عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: خطاب الدكتور الجعفري امام البرلمان العراقي الخميس 19 نوفمبر - 17:37
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق أجميعن، سيد الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين وجميع عباد الله الصالحين، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "أ فمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم " في هذا اليوم، ولادة جديدة، ولادة حكومة لطالما اشرأبت لها الأعناق، وتطلع لها أبناء العراق الذين كانوا ينتظرون ولادتها. لقد كانت مسؤولية الولادة كبيرة، ولكن مسؤولية إنجاح هذه التجربة والمضي في مسارها المحدد حتى نهاية عامها الرابع مسؤولية اكبر، وعليه مثلما نفرح الآن، ندعو الله(سبحانه وتعالى)، مخلصين أن يديم فرحنا، وأن نتواصل مع هذه الحكومة يدا بيد لتحقيق آمال شبعنا وطموحاته. لدي ثلاث وقفات، في ثلاث محطات سريعة: الوقفة الأولى مع البرلمان: هذا البرلمان سيكون عمره اربع سنوات، والبداية هي دائما نقطة الافتراق بين النجاح والفشل، فمن أين نبدأ؟ لنحدد البوصلة والاتجاه الذي ترسو عليه دعائم النظام، هذا النظام الذي يتبلور في رحم هذه القاعة، حيث تولد القرارات ويولد التشريع، وهنا في هذه المحطة (البرلمان)، ترصد نشاطات الحكومة وأعمالها. إن أعضاء البرلمان الذين يكونون الحكومة مائتان وخمسة وسبعون عضواً، حيث يفترض أنهم يفكرون بمائتين وخمسة وسبعين عقلا، ويتحركون بمائتين وخمسة وسبعين إرادة. لذا أنا لا افترض أن يسمح أحد لنفسه أن يكون صدى لصوت الآخرين، وإنما لابد من أن ينطلق من ارادة حرة، وعقل متنور، حيث يدلي برأيه كما يعتقد حتى إذا كان خطأ. إن الشعب الذي اختاركم، هو نفس الشعب الذي اختار كل الأعضاء، ولذلك أرجو أن لا يختزل أحدكم نفسه في حزب، أو جبهة، أو قوة سياسية، وإنما يجب أن يحلق هنا في هذه القاعة ممثلا للشعب كله. أرجو أن تسود ثقافة المشترك، والتعرف على ايجابيات الآخرين، أرجو أن ننزع النظارات السوداء التي يلبسها بعضنا عندما ينظر الى الآخرين، أرجو أن ننسلخ من عقلية قراءة الآخرين من الخلفيات السلبية، وأرجو أن يتعرف كل واحد منا على الآخرين، كم له من طاقة؟ وكم يشكل وقود حركة نستطيع نحن - العائلة البرلمانية- أن نمشي به حتى نهاية المشوار؟. أسألوا أنفسكم ماذا تعرفوا عن الآخرين من إيجابيات؟ وعندما تختزنون في ذاتكم ودواخلكم ايجابيات إخوانكم نحن في صحة، يجب أن نتعرف على الآخرين، ماذا يملكون من طاقة؟ وكم يستطيعون أن يبنوا البلد؟ نحن لسنا بحاجة الى ثقافة السلبيات، لسنا بحاجة الى أن نعيش هنا نتجاور بالأبدان وينعزل أحدنا عن الآخر بالفكر والسياسة!!. نريد للبرلمان أن يكون برلماناً قوياً يحترم فيه الزمن من قبل البرلماني، تعرفون ماذا تعني الدقيقة، هنا الدقيقة في عمر البرلمان، تعني مائتين وخمسا وسبعين دقيقة، أي أكثر من ست ساعات. لذا عندما يتكلم أحدنا، أو يعلق أو عندما يطلب نقطة حوار فإنه يأخذ من وقت البرلمان أكثر من ست ساعات كل دقيقة، أما إذا أخذنا بالحسبان الملايين التي تنظر عبر شاشات التلفاز، فمعنى ذلك أننا في كل دقيقة نخسر ملايين الدقائق من وقت أهلنا. فهل لنا إن انطلقنا أن نحترم الزمن البرلماني، والعقلية البرلمانية، وصممنا ذهنية تستطيع أن ترصد السلبيات، وتستطيع أن ترصد آمال الشعب وطموحاته حتى نعمل على تحقيقها. هذا هو المطلوب في وقفتنا الأولى معكم كأعضاء برلمان، إن الشعب الذي اختار البرلمان، يتطلع الى أننا نحضر هنا ونستمر ولا يتوقع منا أن ننسحب. أنا أحترم كافة وجهات النظر، وأدرك جيدا أن الخلاف في وجهات النظر مدعاة للحوار والمواصلة، وليس مدعاة للانقطاع. لذا نأمل من الأخوة الذين تركوا القاعة، أن يكون تركهم هذا انقطاعا لا قطيعة، ويعودوا إلى البرلمان بأقوى مما خرجوا منه، هذه هي الوقفة الأولى مع محطة البرلمان . الوقفة الثانية مع الحكومة التي ترأستها في عام 2005 إلى عام 2006: ينبغي أن اذكر هذه الحكومة بكل احترام وتقدير، وأن أحترم تلك الإرادة القوية التي تجسدت في كامل أعضاء حكومتي نوابا ووزراء، وجميعنا ندرك جيدا أن الطموحات الكبيرة التي حققوها، لم يكن ليحققوها لو لم تكن هناك نوايا صادقة ملأت ضمائرهم وقلوبهم، وإن لم تكن هناك إرادة قوية تحركت لتحقيق ذلك. إن التحديات الكبيرة التي واجهتها الحكومة الانتقالية، لم تكن تحديات سهلة، فهذه التحديات لو مرت على أي حكومة لأصبحت رمادا تذروه الرياح. لقد كان عام 2005 عام الطموحات الكبيرة، والتحولات الكبيرة، واقولها بكل شرف وعز. لذا سيطأطىء التأريخ رأسه عندما يسجل عام ألفين وخمسة في سجلاته. فماذا حدث في عام 2005؟ وماذا تحققت فيه من مصالح كبيرة؟ وماذا استطاعت أن تتجنب فيه الحكومة الانتقالية من كوارث فادحة؟ تعرضت بعض الدول لأقل منها فتركت آثارا خطيرة عليها. الى هذه الحكومة بكل لجانها، وبمفاصلها كافة، تحية ملؤها الاعتزاز والتقدير لكل السادة الوزراء، وكل الذين عملوا في مفاصل الدولة، والذين أسهموا في إرساء الأمن، والارتقاء بالوتيرة الأمنية وتخطي الصعوبات . الوقفة الثالثة مع الحكومة الوليدة: في هذه الحكومة الجديدة، تعلمون جيدا كم من المرونة ابداها أخونا (المالكي)، عندما شكل الحكومة، وأنا أدرك عمق المعاناة لمن يتصدى لتشكيل حكومة في مثل هذا الظرف الصعب، وفي ظل خارطة معقدة، وخلفيات متنوعة. لكن الأخ المالكي، استطاع وعلى الرغم من كل الصعوبات أن يشكل هذه الحكومة، لكن مسؤوليتنا تبقى في أننا لا ينبغي أن نقف جانبا. كما قلت في خطابي السابق(في البرلمان): إن رئيس الوزراء هو أخوكم، وإن الوزراء والوزيرات هم إخوانكم وأخواتكم، ولذلك يجب أن يشعروا عندما يأتو هنا الى البرلمان، أنهم جاؤوا إلى مسكن، وأنهم ليسوا هنا في ميدان مواجهة، بل في خندق دعم و تكامل، و رفد. في البرلمان يجب الدفاع عن الحكومة بالحق، ونقدها نقدا نقصد به التقويم وليس الايقاع، لذا ينبغي أن لا ننظر الى كل موقع من مواقع الدولة من خلال الشخص الذي يشغله، بل يجب أن ننظر الى الذين يشغلون المواقع من خلال مواقعهم الوطنية. إن العقد بين المواطن والموقع ثابت لا يتزعزع، نحن مع رئيس الوزراء، سواء أكان المالكي الان، أم علاوي سابقا، أم أي رئيس وزراء آخر. لذلك نحن جميعا على المحك، ويجب أن نقف إلى جانب رئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، وكافة المسؤولين في كل مواقع الدولة، لأن الوطنية تتوقف على ذلك، يجب أن توحدنا الأفعال التي تقوم على الهدف المشترك. العراق كله ينتظر منكم نتاج أربع سنوات، ماذا سنفــّرق بالبرلمان من عطاء؟ وماذا ستقدم الحكومة من مشاريع، ومن تجاوز وتخط للمشاكل؟. خلال أربع سنوات، ماذا سنقدم لأبناء شعبنا؟ وإذا لم تكن الأفعال والمشترك وحدهما كافيين لأن نصنع سلوكا ونمطا مشتركاً، ففكروا بردود الأفعال، رد الفعل أحيانا يقرب الأبعدين، رد الفعل في الحرب العالمية الثانية قرب بين ستالين في أقصى اليسار مع تشرشل وترومان ضد هتلر وضد موسوليني في ايطاليا. إن ردود الأفعال في بعض الأحيان، تبعد القريب، وتقرب البعيد أحيانا. كل رؤوسكم مطلوبة من قبل الإرهاب، وكل أعراضكم معرضة لأن تنتهك من قبل الإرهاب، ولذلك رد الفعل يجب أن نضعه أمامنا دائما، وأن نوجهه توجيهاً صحيحا. أيها الإخوة إنكم ما جلستم هنا صدفة، فأنتم تمثلون عصارة دم وعرق، عصارة الدماء الطاهرة التي قدمها العراقيون عبر مسيرة مضمخة بالدم، قدم فيها العراقيون قرابة المليون شهيد، مليون قتيل، مليون ضحية، وكان تاج هذه التضحيات الإمام السيد محمد باقر الصدر(قده). السيد محمد باقر الصدر، لوحده كان قمة للشهادة، فشهادته كانت شهادة نوعية جسدها هو وبقية الشهداء. لذلك يجب أن نستحضر دائما، أننا نمضي في ذلك الطريق الطاهر، هذا الطريق الذي شقه شهداؤنا العظام من كل أبناء المذاهب، والديانات، والقوميات، والقوى السياسية. لذا ينبغي أن نتخذ من هؤلاء وقودا، وأن نستمر بالتقدم إلى أمام بهذا الوقود، وأن نعتبر كل واحد من أعضاء الحكومة (حكومة المالكي)، أخاً نتفانى من أجل الدفاع عنه، لأننا في تفانينا في الدفاع عنهم، نتفانا في الدفاع عن وطننا، لأن الوطني لا ينفك ابدا في الدفاع عن وطنه. شكرا جزيلا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الخطبة الثانية:22/5/2006