عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 17/11/2009 العمر : 51
موضوع: هل صحيح ان المرأة تعيش حياتها بخوف دائم ؟؟؟ الثلاثاء 9 مارس - 17:25
إن يكن ذلك حقاً، فمن أي شيء تخاف؟ ثم هل لهذا الشعور علاقة بتكوينها البيولوجي؟ وهل الخوف مقصور عليها وحدها دون الرجل؟ ثم كيف تتخلص المرأة من مخاوفها وكيف تستعيد ثقتها بنفسها؟ تقول نانسي آستور Nancy Astor وقد كانت أول امرأة تنتخب عضواً في البرلمان البريطاني، وتجلس وسط الرجال في مجلس العموم، أو مجلس النواب: "لقد عشت حياتي كلها في خوف.. كنت أخاف الناس، وأخاف الفشل، وأخاف من المستقبل، لكن أعظم مخاوفي كانت تلك التي كنت أحس بها كلما مضت السنون ووجدت نفسي أقترب من الشيخوخة! فقد كنت أكره دائماً أن أرى اليوم الذي أشعر فيه بأن أحداً لم يعد يحتاج إليّ أو يرغب في وجودي!" مخاوف الرجل ويقول العلماء أن الخوف ليس مقصوراً على المرأة وحدها، فكثيراً ما ينتاب الخوف الرجل أيضاً. فهو يخاف على مركزه وعلى مستقبل أبنائه، إلا أن هذا الشعور أقوى عند المرأة وأكبر أثراً عليها في حياتها منه عند الرجل. ثم هو يلازمها في شتى أطوار حياتها منذ طفولتها حتى آخر يوم في حياتها. ومما لا شك فيه أن طبيعة المرأة وتكوينها البيولوجي يلعبان دوراً رئيسياً في المخاوف التي تصيبها. فهي تعرف مثلا أنها... أضعف من الرجل الذي تحتاج إلى حمايته، وتخافه في الوقت نفسه... مسؤولية بناء الأسرة وهي تعرف أيضاً أنها هي التي تحمل جنينها بين أحشائها، وهي التي تلد وترضع وتربّي، لتقدم جيلا جديداً من النشء الذي يقع على عاتقها مسؤولية رعايته وتوجيهه توجيهاً صحياً سليماً.. ثم هي تعرف أخيراً أنها مسؤولة عن بناء هذا البيت الصغير الذي يجمعها هي وزوجها وأولادها، وعن سعادة هذه الأسرة.. حقيقة أن للرجل نصيباً من هذه المسؤولية، ولكن العبء الواقع عليها هي أكبر بكثير من نصيب رجلها منه. فهي الأرض الطيبة التي تحتضن بذور الحياة فتنمو فيها وتثمر وتكبر وتزدهر وتتفرع. على أن أعباء المرأة تتضاعف إذا كانت هي الأخرى تعمل وتعاون زوجها في تحمّل أعباء الحياة، فمهمتها في هذه الحالة مهمتان.. الأولى إزاء بيتها وأسرتها والثانية إزاء عملها أو مهنتها، إذا كانت صاحبة مهنة. الخوف في الطفولة والخوف يبدأ عند المرأة مع طفولتها، كما ذكرنا، وهو يكبر ويتزايد كلما كبرت الطفلة ونمت.. فهي تخاف منذ تلك اللحظة التي تخطو فيها خطواتها الأولى نحو الحياة.. تخاف الظلام وتخاف الوحدة وتتعلق بأمها. فهي لا تحتمل الإفتراق عنها أبدا.. ثم هي تخاف بعد ذلك من اللعب مع الأطفال الذكور.. لأنها تدرك أنها لا تستطيع مثلا أن تقفز الحواجز التي يقيمونها ويتبارون في اجتيازها. وتعرف أنها لا تستطيع أن تدخل في سباق في الجري معهم، أو مشاركتهم في لعب كرة القدم، أو الذهاب في رحلات تستغرق ساعات طويلة بعيداً عن بيتها وعن أمها.. (بحسب المجتمعات) شعور غريزي وهذا الشعور الذي تحس به الطفلة في تلك السنوات المبكرة من عمرها كثيراً ما يكون غريزياً وقلما احتاجت الأم إلى تنبيهها إليه.. فالطفلة تعرف أن لها ألعابها الخاصة، وهي تختلف عن أسلوب الأولاد في لعبهم وتسليتهم. إن لها عرائسها الصغيرة التي تلهو بها وتداعبها وتخاطبها، وتحملها بين ذراعيها وتضعها في فراشها لتنام، تماماً كما تفعل معها أمها.. في سن النضوج وتمر سنوات الطفولة بمتاعبها وتعقيداتها.. أعوام قصيرة تعيشها الفتاة بين الطفولة والمراهقة، وهي ترى وتسأل وتتعلم، حتى إذا ما بلغت سن النضوج احتواها ذلك الشعور بالخوف والقلق معاً.. فهذا التحول الغريب الذي طرأ على جسمها الصغير يثير قلقها، وهذه الأنوثة التي تراها في نفسها وتحسها، تملأ قلبها بإحساس غريب هو مزيج من الخوف والخجل.. وما أكثر العقد التي تصيب الفتيات في هذه السن الحرجة، إذا لم يجدن اليد الحكيمة التي تمتد إليهن لتعاونهن على اجتياز هذا الجسر الذي ينقلهن من دنيا الطفولة إلى عالم النساء.. بين أمس واليوم تمضي سنوات المراهقة.. بالأمس لم تكن مشكلة الفتاة في هذه السن تطويل كثيراً، إذ سرعان ما كانت تزف لعريسها عند بلوغها سن السادسة عشرة أو ما بعدها، وربما قبل ذلك بمجرد بلوغها.. أما اليوم فقد تغير الحال وخرجت الفتاة لتتعلم وتكمل تعليمها الجامعي وتنافس الرجل في مختلف المهن، وهي ما زالت فتاة لم تتزوج بعد. ومن هنا تبدأ مخاوف المرأة.. لقد أصبحت تشعر بشيء من الاستقلال بعد أن عرفت طريقها إلى العلم والعمل والكسب ولكنها في قرارة نفسها ما زالت تحس بحاجتها إلى الرجل.. الرجل الذي تستطيع أن تستند إلى ذراعه القوية وهي تجتاز أمواج الحياة.. الرجل الذي تحتاج إلى حمايته ورعايته والذي ستبني معه أسرتها الصغيرة. ولا تلبث الفتاة في هذه المرحلة من عمرها أن تشعر بالخوف يعاودها كلما تقدم بها العمر وأحست أن قطار الزواج قد فاتها أو كاد.. الخوف من الزواج ثم تتزوج هذه الفتاة، ولكن هل انتهت مخاوفها بالزواج؟ لا! فهي قد بدأت لتوها.. وهي مخاوف قوية تهز كيانها هزاً. إن الشعور بالأمومة يتحرك في داخلها، وهي تحن إلى هذا اليوم الذي ستصبح فيه أما، ولكن ما تكاد أمنيتها تقترب وتتحقق حتى يسيطر عليها خوف هائل من هذه التجربة الجديدة.. وتظل الزوجة تترقب الحادث السعيد، يتنازعها عاملان.. عامل الفرح الذي يغمر قلبها باقتراب موعد وصول مولودها، وعامل الخوف الذي يسيطر عليها من آلام الوضع التي سمعت وقرأت عنها الكثير، وربما كانت تجربة أمها مع أخوتها الصغار ما زالت عالقة بذهنها! متاعب الأمومة ويصل الطفل أخيرا.. وتبدأ متاعبها ويتضاعف خوفها وهي تشعر بمسؤوليتها إزاء هذا المولود الجديد.. فهي ترضعه وتعنى به وترعاه وتخاف عليه من النسيم.. إذا مرض سارعت تحمله إلى الطبيب، وتسهر الليل بجوار فراشه الصغير حتى يبرأ، وإذا تألم أحست بالدنيا كلها تدور بها من حولها، وهي لا تدري ماذا تفعل لكي تخفف عنه آلامه وتعيد الإبتسامة إلى هذا الوجه البريء.. إنه بالنسبة لها حياتها ودنياها وكل شيء في هذا الوجود.. وتتكرر المتاعب والمخاوف مع وصول كل مولود جديد. حقيقة يخف أثر التجربة على نفس الأم، لكن مسؤولياتها تتضاعف. فالعناية بطفلين تتطلب جهداً أكبر من العناية بطفل واحد.. وهكذا.. المشاكل تكبر ويكبر الأطفال ويذهبون إلى المدرسة، ولكن مخاوف المرأة الأم لا تنتهي.. إنها تحمل في صدرها هماً كبيراً.. فهي دائمة القلق عليهم.. إنها تعدّهم للذهاب إلى المدرسة في الصباح، ثم تقضي نهارها كله في انتظار عودتهم إلى البيت، وإذا تأخر أحدهم عن موعده استبدت بها الهواجس والأفكار المظلمة، وتصورت أن سوءاً قد حل به.. وكلما كبر الأبناء كبرت مشاكلهم.. وأكبر همّ تحمله الأم عندما يجتاز أبناؤها طفولتهم ويخطون إلى سني المراهقة والشباب، هو خوفها من الفشل.. الفشل في الدراسة وما يترتب عليه من فشل أكبر في الحياة.. حقيقة أنها مسؤولية يشترك فيها الرجل مع امرأته، ولكنه قلما اعترف بنصيبه منها. فاللوم كله واقع على الأم، وخاصة إذا كان عمل الأب لا يسمح له بقضاء وقت كاف مع أبنائه، يستمع فيه إلى مشاكلهم ويبحث معهم متاعبهم ويوجه إليهم نصائحه وإرشاداته. الخوف من الشيخوخة وتنظر المرأة حولها، بعد أن يكبر الأبناء فإذا بها قد وصلت إلى منتصف العمر أو تجاوزته! وفي هذه المرحلة من حياة المرأة تلك التي تخطو فيها خطوات حثيثة إلى سن اليأس، نجد أن خوفها قد تضاعف. لقد أفاقت فجأة بعد أن أدّت رسالتها أو كادت، فوجدت أنها قد صرفت أجمل سني عمرها في تربية أبنائها وتنشئتهم.. إن خوفها اليوم هو خوف من الشيخوخة.. إنها لا تريد أن تهرم، إنها تخاف هذا الذبول الذي بدأ يصيبها، لكي تعيش لزوجها الذي بدأت تشعر به وتحس بوجوده إلى جوارها بعد أن تقدم به العمر هو الآخر. تقول جين أوستن كاتبة بريطانيا الشهيرة: "إن أقسى المخاوف التي تصيب المرأة هي التي تشعر بها عندما تحس باقترابها من الشيخوخة!" وقد ماتت جين قبل أن تكمل عامها الثاني والأربعين! فهي لم تبلغ الشيخوخة التي كانت تخافها وتخشاها. مخاوف ومخاوف كتبت جين يوماً رسالة ترد فيها على إحدى صديقاتها، وكانت تشكو لها من مخاوفها في وحدتها بعد أن تزوج أبناؤها ومات زوجها، تقول: "إن خوفك هو أهون المخاوف يا عزيزتي.. أعرف امرأة عظيمة تعيش بين زوجها وأولادها، فهل تصدقين أن الطمأنينة لم تعرف طريقها إلى قلبها القلِق؟ لقد جلستْ صديقتي هذه تحدثني يوماً ما عن مخاوفها، فالت إنني أعيش حياتي كلها في خوف دائم، إنني أخاف السمنة، أخاف الشيخوخة، أخاف أن يفتر حب زوجي لي، أخاف أن أجرح مشاعر الناس، أخاف كل شيء غريب يدخل بيتي وحياتي". كيف تخلـّص المرأة نفسها من الخوف يقول العلماء: "إن أول شيء يجب أن تلجأ إليه المرأة لتخلص حياتها من مخاوفها هو أن تعترف بينها وبين نفسها بهذه المخاوف. فالجهد الذي تبذله المرأة لإخفاء مخاوفها عن زوجها وعن الناس يضاعف من حدة هذه المخاوف ويعرّض صاحبته لمتاعب واضطرابات نفسية شديدة. فالخوف، كما يؤكد العلماء، يتبدد وينقشع عندما نتقبل حقيقة إحساسنا به، كأن تقول المرأة لنفسها: "أنا خائفة، هذه حقيقة ثابتة، ولكن أليس هناك غيري كثيرون يشعرون بالخوف مثلي.. لكن لماذا أخاف.. هل استطاع خوفي أن يساعدني على التخلص منه؟ وهل أفادني القلق في علاج الأزمات التي مرّت وتمرّ بي في حياتي؟ لماذا لا أترك الأمور تجري على أعنتها، وليفعل الله ما يشاء، فهذه إرادته؟!" وليس الخوف مقصوراً على المرأة وحدها كما ذكرنا، فهذا الشعور يصيب الرجل أيضاً في وقت أو في آخر، ولكن أسبابه أضيق نطاقاً منها عند المرأة. فمخاوف الرجل كما قدّمنا تتركز غالباً في محيط عمله، وفيما هو متعلق برزقه! الخوف من الغد والمستقبل أما عند المرأة فالخوف يساورها دائماً من الغد.. وما الذي يمكن أن يأتي به إليها من مفاجآت.. فهي تخاف إذاً من المستقبل.. ماذا ستصنع الأيام بجمالها؟ هل ستنجح في الاحتفاظ برجُلها؟ كيف ستكون حياتها في العام المقبل.. ثم في العام الذي يليه.. وبعد خمس سنوات؟! لكن إذا توقفت المرأة قليلا وسألت نفسها ماذا صنع بها هذا الخوف، هل ساعدها القلق في حل مشاكلها، ولماذا تمضي حياتها كلها في التفكير وانتظار ما سيأتي به الغد؟! لو فعلت هذا لأدركت على الفور أنها هدمت أعصابها وأفسدت حياتها بتفكيرها المستمر في مشاكلها ومشاكل أسرتها.. تلك التي حدثت والتي تتوقع لها الحدوث. حياة بلا خوف إن كثيراً من الكوارث التي نتوقع حدوثها قد لا تأتي أبداً.. وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أننا كنا أقوياء في كثير من المواقف الصعبة التي واجهتنا، وأنه لا الخوف ولا القلق قد ساعدنا على تجنب الوقوع في هذه المشاكل.. لقد جاءت رغم كل شيء.. ثم مضت في حال سبيلها. يحتمل أن تكون قد تركت أثراً هنا أو هناك، ولكن التجربة مرت بنا على أية حال، ونحن اليوم نعيش ونحيا