عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي بتاريخ22-11-2006
كاتب الموضوع
رسالة
تيار الاصلاح الوطني مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي بتاريخ22-11-2006 الخميس 19 نوفمبر - 17:34
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين وجميع عباد الله الصالحين والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته قال الله (سبحانه وتعالى)، في محكم كتابه العزيز: " إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما". سمعت اكثر من مرة من يستدل بهذه الآية القرآنية الكريمة في مسألة عرض الأمانة، ولذلك لا أريد أن اتحدث عنها، أنا اتحدث هنا عن الآية الثانية، في انه كيف يقسم القرآن الكريم من زاوية اجتماعية (سوسيولوجية)، الذين ينظرون الى الأمانة ونحن بأمس الحاجة لأن نتلمس مواقعنا في حمل الأمانة. لقد قسم القرآن الذين يقفون ازاء الأمانة الى ثلاثة اقسام: " ليعذب الله المنافقين والمنافقات" لقد قدم القرآن المنافقين على المشركين لأنهم الأكثر خطرا، باعتبارهم الخنجر المسموم في خاصرة القيم والمبادئ، والأمم والشعوب، فقدمهم على المشركين، فالمشرك يقول لك بصراحة: إني مشرك، لكن المنافق يطرح شعارا اكبر من شعارك، ويملأ الآفاق صخبا اكثر من الكلام الذي يحمله الوطنيون، ثم يطعنك من الخلف، لذلك قدم لقرآن الكريم المنافق، لأنه الأكثر خطورة من المشرك. لماذا نسافر الى الدول الأقليمية، وننشر غسيلنا على الحبال، أنا فخور بكل من له رصيد في دولة اقليمية بشرط أن يكون ممثل العراق مع تلك الدولة، لا أن يمثل تلك الدولة في العراق، عليه أن يعمل لخدمة العراق ويستثمر رصيده في تلك الدولة لخدمة العراق، لا أن يكون غاطسا في هذه الدولة أو تلك!!... لماذا؟. متى نستيقظ من هذه الغفلة (تفرق الكلمة)؟ متى نقدر من يتصدى للمسؤولية؟ ومتى نلتقي مع ابناء شعبنا؟ حيث نئن لأنينهم، ونفرح لفرحهم، ومتى نعيد الأبتسامة المسروقة الى شفاه الأطفال؟ متى؟. انتم المعول عليكم إخواني وأخواتي في هذا الامر، لإن قارب التجربة (العراق الجديد)، إذا انقلب لا ينجو منه أحد حتى الذي يجيد فن السباحة، لان الماء مليء بالكواسج، والشاطىء بعيد. قدرنا كعراقيين أننا في قارب واحد، لذلك يجب أن نعمل سوية، وأن يقوي بعضنا البعض الآخر، منذ عام 1996 وأكثر من أخ هنا جالس في هذه القاعة (قاعة البرلمان)، شاهد على تجربة اتفاق بيننا وبين إخواننا السنة في لندن عام 1996. الأن احد الأخوة جالس في الجانب الأيمن من القاعة، وأخ آخر (أياد السامرائي)، يجلس في الجناح الايسر من القاعة، أ يصح هذا بعد مضي هذه الفترة؟ هذه الفترة التي نيفت على العقد من الزمن، أ يصح أن نتراجع اكثر بعدها ونتباعد؟!. لذا سأدعو هذه الرموز، وهذه الشخصيات (للقاء والحوار)، وقد زارني بعض هؤلاء الاخوة (من التوجهات المختلفة)، في لندن ووعدتهم خيرا، لذا سألتقيهم إن شاء الله (سبحانه وتعالى)، في بغداد لكي نبدأ ونبدأ بعمق. المسألة ليست مسألة خطابات وثقافة، الشعب ينتظر مواقف، يجب أن نعيد النظر بمعايير الربح والخسارة، ليس الربح أنك تملك حجما في الكيان الذي ترتبط به، وليس الربح أن يكون لكيانك حجم في البرلمان، إنما الربح الحقيقي: أن يحتل البرلمان موقعا متصديا لتجسيد طموحات العراقيين، لأن الكل ينتظرون ذلك. نريد علاقات مع الدول الأقليمية، لكننا نريدها أن تكون علاقات دعم واحترام، نحن نتمنى لهم كل الخير(دول الجوار)، ولكن يجب أن يبادلونا هذا الشعور، لأننا لا نريد أن نتدخل بشأن أحد. على كل عضو من أعضاء البرلمان وأنا واحد منهم، عندما يسافر الى الخارج، لينقل من هنا، من العراق، لينقل احترامنا للمرأة، لينقل كيف طوينا المسافات على الرغم من قصر الفترة وشدة التحديات. على عضو البرلمان أن يتحدث عن العراق وهو رافع الرأس، عيب والله (العظيم)، أن البعض منا يذهب الى الخارج، ولا ينقل إلا عيوب التجربة فقط، وعلى لسان الذين يتصدون لقيادة التجربة!!. ماذا يعني أن تكون قائدا، إن لم تأخذ شعبك الى ما تريده وما تؤمن به؟ تريد أن تكون رئيسا؟ يأتي شعبك بك. أما إن كنت تريد أن تكون قائدا، فعليك أن تأتي بشعبك الى حيث تعتقد، ولذلك يسمى القائد قائدا. حتى لو استبدلت الهتافات والتصفيق باللعنات، فهذا الامر يـُخوف به الجبناء والمنافقين، لا يـُخوف به ألإنسان الذي يتصدى لحمل الأمانة، في إي حزب، وفي إي جبهة، وفي إي برلمان. كثير من الذين قادوا شعوبهم قتلوا، اقرأوا التأريخ، الإمام (علي) قاد شعبه وقتل، والإمام (الحسين) قاد شعبه وقتل، اقرأوا (غاندي) عام 1948 قاد شعبه وقتل، اقرأوا عن كل القادة الذين خلصوا من الحرب الاهلية، إقرأوا في امريكا (إبراهام لينكولن)،(حكم من عام 1860 الى عام 1865) ووحد الأمريكتين بعد أن ضحى لاجل ذلك ستمائة الف شخص، قاد شعبه للنصر لكنه قتل. لماذا لا يعرف أحدنا عن الثاني المشتركات؟ اقرأوا تاريخ المذاهب وانظروا المشتركات، اقرأوا تاريخ الإمام (جعفر بن محمد الصادق)،(عليه السلام)، و(أبو حنيفة)، و(مالك ابن أنس) و(أحمد بن حنبل)، اقرأوا (الشافعي)، وستجدون المشتركات بين هؤلاء جميعا. اقرأوا رواد الحركة الاصلاحية الجديدة، اقرأوا (الكواكبي) و(محمد عبدة) و(رشيد رضا)، اقرأوا (جمال الدين الافغاني)، كل هؤلاء ينتمون الى خط أهل البيت (عليهم السلام)، وكل هؤلاء يضطلعون بمهمات فقهية مختلفة. اقرأوا رواد الفكر منذ فجر التاريخ، منذ خمسمائة سنة الى ستمائة سنة قبل الميلاد، كل هؤلاء يشتركون في الفكر الإنساني. ليست لدي حاجة إلى هذا الحديث، ولست محتاجا لأن أتحدث هنا في مجلسكم هذا، ولولا احترامي للشيخ (الشيخ خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب)، لهجوته بثلاثة ابيات من الشعر. لست بحاجة أن آتي إلى هنا فليست عندي أزمة شخصية، ولا عندي طموح متلكىء حتى أتحدث هنا، أنا هنا لإتحدث عن جراحات شعبي، وأتحدث عن امتدادات هذا الشعب في الخارج. كيف ينظر لنا الشعب العراقي جميعا كمسؤولين؟ والى أين نحن نسير؟ ومتى نعيد حفظ اللحمة بيننا؟ ومتى يشعر أحدنا أن الوزير المتفاني هو ابن له أو أخ، سواء كان من مذهبه أم من مذهب آخر؟ ومتى نشعر أن المتصدي للحكومة يجب أن يـُحمى. ما بقي من الوقت فهو لسماحة الشيخ ولكم. شكرا جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الخطبة الثالثة 22/11/2006
خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي بتاريخ22-11-2006