تيار الاصلاح الوطني مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
| موضوع: طالب عزيز زيني وزير الشباب والرياضة الخميس 19 نوفمبر - 23:25 | |
| السلام عليكم، وأهلاً بكم في حوار جديد مع أحد وزراء الحكومة الانتقالية. ضيفنا في هذه الحلقة وزير الشباب والرياضة الأستاذ طالب عزيز زيني... نتحاور معه؛ لنسلط الضوء على جانب من حياته الشخصية، وعلى فترة تسنمه الوزارة خلال الفترة الانتقالية، كما سنتطرق إلى أهمّ المعوّقات، والمشاكل التي واجهت عمله داخل الوزارة، مروراً بعلاقته بأقرانه من الوزراء، فمرحباً بكم أستاذ ضيفاً عزيزاً في هذا الحوار.
الوزير: أهلاً ومرحباً بكم.
- بداية نودّ التعرف على نبذة مختصرة من حياة الأستاذ طالب زيني من خلال بطاقته الشخصية.
الوزير: طالب عزيز محمد زيني. من مواليد كربلاء عام 1944.
التحصيل الدراسي: بكالوريوس تربية رياضية سنة التخرج 1969. لاعب المنتخب الوطني بكرة الطائرة لمدة أربع سنوات، ولاعب منتخب السلة والطائرة منتخب الجامعة لمدة أربع سنوات، ولاعب نادي الكرخ في الفترة الدراسية التي قضيتها في بغداد.
الحالة الاجتماعية: متزوج ولي بنت واحدة... ابتداءً عندما تسلـّمت وزارة الشباب والرياضة، وانسجاماً مع البرنامج الذي عرضه السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري على الجمعية الوطنية كمنهاج عمل لحكومته، كان علينا أن نضع برنامجاً وخطة عمل للوزارة.
تلك الوزارة المُتعَبة والمُنهَكة، والتي كانت تسمى بوزارة (عدي) لخلفيتها الإدارية، وفسادها المالي والإداري، وخلفيتها بالنسبة للكادر البعثي (القذر) الموجود في داخل الوزارة.
هذه إحدى العقبات الكبيرة التي عانيت منها خلال استيزاري في وزارة الشباب والرياضة، ولكني أنا والإخوة العاملين معي على مستوى الدرجات الخاصة من المستشارين، والوكلاء، والخبراء كان علينا أن نضع خطة عمل مستقبلية للوزارة لعقدين، أو ثلاثة عقود مستقبلية.
- سيادة الوزير، كيف تم ترشيحكم للوزارة، وهل كنتم تطمحون إلى هذه الوزارة، أم كنتم تطمحون إلى وزارة أخرى؟
الوزير: في الحقيقة، لقد تم ترشيحي من خلال كتلة سياسية لم أنـتم ِإليها حيث كُـلِّـفْتُ بإدارة وزارة الشباب والرياضة. وهذا الأمر عانيتُ منه كثيراً بسبب وجود ضغوطات كبيرة عليَّ بالنسبة للتعيينات.
الأمور التي كانت تُفرَضُ عليَّ كوزير للشباب والرياضة ومن ضمنها التعيينات، كانت غير منسجمة مع عمل الوزارة. وأذكر أنه تم ترشيح ثلاث شخصيات قبلي لهذه الوزارة لكنهم رُفِضوا لعدم كفاءَتهم، وعدم تخصُّصهم. حيث إن الكفاءة، والتخصّص هو ما اعتمده السيد رئيس الوزراء الدكتور الجعفري لكل الوزارات، وليس لوزارة الشباب والرياضة فقط.
ونظراً لعلاقتي الخاصة بالدكتور الجعفري.. حيث كنتُ في الستينيات لاعباً وكان هو أحد مشجّعي الفريق الذي ألعب فيه.
وفي الحقيقة أن السيد رئيس الوزراء لفت نظري إلى أمور كثيرة، فقد أعطاني بعض المؤشرات على لعبي. وأنا أدعو له بالخير، والصحة، والعافية على هذه الذاكرة الطيـبة.
- أستاذ طالب، كيف تـُقيمون واقع الرياضة في العراق إبـّان فترة نظام صدام، وهل كنتم موجودين في العراق آنذاك؟
الوزير: من ضمن خطة العمل التي وضعناها هي زيارة المحافظات، والاطلاع ميدانياً على الحركة الشبابية والرياضية فيها، وفعلاً قمت بجولتين في منطقتي الوسط، والجنوب.
وقلتُ في حينها: ذهبتُ بهـمٍّ، ورجعتُ بعشرة هموم؛ والسبب هو عدم وجود بُنية تحتية للرياضة العراقية نهائياً. وعلينا أن نضع خطة بناء هذه البُنية التحتية من الصفر.
فتوكلنا على الله، وهذا الأمر عرضتها على السيد الدكتور إبراهيم الجعفري، وقد ساعدني بمنحة مالية إضافية حتى تمكنت من إعمار (150) نادياً على ثلاث وجبات، كل (50) نادياً يُؤخــَذ ضمن خطة الإعمار، وعند تركي للوزارة كان هناك (90) نادياً تم الإعمار فيه، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى كنتُ دائماً عندما التقي بالسيد رئيس الوزراء أسمعه يؤكد عليَّ بضرورة رعاية الأندية الرياضية؛ لأنها وجه الرياضة العراقية على المستويات العربية، والآسيوية والعالمية - والحمد لله – تمكـّنا من تقديم منجزات على الرغم من أنها كانت بسيطة.
وقد ظهرت إيجابيات الدعم على المستوى الأولمبي بالنسبة لكرة القدم وبقية (الألعاب) الأخرى.
وهذا ما لمسته من بعض الإخوة رؤساء الاتحادات، والأندية من خلال زخم المشاركة في البطولات مؤخراً، وهذا التقدم جاء نتيجة الدعم المادي والمعنوي لمفصل الرياضة.
- وأنتم تتحدثون عن الحركة الرياضية في العراق، كيف تقيمون واقع هذه الحركة الآن مقارنة بالسابق؟
الوزير: من الممكن أن أقول: أن ما قدمته الوزارة كان بنسبة 40%، لأننا بدأنا من الصفر، ونسبة 40% على مستوى الحركة الرياضية والشبابية في العراق نسبة جيدة.
- معالي الوزير كيف تصفون مرحلة دخول القوات الأميركية إلى العراق، وسقوط الصنم؟
الوزير: الوضع الأمني أثـَّرَ تأثيراً كبيراً في حركة الشباب بصورة عامة. ومن المعلوم أن نسبة الشباب في سكان العراق هي مابين (62 إلى 63)%.
ومما يُؤسَفُ له، أن المسائل الأمنية عُولِجت بالطرق العسكرية، وغُيـِّبت الطرق الأخرى مثلاً: تـثـقيف الشعب العراقي على مواجهة الأفكار التكفيرية الدخيلة التي دُعمت من قبل أزلام النظام السابق.
من الممكن أن تكون هناك حركة تثقيفية كبيرة لمنتديات الشباب، ولكن في الفترة الأخيرة قامت القوى التكفيرية باحتواء الشباب بسبب عوزهم المالي، أو بسبب دوافع أخرى لغرض خدمة هذه القوى التكفيرية.
- كيف واجهت وزارتكم – أستاذ طالب – هذه التحديات؟
الوزير: بصراحة، لم يكن العمل بالمستوى المطلوب؛ لأن الإمكانات المادية كانت قليلة، والكادر الإداري، والفني في الوزارة ليس بالمستوى المطلوب، فهناك 3800 موظف في الوزارة، والذين يحملون شهادات في تخصّص التربية الرياضية من هؤلاء لا يتعدى 264 مدرساً؛ 200 منهم على العقود و 64 على الملاك الدائم.
وكان من ضمن البرنامج الذي وضعناه لنشاطات الوزارة، الاعتماد على الأكاديميين، والخبراء لغرض تطوير العمل، وآلياته داخل الوزارة.
وأريد أن أقول: إنه من المؤسف أن العائلة العراقية، والمجتمع العراقي لا يعرف عن وزارة الشباب والرياضة سوى أنها (طوبة وكول وتصفيق) وهذا خطأ كبير.
فهناك ثلاثة خطوط تعمل بها الوزارة إضافة إلى الرياضة، والنشاط العملي، والثقافي، والفني، ونحن وضعنا برنامجاً تثقيفياً إسلامياً لشبابنا، يُـثـقـّف بمبادئ أهل البيت، والأسباب التي ضحّوا من أجلها.. كل ذلك يتم عن طريق النشاط الثقافي.
وهذا ما عرضته على المرجعيات، والأحزاب الإسلامية. وهناك برنامج موضوع بهذا الصدد ينطلق في العطلة الصيفية لتربية الشباب تربية إسلامية.
وقد عرضت تلك البرامج على المراجع، والاحزاب الاسلامية لاستقدام محاضرين من قبلهم، وبرواتب معينة تـُدفـَع من قبل وزارة الشباب والرياضة.
- أستاذ طالب، في بداية تسنـُّمكم الوزارة وخلال عملكم فيها.. كيف وجدتموها، وماذا هيّأت لكم التشكيلة الوزارية التي سبقتكم من ميزانية ومشاريع .. وهل وجدتم مشاريع غير مُنجَزة حاولتم إنجازها. وماذا هيّأتم أنتم للحكومة الجديدة؟
الوزير: قبل تسلـــّمي وزارة الشباب والرياضة، كان الإعلام المقروء قد وضع أمامي أموراً كثيرة. وقد كانت التركة ثقيلة، والعمل داخل الوزارة فنيّ أكثر مما هو إداري.. حيث إن نسبة العمل الميداني تصل إلى نحو 80% أما الإداري فبنحو 20 %.
لكني آليت على نفسي أن أخدم الشباب المظلوم، والمحروم من خلال منحه كل مستحقاته، فقمت بوضع خطة. ولكن كان هناك (لوبي) داخل الوزارة، يحاول السيطرة على زمام الأمور ليصبح هو صاحب القرار فيها، وقد تعاملت مع هذه الشبكة أو (اللوبي) بشفافية، وهذا الأمر ساندني فيه أخي العزيز (أبو أحمد، أي: الدكتور الجعفري)، فقد كان يحثـّني على أن أتعامل مع هذه الفئات بشفافية، وأن لا أكون صِدامياً معهم، لأنهم سيُعيقون عملي، ويصبحون عقبة أمام تنفيذ البرنامج، والخطة التي أروم إنجازها.
في المرحلة الثانية بعد 2005، تحرّكت على هذه الفئات، وتمكـّنت من معالجة الفساد الإداري، والمالي والقضاء على البعثيين الذي كانوا متنفذين في وزارة الشباب، عندما كانت هيئة الشباب والرياضة حينها كانت تسمى بوزارة (عدي).
- أستاذ طالب، هل أُبعِدت هذه الفئات، والعناصر المُغرضة عن الوزارة؟
الوزير: نعم... تم إبعادها. ولكن أقول وبصراحة: كانت هناك عناصر تدعم هذه العناصر المغرضة. ونحن قمنا باجتثاث نحو ثلاثة، أو أربعة من هذه العناصر والرموز. ولكن من خلال تدخـّل العناصر الداعمة تم استثناء بعض الأسماء، لا بل تم الاعتذار منهم وإبقاؤهم في الوزارة.
هناك خروقات قانونية كبيرة. ولكن من التوصيات العشرة الأولى التي أوصى بها السيد رئيس الوزراء، أن يتم العمل بالقانون والدستور بعد إقراره، وهذا مبدأ اتخذتُه كنهج عمل لي، و كخط رسمه لي أخي العزيز (أبو أحمد).
لكن هذه الأمور أثـّرت كثيراً في عمل الوزارة، حتى وصلتُ إلى درجة الاقتتال مع العناصر غير المرغوب فيها بالوزارة، بسبب تجاوزهم على القانون.
وأذكر مثلاً أن أحد موظفي الدرجات الخاصة تجاوز عمره السن القانونية للتقاعد أُعيد تعيينه، على الرغم من تجاوزه السن القانونية بقرار رجعي. وهذه تـُعَدُ مخالفة ثانية، وقد بَقِيَ إلى حين استيزاري، ولكن لأسباب سياسية، واعتبارية أبقيت عليه، ووافقت على تعيينه لأنه خبير من أجل الاستفادة من خبراته في أمور كثيرة.
لكن تدخــُّله الكبير في إدارة الوزارة وصل إلى حد التطاول؛ فـقررت إحالته على التقاعد، وقدمت كتابه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إلا أن الأمانة العامة التـفّت على هذه القوانين، وأقول ذلك بصراحة.
كل ذلك قد عرضته على السيد رئيس الوزراء، فقال: إن الإجراءات كلها سليمة، ولكن بعد خروجي - كما فهمت - أُعيد ذلك الشخص إلى الوزارة، وسيبقى فيها، وهذا يُعَدُ مخالفة.
لقد عانيت من هذا في وزارة الشباب والرياضة؛ لكن لو أردت أن تقيسَ بين الإنجاز وبين هذه الأمور، فنسبة الإنجاز هي أعلى بكثير من هذه الأمور التي عانيتُها.
- معالي الوزير، تحدثتم عن عدة إنجازات قدمتها الوزارة. ولكن ما هي أهمّ الإنجازات التي يمكن أن نقف عندها؟
الوزير: على مستوى الإنشاء أنا والسيد رئيس الوزراء، وضعنا الحجر الأساس لملعب بغداد الأولمبي, ولعجز الميزانية الفيدرالية تحركتُ على بعض المنظمات، والدول المانحة لإنشاء مثل هذه الصروح الكبيرة، وفعلاً هناك خمس شركات قدّمت عروضاً لإنشاء هذا الملعب الضخم.
لكن وبسبب المسائل المالية، والقانونية بخصوص العقود، والإنشاءات، والمِنـَح لم أتمكن من إكمال هذا الأمر بسبب قصر الفترة.
إن شاء الله، سيُكمل السيد الوزير (جاسم محمد جعفر) هذه المشاريع، بعد أن وضعتُ له جميع الأسس التي يسير عليها. وهذا يُعَدُ إنجازاً لوزارة الشباب والرياضة على مستوى بناء البُنى التحتية.
- هل كانت المشاكل المالية من أهمّ المشاكل التي واجهتها وزارة الشباب والرياضة؟
الوزير: بالتأكيد، لأنني عندما تسلــّمت الوزارة وجدتها تعمل بـ 22 مليون دولار، أي: ما قيمته 35 مليار دينار عراقي.. ومِنـَح الأندية كانت ملياراً ومائتي مليون، ولو أعطيتها لثلاثة أندية تخصّصية لم يكن بوسعها أن تتطوّر إلى حدّ تحقيق الإنجاز.
وحين أوصى السيد رئيس الوزراء برعاية الأندية، مددتُ له يدي، وقلت له ما نصه: (سيدنا، أعطِنا منحة نرتـــِّب بها أمور الأندية) والسيد رئيس الوزراء كان داعماً كبـيراً لنا، حيث وفـّر منحة إضافية، واتصل بالأخ وزير المالية (علي علاوي) من أجل ذلك، وتمكــّنا من الحصول على 14 ملياراً إضافية لرفد عمليات الإنشاء.
والمِنـَح بالنسبة للأندية كانت كالآتي: أندية الدرجة الأولى تأخذ مليوناً لكل شهرين أو ثلاثة أشهر, والدرجة الثانية تأخذ من 340 ألف دينار إلى 400 ألف دينار لكل شهرين أو ثلاثة, أما أندية الدرجة الثالثة فتأخذ 140 ألفاً إلى 240 ألف دينار. وبعد إعطائنا المنحة الإضافية أصبحت كالآتي: 10 ملايين للدرجة الأولى، و8 ملايين للثانية، و6 ملايين دينار للثالثة.
- معالي الوزير، هل تم دفع هذه المبالغ للأندية؟
الوزير: نعم تم تخصيصها بجدولة من وزارة المالية، فجاء من حصة الأندية 4 مليارات و200 مليون من هذه المنحة، والباقي كان يبلغ 8 مليارات خـُصِّصت لمشاريع الإنشاء.
حيث تم الشروع بـ17 مشروعاً إنشائياً، وكذلك إنشاء ملاعب استيعابية على مستوى (5 - 10) آلاف متفرّج، إضافة إلى قاعات مغلقة تعدّدية، وقاعات تخصّصية، فضلاً عن منتديات شباب متعدّدة الأغراض.
- هذه المشاريع التي ذكرتها، هل أُنجزت معالي الوزير؟
الوزير : نعم... أُنجزت، ولم يتبقَّ منها إلا القليل.
أما بالنسبة للقاعات، فهناك قاعة في البصرة، والديوانية، وكربلاء، وميسان، مع ثمانية ملاعب، فضلاً عن منتديات تخصّصية في النجف، والمثنى، والبصرة، وكربلاء، وبابل، أي: نحو 6 إلى 7 مشاريع كمنتديات.
- هل كان من ضمن خططكم – أستاذ طالب- إنشاء مدن رياضية؟
الوزير: من ضمن المشاريع التي أُقِرت في 2005 هي إعادة تأهيل المدينة الرياضية الموجودة خلف ملعب الشعب الدولي في شارع فلسطين. وقد خـُصِّصت لها ميزانية بنحو 4 مليارت دينار لإعادة تأهيلها، وقد بدأ العمل فيها في الشهر العاشر من سنة 2005، وستؤهَّل هذه المدينة بجميع المواصفات الرياضية المخطـَّط لها.
- أستاذ طالب، دائماً ما تـــُتهَم وزارة الشباب والرياضة بعدم التعاون مع اللجنة الأولمبية، ما تعليقك على هذا الاتهام؟
الوزير: أعلم أن هناك تقاطعاً قائماً الوزارة، والأولمبية وأنا مُلمّ به، لكن عندما تسلــّمت الوزارة آليت على نفسي أن أحلّ هذه التقاطعات جميعها، وأذوّبها خدمة للرياضة العراقية، فدعوت السيد رئيس اللجنة الأولمبية (أحمد عبد الغفور) وجاء إلى الوزارة، ومعه الإخوة النائب الأول، والنائب الثاني، وطرحت موضوعات حول وضع برنامح، وآلية مشتركة للعمل الرياضي، لأن المؤسستين هما المسؤولتان عن الرياضة العراقية، فمن واجبات وزارة الشباب والرياضة بناء البُنية التحتية للرياضة العراقية.
ولكن من المؤسف، أنه لو كانت الشفافية التي لمسناها من الأستاذ (أحمد الحجية) من خلال كلامه قد طـُبِّقت عملياً لكانت الأمور بخير، ولكن لا تجاوب لثلاثة اجتماعات دعوتُ لها، كما شـكـــّلت لجنتين مشتركتين من وزارة الشباب والرياضة، ومن اللجنة الأولمبية لكنهما لم تـُفعّلا، وأنا عتبت كثيراً على الأستاذ (أحمد الحجية) بهذا الخصوص، ولكن لا تجاوب، ولا أعرف ما السبب!؟
- معالي الوزير، لنتحدث قليلاً عن الحكومة الانتقالية، ورئاسة الوزراء، هل كان لاجتماعات مجلس الوزراء أثر إيجابي في تطوير العمل داخل الوزارة؟
الوزير: تطرقت سابقاً لهذا الأمر... العمل في مجلس الوزراء، وخصوصاً في الأشهر الأولى من أداء الحكومة كان مقتصراً على خمس وزارات رئيسة هي: الدفاع، والداخلية، والمالية، والنفط، ووزارة التجارة نتيجة الوضع الأمني، والأزمات التي مرّ بها البلد من أزمة النجف، إلى جسر الأئمة، إلى سامراء، لذا كانت جُلّ المناقشات تجري حول الناحية الأمنية، والمستلزمات المالية لتمشية الأداء الحكومي.
الكثير من الوزراء كانوا يشكون، وأنا واحد منهم من عدم الالتفات إلى وزاراتهم، ومساءلتها عن عملها، ومقوماتها، وإنجازاتها، والمعوقات الموجودة فيها، فهذه الوزارات وخصوصاً الخدمية منها غـــُيِّبت من هذه الناحية.
نعم.. المتطلبات الأمنية مطلوبة، لكن الأولى أن تـــُراعى بقية الوزارات، وتــُتابَع أعمالها على مستوى الإنجاز والمعوقات.
- هل انشغال الحكومة في مكافحة الإرهاب، أثـــّر على عمل وزارتكم، أستاذ طالب؟
الوزير: نعم.. أثـّر في عمل الوزارات الأخرى، هذا بالإضافة إلى الأزمات التي كانت تأتي بعشوائية كالأزمات في المحافظات، أو في داخل بغداد والتي كانت تدخل على البرنامج المُعَد، أو الفقرات التي تناقـــَش في مجلس الوزراء، وكانت حتى في بعض الأحيان تغيّر جميع هذه الفقرات، بسبب دخول الحالة الأمنية العشوائية، ومناقشتها خلال الجلسة.
- أستاذ طالب، بالحديث عن الأحداث التي واجهت الحكومة، كيف واجهت الحكومة هذه الأحداث، وكيف تعامل معها السيد رئيس الوزراء، وهل تمت معالجتها بالشكل الصحيح، خاصة أحداث سامراء وتلعفر؟
الوزير: السيد رئيس الوزراء (الدكتور الجعفري) له الفضل الكبير في حلّ هذه الأزمات، ولهذا أسبابه، ومنها: قوة إيمانه، وقوة شخصيته، وشفافيته في التعامل مع الآخرين, والحزم في بعض الأمور، وهذه الأوصاف كلها كانت مؤطرة بابتسامته التي لم تغِب عن وجهه في أشدّ الأزمات.
الدكتور الجعفري له الفضل الكبير في الحفاظ على دماء الكثير من أبناء الشعب العراقي، ومن أهم هذه الأمور هي احتواؤه (التيار الصدري) وإقناعه بالدخول إلى العملية السياسية، وبهذا كان له فضل كبير جداً على العملية السياسية.
ولولا الدكتور الجعفري لكان الشارع العراقي لحدّ الآن يقتتل، من الناحيتين المذهبية، والعرقية على السواء.
إن احتواء الدكتور الجعفري لهذا التيار الكبير كان أمراً مُهماً، ومن دلائل هذا الاحتواء، لكان وبسبب العملية الجبانة التي قام بها التكفيريون، وأزلام النظام البعثي البائد، في سامراء (تفجير قبة الإمامين العسكريين) لسالت الدماء في جميع شوارع العراق.
- معالي الوزير، كيف كانت علاقتكم ببقية الوزراء، وكيف كان مستوى التنسيق بينكم؟
الوزير: على مدى سنة كاملة خلال جلساتنا في مجلس الوزراء، أو في لقاءاتنا الفردية بالسيد رئيس الوزراء لم نرَ منه غير الشفافية، وقوة الإيمان، وحتى مع خصومه، وأنا قلتها في الجلسة الختامية لمجلس الوزراء قلت له: على الرغم من النفاق السياسي الذي وضعك في هذا الموقع (الوزير يقصد وقوف بعض الأطراف ضد إعادة تولي الدكتور الجعفري رئاسة الوزراء للمرة الثانية)، لكنك ستبقى الرمز، وتبقى العنوان لكل عراقي، ولكل مواطن يحب وطنه وشعبه.
- معالي الوزير، وأنت تذكر آخر جلسة عقدها مجلس الوزراء، كيف كان انطباعكم عنها؟
الوزير: الجلسة الختامية كانت مؤلمة, ومؤلمة إلى حد كبير، وفي هذه الجلسة أثرانا السيد وزير التربية (الدكتور عبد الفلاح السوداني، بمعلومات كثيرة عن الدكتور الجعفري، لأنه كان معايشاً للسيد رئيس الوزراء، وكان أخاً له في النضال، وفي العلم، وفي أمور كثيرة، لذا فقد أغنانا، وأثرانا بالكثير عن شخصية السيد رئيس الوزراء.
وهذا ما أدمع عيني بصراحة، وعندما تحدثت بخصوص الأمر، قلت للسيد الجعفري: من أين أبدأ معك، من البيت، أم من المحلة، أم من المدينة، أم من النسب...؟ فأنت ابن عم لي، ونتيجة انفعالي لم أتمكن من إتمام كلامي سوى هذه الفقرة التي تطرّقت إليها.
- كيف كان ينظر السيد رئيس الوزراء إلى الحركة الرياضية، أستاذ زيني؟
الوزير: روحه الرياضية كانت عالية، وانسجامه معها كبير؛ فعينه كانت على الشباب العراقي، ورعايته كبيرة لهذه الشريحة، لكني متأكد من أن ظروف البلد لو كانت طبيعية، لكانت حصة الشباب العراقي وفيرة من رعاية، وعمل السيد رئيس الوزراء.
وهذا ما عرضه في برنامجه الوزاري على الجمعية الوطنية، وكان برنامجاً وافياً، حيث أعطى فيه جميع مستحقات الشباب وعلى كل المستويات، وليس الرياضية منها فقط.
- أستاذ طالب، بالحديث عن السيد رئيس الوزراء، متى بدأت علاقتكم به، وكيف تقيّمونها؟
الوزير: العلاقة بدأت في ستينيات القرن الماضي، عندما لعب معنا لفترة قصيرة في فريق كرة القدم، حيث كان عندنا فريق باسم فريق (بابل)، لكن توجُّهه الدراسي، والعلمي كانت همه الأكبر، ونحن (أي: الوزير) كان توجهنا نحو الرياضة، فهو كما قلت: الجار، وابن المحلة.
- إذن، العلاقة كانت متميزة بينكم معالي الوزير، وبين السيد رئيس الوزراء؟
الوزير: هذه العلاقة لها خلفيتها، ولها جذورها العميقة، لكنها انقطعت لفترة حتى سقوط الحكم البعثي بسبب هجرة السيد (أبو أحمد) إلى الخارج نتيجة للظلم الذي عاناه من الطغمة البعثية الكافرة، وتركه البلد، وحكم الإعدام الذي صدر بحقه.
- أستاذ طالب، برأيكم ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الدكتور الجعفري في مرحلة ما بعد رئاسة الوزراء؟
الوزير: من خلال أحاديثه في مجلس الوزراء، وعندما واجه أزمة إعادة ترشيحه للوزارة مرة ثانية، ونتيجة النفاق السياسي الذي كان يشكو منه دائماً، والذي أوصله إلى هذه المرحلة، ولكن صلابة السيد رئيس الوزراء، وتصميمه على إتمام المسيرة، حيث قالها وبالحرف الواحد: أنا سآخذ موقعي الذي الذي اختارني له الشعب، وهو البرلمان، وسأخدم من موقعي هناك، وسأعمل على إنجاح الحكومة وبكل الوسائل، التي من الممكن أن أستخدمها لهذه الحكومة في سبيل نجاحها.
- معالي الوزير، هل من كلمة توجّهونها إلى وزير الشباب والرياضة في حكومة الأستاذ المالكي؟
الوزير: في الاحتفالية التي أقمتها للوزير الجديد، وكانت احتفالية كبيرة تليق بمقامه، دعوت جميع مسؤولي الوزارة، وبعض الإخوة من خارج الوزارة، وكان تكريماً كبيراً يستحقه؛ لأنه كان صاحب إنجاز في وزارته (وزارة الإسكان والإعمار في حكومة الدكتور الجعفري)، وأتمنى أن يعمل بنفس الروحية التي عمل بها في وزارة الإسكان والإعمار من أجل العمل في وزارة الشباب والرياضة وبالشكل المطلوب، ونحن و- الحمد لله- وضعنا كل الأسس، والخطوط المطلوبة لنجاح عمله.
- برأيكم سيادة الوزير، هل سنشهد تطوراً كبيراً في الحركة الرياضية في المستقبل؟
الوزير: (حالياً) نتيجة الضعف الأمني، والمالي الذي يمرّ به العراق أعتقد أنه من الصعب أن تـُنفَّذ جميع البرامج، أو الخطط المطلوبة سواء على مستوى البُنى التحتية، أم الإعداد، والتأهيل.
في الفترة الأخيرة لجأت القوى التكفيرية، والبعثية إلى قتل الرياضيين الذين ليس لهم أي علاقة بالواقع الموجود على المستوى السياسي، أو المسائل الأخرى، لكن هدف هؤلاء التكفيريين والبعثيين كان عرقلة عمل الحكومة، وإيقاف نجاح العملية الديمقراطية.
- سيادة الوزير، في ختام هذا الحوار هناك بعض الكلمات سأذكرها لك، وأود أن أسمع تعليقك عليها بعبارة واحدة.
- كربلاء.
الوزير: مقدسة
- الشعب العراقي.
الوزير: الغني بحضارته.
- الشباب الرياضي.
الوزير: هُم الرياضة، والرياضة أصبحت رمزاً، ومظهراً من مظاهر الحضارة على المستوى العالمي، وعنواناً من عناوين رُقيّ الأمم، وتقدّمها حيث إن تقدُّم الرياضة العراقية يعني تقدُّّم البلد.
- الدكتور الجعفري.
الوزير: الرمز والعنوان.
- العراق.
الوزير: الحبـيـب.
في ختام حوارنا هذا، لا يسعنا إلا أن نتقدّم بالشكر الجزيل للأستاذ طالب عزيز زيني وزير الشباب والرياضة، في الحكومة الانتقالية على هذا الحوار، متمنين له الموفقية والنجاح.
الوزير: حيّاكم الله.
| |
|