام اعتبرت جلسة تعارف بين الوزراء الجدد الذين شاركوا لأول مرة في هذه العملية.
لكن في خضم العمل، العمل الصعب وخلال سنة كاملة، وبعد انتهاء هذه السنة، جرى عقد الاجتماع الاخير، الاجتماع الاخير كان اجتماعا بين اصدقاء وسياسيين مجربين، عملوا معا لفترة طويلة، لاقوا صعوبات تغلبوا على بعض منها وقارعوا البعض الاخر، الامر الذي قربنا اكثر الى بعضنا البعض، ودعانا الى القاء نظرة الى ما أنجزناه وماقمنا به، والى العلاقات الصميمية التي توطدت فيما بيننا، هذا ما يمكن ان أعبر به عنه الاجتماع الاخير الذي سيبقى عالقاً في ذهني بكل ايجابياته.

- دكتور روش، يود العراقي ان يقارن غالباً بين احداث مهمة جرت في حكومات سابقة منذ 2003، واحداث جرت في فترة ولاية الحكومة الانتقالية، وهنا نتذكر مثلا، مشكلة تلعفر، كيف تم التعاطي مع هذه المشكلة؟ ولماذا قلَّت الخسائر؟ ولماذا انتهت العليات العسكرية بسرعة؟ قربكم من مركز اتخاذ القرار يسمح لكم باعطائنا نبذة عن عملية تلعفر ومارافقها؟

نائب رئيس الوزراء: لأني لست عضوا في غرفة العمليات، أو في اللجنة الامنية، فمعلوماتي التفصيلية حول هذا الموضوع، ربما تكون قليلة بشكل عام.
ان مبدأ الحكومات العراقية منذ التحرير، يعني عندما اتكلم عن الحكومات العراقية اقصد: حكومة مجلس الحكم، والحكومة المؤقتة والانتقالية، عند حصول أية مشكلة هناك مبدأ مهم هو الحوار، طبعاً ليس هناك حوار مع الارهاب، لكن عندما تكون هناك مشكلة تدخل فيها مجموعة من العوامل ومجموعة من الاطراف، فان كان هناك طريق لحل هذه المشكلة وهذه الازمة عن طريق الحوار، أي بالطريق السلمي فهو الطريق الافضل.
الطريق الذي تمسكت بها الحكومات العراقية كافة بعد التحرير في 2003، هذا الطريق هو الطريق المخالف لطريق صدام حسين وحزب البعث المنحل، طبعاً هذا كان دأب كل الحكومات العراقية، ولكن بالتأكيد عندما يصل الحوار والأسلوب السلمي الى طريق مسدود، آنذاك على الحكومة العراقية ان تتخذ الخطوات الكفيلة لحل مشاكل الارهاب او التمرد او الاعتصام المسلح أو اللجوء الى السلاح بشكل حازم وصارم وهذا ماحصل بالحقيقة .
بالتأكيد هناك عمليات تكون النتائج افضل فيها من عمليات اخرى واسبابها متعددة، ومن ضمنها التحضير الجيد، والاستفادة من الاخطاء السابقة، او محدودية العملية نفسها والتي تلعب دوراً كبيراً في هذا الموضوع، هذه الموضوعات كلها يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند تقييم أية عملية. 
في الحقيقة استطيع ان اقول إن عملية تلعفر كانت عملية ناجحة، من خلال مشاركة القوات العراقية، من خلال التحضير لهذه العملية، ومن خلال غوث الناجين، ومن خلال جوانب متعددة لهذه العملية، وبشكل عام استطيع القول إنها كانت افضل من عمليات سابقة عدة، وبرأيي ان العمليات المقبلة سوف تكون ايضاً احسن من سابقاتها وذلك يرجع : إلى الاستعداد الذي سيتطور ان شاء الله ، استعداد القوات العراقية سيتحسن ان شاء الله يوما بعد يوم، فترة بعد فترة، والخبرات التي تتراكم ايضاً من خلال مجابهة الارهاب، ومجابهة التمرد المسلح . 

- دكتور روش، سمع العراقيون عن تسريبات حول (حوار) مع الارهابيين ولكن بعض الشخصيات في الدولة نقضت هذه التسريبات، ثم عادت تسريبات الحوار مع الفصائل المسلحة الى الظهور، فهل حصل شيء من هذا القبيل ابان حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري؟ ام ان مبدأ لاحوار مع الارهابيين طبق بحذافيره ؟

نائب رئيس الوزراء: المبدأ الاساسي هو: لاحوار مع الارهاب، ليس هناك حوار مع الارهاب، وليس هناك حوار مع من يحمل السلاح ويحاول تغيير نظام الحكم، والعودة الى الوراء بالعراق من خلال فوهة السلاح، ومن خلال العنف المسلح.
هذا شيء خاطىء جداً، لكن هناك حوار مع ابناء الشعب العراقي، وحوار مع بعض التجمعات او الجماعات غير المسلحة، التي ترى انه من الممكن ان تحل مسألة معينة او مشكلة معينة بشكل افضل، مثلا : الفلوجة، فقبل بدء القتال في الفلوجة كانت هناك لجان مختلفة بين مركز الحكومة ومدينة الفلوجة، وكان هناك وسطاء كثيرون من الحزب الاسلامي العراقي، ومن شخصيات بارزة بعضها تبوأ فيمابعد مراكز كبيرة في الحكومة العراقية التي أتت بعد مجلس الحكم.
الحوار ينبغي ان يفتح، لكن مع الاطراف التي تؤمن بالحوار، او الاطراف التي تريد ان تصل الى حل معين، اما اذا كانت هناك اطراف لا تفكر اولا بالحل السلمي، ولا تفكر بالحوار، انما لها اجندة محددة مثل : الارهاب ، التفجير ، القتل من دون تمييز بين المواطنين، آنذاك انا اعتبر الحوار عملية خاطئة وغير صحيحة وهي لا تؤدي إلا الى تشجيع هذه العناصر الضالة . 
الحقيقة عندما نقول (حوار) أي : الحوار مع ابناء شعبنا، الحوار مع القوى التي تؤمن بالديمقراطية والعملية السياسية الجارية، وتؤمن بالمشاركة السلمية في العملية السياسية.

- قبل ان ننتقل إلى اللجان التي ترأستموها ..دكتور روش، هل تعتقدون ان قتل الزرقاوي مرحلة مهمة وحاسمة في سيناريو الارهاب داخل العراق؟ وهل ان تسمية بديل عنه له أهمية برأيكم ؟

نائب رئيس الوزراء: الشيء الذي استطيع ان اقوله: ان ماحدث للزرقاوي هو نتيجة حتمية للإرهاب ولقادة الارهاب، لانه لا مستقبل للإرهاب لا في العراق ولا في أي بلد اخر، لأن الارهاب عملية تناقض الإنسانية، ومناقضة لواقع ومجرى التاريخ البشري.
إن ماحصل للزرقاوي في مدينة بعقوبة(قتله)، تأكيد واثبات على هذه الحقيقة(ان لا مكان للارهاب وقادته)، وفي الوقت نفسه دليل على ضعف قوى الارهاب أمام القوى المجابهة له(الانسانية جمعاء)، لذا فأنا على يقين بأن من خلف الزرقاوي سيلاقي نفس مصيره.

- معالي النائب، ترأستم لجنة الخدمات، وكنتم جزءا من لجنة احتواء مرض انفلونزا الطيور في العراق، ماذا يحدثنا دكتور روش نوري شاويس عن عمله في هذه اللجان؟

نائب رئيس الوزراء: انا كنت رئيس اللجنة الوزارية العليا للخدمات، ورئيس اللجنة العليا لإنفلونزا الطيور، وترأست لجانا مختلفة اخرى، وخلال عملي في هذه اللجان، التجأنا مع زملائي من السادة الوزراء الى الوسائط المهنية الاكثر تكنيكية، بحكم معرفة وتجربة الاخوة الوزراء وبقية العاملين في هذا اللجان.
حيث حددنا اولا المشاكل والحلول الممكنة، وحاولنا كذلك البحث عن الحل الامثل لاية مشكلة، - لكي تعرف الحقيقة - والذي استطيع قوله: نحن عملنا بشكل جماعي، ناقشنا الامور وتقبلنا الاراء الاخرى بكل رحابة صدر من قبل الاخوة والاخوات المشاركين في هذه اللجان.
لقد قدمنا من خلال هذه اللجان، مقترحات بناءة الى مجلس الوزراء، وكما اتذكر أن كل المقترحات المقدمة من قبل لجاننا كانت لمسائل خدمية، ومسألة انفلونزا الطيور إحداها .. المسالة الاخرى، ان كل المقترحات التي قدمت، جرت الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء بلا تحفظ. 

- دكتور روش، معرفتكم بالدكتور ابراهيم الجعفري تعود الى فترة طويلة، فهل تغيرت نظرتكم الى الدكتور ابراهيم الجعفري خلال هذه الفترة؟ وان تغيرت ففي أي منحى اتجه هذا التغير؟

نائب رئيس الوزراء: بالتاكيد عندما يستمر العمل المشترك، وتتعمق المعرفة الشخصية، تتغير الاراء بشكل او بآخر، لكن الحقيقة، ان تصوراتي بخصوص الاستاذ الدكتور ابراهيم الجعفري لم تتغير، وكلها كانت ايجابية، سواء أكانت من الناحية الشخصية، أم الناحية الاجتماعية ام من الناحية السياسية.
الدكتور الجعفري، شخصية سياسية عراقية، بارزة ومتميزة، وهو انسان صادق مع نفسه، وصادق مع اصدقائه، وفي الوقت نفسه للدكتور الجعفري، اطلاع موسوعي، وثقافة عالية جداً، وهو يتميز ايضاً بميزة التأني في اتخاذ القرارات، وعند الضرورة ايضاً الرجوع عن بعض القرارات واتخاذ القرارات الصائبة بدلا عنها.
الامور سابقة الذكر من ميــّزات الشخصية القيادية الفذة، وانا اعتبر الدكتور الجعفري احدى الشخصيات الفريدة في العراق.

-كيف وجدت الدكتور الجعفري، في ادارته للازمات؟ 

نائب رئيس الوزراء: كانت ادارة هادئة ومتمكنة، خاصة عند الازمات حيث تظهر الحقيقة، في الازمات يظهر جوهر الرجال وامكانياتهم، وهذا ماظهر لنا بالنسبة للدكتور الجعفري.
انا هنا اعيد إلى الاذهان حادثة تفجير الضريحين في سامراء، هذه الجريمة الرهيبة بحق ابناء الشعب العراقي، حيث كان للدكتور ابراهيم الجعفري دور بارز وكبير، فيما يخص موضوع تهدئة عواطف الناس ومشاعرهم، وتوجيه دفة الامور من اجل مصلحة الوطن العراقي، ومن اجل رأب الصدع بين مكونات الشعب العراقي، وابعاد نار الفتنة.
ان دور الدكتور ابراهيم الجعفري كان بارزاً في الازمات التي مرت على الحكومة الانتقالية، الشيء المميز في عمل الدكتور الجعفري بحكم كونه انسانا صادقا مع اصدقائه، ومع مجتمعه،اضف الى ذلك انه انسان يحب الخير للكل، فكل جهوده، كانت منصبة على ان يحل المشاكل الموجودة.
هناك الكثير من الشخصيات التي تراها مختلفة عندما تتعايش معها، حيث تلاحظ عليها فرقا عما تسمعه عنها، وهناك شخصيات ترى ان طريق النجاح والوصول الى نقطة معينة، يكون عن طريق الاستفادة من المشاكل او الصراعات، بل وحتى خلق الصراعات، لكن شخصية الدكتور ابراهيم الجعفريكانت على العكس من ذلك.
الدكتور الجعفري، يعمل من اجل تقريب وجهات النظر، ويعمل من اجل حل المشاكل، وهذا ما نجح فيه الى حد كبير على الرغم من الفترة القصيرة لعمر الحكومة الانتقالية.

- ظهرت في تلك الفترة حول الحكومة ورئيسها مجموعة من التهم، وكان للآلة الاعلامية دور في هذا، فهل الرد على تلك التهم واستخدام الاعلام كوسيلة للرد هو الحل؟ ام ان الابتعاد عن الرد والتقليل من اهميتها برأيكم هو الافضل؟

نائب رئيس الوزراء: في الحقيقة هذه المسألة فيها وجهات نظر مختلفة، إذ لا نستطيع ان نحددها بتهمة واحدة، او بموقف واحد، بلا شك هناك بعض الاتهامات، وبعضها لا قيمة لها ولا اساس من الصحة.
حسب وجهت نظري، من الافضل أن لايُردُ عليها(التهم الرخيصة)، كي لا يعطى لها اية اهمية، لكنْ هناك بعض التهم قد تؤدي الى نتائج وخيمة اذا لم يتم الرد عليها.
موضوع التهم يجب ان يبحث بدقة، وتمحيص الطريق او الوسيلة الاعلامية المناسبة للاجابة والرد، او اهمالها بشكل كامل.
في كثير من الحالات عندما تكون التهم باطلة وواضح للعيان بطلانها، كان موقف الحكومة العراقية هو عدم الرد عليها وهذا صحيح.

- دكتور روش،لم تستلموا منصبا في الحكومة الحالية(حكومة الاستاذ المالكي)،سؤالي ماهي خططكم في الفترة القادمة؟.

نائب رئيس الوزراء: انا شخص ملتزم سياسياً، وانا من الملتزمين بسياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني والحركة التحررية الكردستانية، كما انني عضو فعال ضمن صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني.
انا استطيع كذلك ان اعبر من خلال ذلك، انا واخوتي ملتزمون بالدستور العراقي، وملتزمون بالاخوة العربية – الكردية الابدية، ونحن نعمل من اجل العراق الديمقراطي الفدرالي، نعمل من اجل مشاركة مكونات الشعب العراقي كافة، والمساواة بين هذه المكونات، بالشكل الذي سيبني لنا عراقاً جديدا،ً وعراقاً مختلفاً عن (عراق) صدام حسين وحكومة مختلفة عن الحكومات العراقية السابقة والمتعاقبة(قبل اسقاط نظام صدام) هذه الحكومات، التي اضطهدت ابناء الشعب العراقي كافة وبشكل خاص شعب كردستان، واخوتنا الشيعة في الجنوب.

- كيف ترى معالي النائب، دور الدكتور ابراهيم الجعفري في المرحلة القادمة؟.

نائب رئيس الوزراء: لقد لعب الدكتور ابراهيم الجعفري دورا كبيرا في مرحلة تاريخية من مراحل الحكومة العراقية، وهذا الدور لم ينتهِ بتغيير الوزارة، إنما هذا الدور مستمر من خلال شخصية وامكانية الدكتور ابراهيم الجعفري، ومن خلال الاوساط القريبة منه، وبالتأكيد سيبقى مستمراً بلعب هذا الدور الايجابي من اجل التغلب على مشاكل العراق، وتقريب وجهات النظر، والعمل للمصالح العليا لمكونات الشعب العراقي كافة .
نحن سنبقى محتاجين لدور الدكتور ابراهيم الجعفري، فيما يخص مساندة الدستور، ومساندة العملية السياسية، ووضع ثقله كاملا لدعم التوجه لبناء عراق ديمقراطي فدرالي جديد.

- بِمَ تنصحون الحكومة(المقبلة)(حكومة الاستاذ المالكي)، بعد تجربتكم السابقة؟

نائب رئيس الوزراء: التمسك بالدستور ، التمسك بالقوانين ، والعمل من اجل المصلحة العليا لابناء الشعب العراقي ، مجابهة الارهاب ، والعمل على تحسين الخدمات ، ومحاربة الفساد الاداري والمالي.

- دكتو روش، ماهي النصيحة التي توجهونها الى مجلس النواب، حول كيفية التعامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؟.

نائب رئيس الوزراء: الانسجام بين مجلس النواب والسلطة التنفيذية شيء ضروري، فالعمل المشترك والتفاعل شيء مهم واساسي، حيث يجب ان يلتزم مجلس الوزراء بصلاحياته، ومجلس النواب بصلاحياته.
ان العمل الاساسي لمجلس النواب هو: مراقبة تنفيذ القوانين، ومراقبة الهيئة التنفيذية، وتشريع القوانين التي سترفع اليها بصورة اساسية من قبل مجلس الوزراء، انا اتصور ان مجلس النواب ومجلس الوزراء، هما الجناحان الاساسيان للعملية السياسية الديمقراطية في العراق.
يجب ان يكون عمل مجلسي النواب والوزراء متكاملاً، وهذا لا يعني أنه لا يجب ان يكون هناك نقد، او لا يجب ان تكون هناك افكار معاكسة لما تفكر به الحكومة العراقية، او ما يفكر به مجلس الوزراء، انما هذه الافكار يجب ان تصب في خانة المصالح العامة، وفي الوقت نفسه، النقد يجب ان يكون نقدا بناء من اجل البناء، وليس من اجل الانتقاد فقط.

- في كردستان، بعد عام 1991 مررتم بظروف امنية، تشبه الى حد ما الاوضاع في العراق بعد اسقاط النظام السابق في 2003، ماهي رؤيتكم لمستقبل الوضع الامني في العراق في الفترة القادمة؟  

نائب رئيس الوزراء: الشيء الذي اؤمن به، انه لا مستقبل للارهاب في العراق، لكنها مسألة وقت، نحن نحتاج الى وقت من اجل تهيئة قواتنا الامنية العراقية، (قوات الشرطة والجيش)، وكذلك يجب ان يكون الشعب العراقي مهيأً من اجل محاربة الارهاب، ومن كافة النواحي: اولاً : من ناحية القوة ، ثانيا:ً من ناحية المعنويات ،وثالثا: من ناحية التجربة.
هذه الامور تحتاج الى وقت، نحن نحتاج الى وقت لكن لفترة زمنية معينة، وسنحتاج في العراق الى فترة زمنية اطول، لكن بالتأكيد كما قلت، لا مستقبل للارهاب لا في العراق ولا في اي بلد اخر.

- دكتور، بعض المفردات سنلقيها على مسامعكم، نتمنى ان نسمع انطباعاتكم عنها بكلمة واحدة ؟

- السليمانية 

نائب رئيس الوزراء: مسقط رأسي 

- كردستان

نائب رئيس الوزراء: الأم

- الفدرالية

نائب رئيس الوزراء: الهدف الذي سيخدم مجمل الشعب العراقي 

- الدكتور الجعفري

نائب رئيس الوزراء: صديق، وشخصية عراقية بارزة، ومفكر موسوعي

- العراق

نائب رئيس الوزراء: وطن الجميع
 
في ختام هذا الحوار، نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور روش نـوري شاويس نائب رئيـس الوزراء في حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري، على الاستضافة وسعة الصدر.

نائب رئيس الوزراء: اهلاً وسهلاً بكم.