عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي بتاريخ22-4-2006
كاتب الموضوع
رسالة
تيار الاصلاح الوطني مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي بتاريخ22-4-2006 الخميس 19 نوفمبر - 17:35
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه النتجبين وجميع عباد الله الصالجين السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته اذا كان لي لابد من كلمة مرتجلة وسريعة..... أود أن أذكركم، أن هذا المكان الذي هو معقد آمال ابناء شعبنا العراقي، يفترض أن يشهد نمطية جديدة في الاداء، وانا لا اقول: ان العراقيين كلهم هنا في هذه القاعة، لكني استطيع أن اقول: إن الانواع العراقية كلها في هذه القاعة. من خلال هذا التشكيل السياسي، القومي، الديني، والمذهبي المتنوع، تتمثل بمكوناتكم مكونات شعبنا العراقي، وعندئذ نحن بأمس الحاجة الى أن نجعل التقارب هنا في الكراسي، ليس تقارباً جغرافيا متحاجرا، لا يعدو أن يكون بدن في مقابل بدن، إنما نتمنا أن تمتزج جميع الافكار من أجل أن نبحث عن الأواصر الوطنية والسياسية المشتركة . نتمنى كذلك، أن تتمازج مشاعركم وعواطفكم، حتى تنعكس من بريق عيونكم على شعبنا العراقي، والذي عندما يتطلع الى هذا الجمع المبارك، يجده جمعا وحدويا، وعندما يتبلور في تفاعلكم، تفاعل استراتيجي راسخ فإنه يرسم مستقبلاً واعدا لشعبنا. يفترض بنا أن نفكر، كيف يمكن أن نبلور وحدة فهم مع الآخرين؟ فالتعدد المذهبي عقدة طائفية، وعليكم أن تمنعوا الامتداد الطائفي المعقد من أن يصل الى البرلمان، وأن تعكسوا نمطية اخرى، تتمثل في التنوع الحضاري الايجابي، وأن نمنع التناحر والتحارب والاحتراب. من خلال ذلك، وما أفرز الى هذه القاعة، يتوجب علينا أن نجعلها رئة مفتوحة، لا تختنق بهذه السلبيات، اذن والآن لابد لنا من أن نفكر، كيف نمتد بايجابياتنا الى الساحة، ونمنع سلبيات الساحة علينا؟ أقرأ في هذه القاعة تمنيات كبيرة، أرجو من الله (جل وعلا)، أن توفقوا لها، وارجو أن يكون هذا البرلمان، تحت هذا السقف الذي لطالما تطلعت اليه لأن يكون جمعا مشتركا، يعكس الجمع المشترك للشعب العراقي، وأن يشهد عقلا متنورا يجيد فن الحوار والتعاون من موقع الاختلاف. إن الحوار من موقع الاختلاف حالة حضارية، يتقدم فيها القلم على البندقية، وتعلو فيها الكلمة فوق قرقعة السلاح، وأزيز الرصاص، لذا يجب أن نعطي هنا هذا التنوع بين السلطة التشريعية بمهامها التسع او السبع في الدستور، نمطية جديدة، كيف تكون عقلا يشرع القوانين؟ و يملأ فراغات الدستور؟ وبنفس الوقت كيف تكون ظهيرا للحكومة التنفيذية، وليس خندقا يواجه هذه الحكومة؟. كذلك، كيف نجعل من البرلمان ساندا حقيقيا وظهيرا حقيقيا، يـَشعـر المتــحدث فيه، أنه عندما يتكلم فإنه يتكلم وفق الدستور، ويفكر كثيرا قبل أن يتحدث، ويختصر جهد الأمكان، على قاعدة(خير الكلام ما قل ودل)، يستطيع بذلك أن يصيب كبد الحقيقة. لذا لا ينبغي أن يكون خندق البرلمان، في مقابل خندق السلطة التنفيذية، لتصور على أنها عملية مواجهة، بل هي عملية تكامل، فالسلطة التنفيذية تستمد قوتها من قوتكم، وتستمد استقرارها من استقرار قاعدتكم العريضة، لذلك تتغنى شعوب العالم بأن لها برلمانات كبيرة ومتماسكة تقوم على قواعد دستورية. أنا لا أنظر للبرلمان كم له من العمر، قلتها اكثر من مرة، لقد استطاع العراق في عام 2005، عام التحديات العظام، أن يحقق إنجازات كبيرة عجزت عنها اكبر دول العالم، نحن نستطيع أن نخطو ببرلماننا، ونحقق إنجازات كبيرة، إن تلبسنا بعقلية حكومة المشاركة . عقلية المشاركة، تجعل المشرع هنا في البرلمان عندما يتحدث عن اخيه في الجهاز التنفيذي، أو الجهاز القضائي، فأنه لايتحدث على نحو التضاد، بل على نحو التكامل. أنا أتمنى أن تــَشيع في اوساطنا هنا في البرلمان، روح الاخوة، والوعي للمشترك السياسي، والمشترك الاداري، والمشترك التنظيمي، حتى نستطيع أن نحعل عداد الحركة لا يقوم على اساس حركة عقربة الزمن ، بل على اساس أنه عندما بدأ البرلمان جلساته، بدأت عمليات الإرهاب بالتراجع، وبدأت عمليات العمران ومستوى الخدمات بالتصاعد القوي. إن الشجاع ليس الذي يبحث عن ثغرة ليردمها، فالشجاع فينا من يستطيع أن يتقدم بالعملية السياسية في مواجهة من يريد أن يقوض أمن بلدنا، ويعمل على وقف هدر الدماء التي سالت من منطقة الى اخرى على يد الإرهاب الذي لا يفرق بينكم أبدا. انظروا حصاد الاسبوعين الماضيين؟ لم يفلت من يد الإرهاب احد!؟ فاذا كانت الافعال لا توحدنا، دعوا ردود الفعل توحدنا، فمادام الفعل(الإرهاب)، يستهدفنا جميعا، لابد من أن تكون ردود فعلنا، ردودا كبيرة ضد الفعل الإرهابي الموجه نحونا جميعا. عدوكم الوحيد هو الإرهاب فقط ، فلا يوجد سني يستبيح دما شيعيا، ولا يوجد شيعي يستبيح دما سنيا، ولا يوجد مسلم يستبيح دما لغير مسلم، عدوكم الوحيد هو الإرهاب، لذا إياكم أن تفتحوا جبهة اخرى غير جبهة الإرهاب. عمق المؤامرة الإرهابية، تريد أن تجعل العراق حمام دم، هذا العراق الذي ورثناه عن ابائنا وأجدادنا عائلة واحدة، لانك تجد التنوع في كل مدينة، ويستحيل عليك أن تجد مدينة في العراق لا يوجد فيها تنوع، كما يستحيل عليك أن تجد قبيلة من قبائل العراق الكريمة دون تنوع. في العراق، يستحيل أن تجد مدينة من المدن، ليس فيها وشائج الوحدة الرائعة، والزيجات المختلطة، ماذا نقول لأبنائنا، عندما استطاعوا أن يتعايشوا مع ام سنية واب شيعي، وبالتالي مع أخوال من السنة وأعمام من الشيعة . كيف نأتي بزيجة جديدة ونقول: حدد موقفك، أما أن تكون مع أبيك ضد أمك، أو مع أمك ضد أبيك!!. أتمنى لهذه القاعة أن تصبح صوت البرلمان المدوي في عالم التشريع، وصوت النقد البناء الذي يعين السلطة التنفيذية، وأتمنى أن تشعروا أن رئيس الوزراء هو ابنكم، وأن الوزراء إخوانكم وأبناؤكم، وإن الوزيرات أخواتكم . كفى نفكر بعقلية المعارضة، مازلنا حتى اليوم لا نصدق أننا في الحكم!! أنتم الآن في صلب الحكم، هنا يصنع القرار على اساس دستوري، وهنا تراقب الحكومة، وهنا تقر المواثيق الدولية، لذا عندما يخطىء أحد منكم سددوه بالنقد البناء، لا بنقد القسوة والشدة. أتمنى لكم كل الموفقية، وها أنا الآن قد عدت لكم اخا، قلت لمن عرض علي مواقع متعددة، قلت لهم: لا يسعني إلا كرسي البرلمان. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته . الخطبة الاولى 22/4/2006
خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي بتاريخ22-4-2006