عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
« إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف لو جاءوا بذنوب أهل الدنيا :
رجل نصر ذريتي .
ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق .
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب .
ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا »
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمر : 16 الموقع : http://www.eslahiraq.net
موضوع: نسرين برواري وزيرة البلديات والأشغال العامة الخميس 19 نوفمبر - 23:21
نسرين برواري وزيرة الاشغال والبلديات العامة مرحبا بكم في حوار جديد مع وزير اخر من وزراء الحكومة الانتقالية، ضيفتنا في هذا الحوار وزيرة الاشغال والبلديات العامة في حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري السيدة نسرين برواري، فمرحبا بكم سيدة نسرين. الوزيرة :أهلا وسهلا. - معالي الوزيرة، نود ان نسمع نبذة مختصرة عن حياتكم الشخصية. الوزيرة: أنا انحدر من عائلة كردية كانت تسكن بغداد منذ الخمسينيات، الوالد كان يعمل في السلك العسكري، ولهذا السبب كان يتنقل بين محافظات العراق كثيرا بينما العائلة كلها مستقرة في بغداد. انا البنت الوحيدة في عائلة تتألف من تسعة افراد فلدي ثمانية اخوة، وانا الاخت الوحيدة والاصغر، كانت ولادتي في بغداد، اكملت دراستي الابتدائية، والمتوسطة، والاعدادية والجامعية في بغداد. ارتبطت بعلاقات قوية جدا مع كثير من العوائل الموجودة في بغداد، وهذا كان بداية مشواري المهني، والسياسي والشخصي. بسبب كوننا ننحدر من عائلة كردية كانت مناهضة للنظام، ولها نشاط سري ضده، تعرضت عائلتنا الى الكثير من المضايقات، والاضطهاد السياسي، هذا الاضطهاد توج باعتقال العائلة بكاملها عام 1981، ومن ثم حجزها في سجن الفضلية ببغداد لمدة عام كامل، بسبب مواقف عائلتي السياسية، وقد كنت في عمر الـ 14 حين اعتقلت مع عائلتي. - هل كانت هناك نشاطات معينة تقوم بها العائلة، استاذة برواري؟ الوزيرة: بعض افراد العائلة كانوا مشاركين مع الثورة الكردية المناهضة للنظام السابق، وفي نشاطات عسكرية وسياسية خارج حدود المناطق الكردية وداخلها. في بغداد، كان لإخوتي نشاط سري من خلال عقد الاجتماعات والمشاركة فيها، وكما يعرف الجميع، تكن هناك مقاومة، او معارضة علنية في زمن صدام لانها ان وجدت كانت تؤدي بحياة الفرد الى الموت، وبسبب هذا النشاط اعتقلت العائلة بكاملها، بعد انتهاء فترة الاعتقال استمر نشاطنا لكن باساليب سياسية اخرى. عام 1991 اكملت دراستي الجامعية في الهندسة المعمارية، وعندما اندلعت الحرب ضد العراق بسبب احتلاله للكويت، ساهمنا في الانتفاضة في كردستان العراق، ولكن هذه الانتفاضة فشلت بسبب هجوم القوات العسكرية العراقية. انا كنت في دهوك في ذلك الوقت، وقد كنا آخر عائلة تغادر الى الحدود التركية، كوننا لم نرد ان تفشل هذه الانتفاضة التي عشناها، ومن خلالها عشنا فرص قرب سقوط نظام صدام، ولكن بسبب الوضع السياسي في ذلك الوقت، وتخلي المجتمع الدولي عن الشعب العراقي فشلت الانتفاظة. الشعب العراقي كان تحت ظروف قاسية جدا، ورغم ذلك نهض وقاوم نظام صدام في عام 1991. بسبب كوننا آخر العوائل التي خرجت من المدينة الى الحدود، اجبرنا ان نمشي 3 ايام قبل ان نصل الى الحدود التركية، واتذكر عندما وصلنا الى الحدود لم تكن الحكومة التركية قد فتحت ابوابها امام اللاجئين الاكراد، حيث كنا ضمن الملايين من الاكراد الذين هاجروا الى الحدود التركية والايرانية، في نفس الوقت الذي هاجر فيه اخواننا الشيعة الى الحدود الكويتية والسعودية. قضيت ثلاثة اشهر في المخيمات، في ظروف قاسية جدا، ولكن في وقتها كان الشعور بالانكسار بسبب فشل الانتفاضة هو الشعور الاكثر حزنا، لكن بعد ان تبنى المجتمع الدولي تشكيل المنطقة الامنة في كردستان العراق، رجعنا مع بقية اللاجئين الى كردستان. في كردستان بعد الانتفاضة، بدأت مسيرتي المهنية، وانا افتخر اني بدأت حياتي العملية، والمهنية بالتدرج، فقد بدأت كمهندسة مشرفة على رجوع اللاجئين من المخيمات الى مناطقهم الاصلية، وعندما اقول: مناطقهم الاصلية فانا اتحدث عن الاف القرى التي هدمها نظام صدام من خلال سياسة الاضطهاد العرقي التي تعرض لها الاكراد. هذه العوائل التي هربت وعادت، كانت تعيش في ملاجئ، وقد ساهمنا في ارجاعهم وعملنا مع مجموعة من منظمات الامم المتحدة من اجل ذلك. لقد تدرجت في السلم الوظيفي، ثم تسلمت مسؤولية ادارة وكالة الامم المتحدة، وكان هذا نادر الحدوث وبنسبة 97% . لقد كان من النادر ان تسلم الامم المتحدة برنامجها الميداني لاعادة النازحين الى موظف محلي، خاصة اذا كان تمويل هذا البرنامج كبيرا يصل الى ملايين الدولارات المخصصة لاعمار القرى، والمدارس المهدمة، ولاغاثة اللاجئين والمرحلين. الامم المتحدة كانت لاجل هكذا نوع من البرامج تجلب موظفيها الدوليين، فكان تسليمي ادارة البرنامج سابقة من نوعها، اي: ان يقوم موظف محلي بإدارة برنامج لاحدى وكالات الامم المتحدة. الشيء الاخر ان يكون هذا الموظف المحلي امرأة، فقد تقلدنا مناصب قيادية، وحملنا مسؤولية ادارة برامج اعمار كبيرة منذ زمن مبكر، وهذا بسبب تقلدنا مناصب ادارية، وبرامجية، وتخطيطية، وبسبب تدرجنا في السلم الوظيفي. لقد ساعدنا اخلاصنا في العمل، وحبنا له، وكذلك اجتهادنا وساعات العمل المضنية التي كنا نقضيها، حيث قضيت سنتين في ادارة وكالة المستوطنات البشرية في كردستان. في حياتي مررت بمرحلة انتقالية وانا ارأس هذه الوكالة، حيث لاحظت اني مشرفة على برامج مهمة جدا تتعلق باعمار اقليم كامل، حيث كنا نقوم باعمار قرى، واعادة تأهيل المدن، وتوفير خدمات اساسية لكثير من المرحلين والمهجرين والساكنين في كردستان، لقد كانت قضايا على مستوى عال من الاهمية. لقد كان لبرنامجنا علاقة باقليم كردستان من جهة، والتأثير الاقتصادي والاجتماعي على المواطنين في الاقليم من جهة اخرى، من هنا قررت قرارا شخصيا ان احسن من قدرتي، وارفع من مستوى كفاءتي. حين اتخذت هذا القرار كنت في اوج نشاطي في وكالة الامم المتحدة، وكانت امامي فرص كبيرة، ورؤى مستقبلية واعدة، ولكني رغم ذلك قررت ان اهيء نفسي، واحسن من كفاءتي. في عملي في وكالة الامم المتحدة حملت مسؤوليات هندسية، وتخطيطية، ومالية، ومن هناك جاء اختياري الشخصي بأن آخذ اجازة لمدة سنتين من العمل، لاحسن من مهاراتي، وازيد من كفاءتي وقدراتي، من اجل تقديم خدمة افضل للمواطنين. هناك من يتساءل: لماذا اخترت هذا الطريق، ولم اختر طريقا آخر اسهل، واقل مسؤولية؟ في عائلتي تربينا منذ الصغر على الخدمة العامة، لانه من اجل ان يكتمل ايمان الشخص، واخلاقياته يجب ان يخدم الآخرين، فهدفنا ان ناتي الى الحياة حتى نقوم بتقديم رسالة، وهذه الرسالة تختلف عند بعض الناس. انا احترم كل الرسائل، واحترم كل عائلة تختار رسالة ما، لان هذا اختيارها، رسالة عائلتي التي تربيت عليها: اننا ناتي الى الحياة لكي نقدم خدمة، ولقد اتينا من اجل ان نرسخ كل امكانياتنا، وطاقاتنا للمصلحة العامة.
عندما قررت ان اترك العمل في الامم المتحدة كان ذلك لكي اكمل دراستي العليا، واخترت جامعة (هارفرد)، واخترت اختصاصا يؤهلني للخدمة من خلال الحكومة، حيث درست برنامج ادارة الحكومات لمدة سنتين، وتخرجت في عام 1999 بدرجة ماجستير في ادارة الحكومات. بعد حصولي على درجة الماجستير كان هدفي ان ارجع الى كردستان، ومن خلال كردستان نؤهل روحنا، ونحضرها لبناء العراق عندما يتحرر، وقد تحرر العراق بمشيئة الله، وبعد حصولي على الماجستير وعودتي الى كردستان تم تعييني كوزيرة اعمار وتنمية في حكومة اقليم كردستان، وبقيت في هذا المنصب الى عام 2003 عندما تغير النظام، والحمد لله. - معالي الوزيرة، بعد سقوط النظام شغلتم منصب وزيرة البلديات والاشغال العامة، كيف تم اختياركم لهذه الوزارة، وهل كنتم تطمحون لوزارة الاشغال ام الى وزارة اخرى؟ الوزيرة: مثلما ذكرت انا منذ عام 1999 حتى عام 2003 كنت وزيرة الاعمار والتنمية في اقليم كردستان، ومسؤوليات وزارة الاعمار والتنمية في كردستان تشبه مسؤوليات وزارة الاعمار والاسكان في بغداد، بل تشبه الى حد ما وزارة البلديات والاشغال العامة. مهمتنا في كردستان كانت اعمار الاقليم، وكما هو معروف حجم الدمار الذي تعرض له اقليم كردستان، نفس الخدمات قدمتها في بغداد بعد استلامي وزارة الاشغال والبلديات العامة. حين استلمت الوزارة في بغداد، كنا نعيش الظروف نفسها التي عاشها اقليم كردستان عندما كنت وزيرة للاعمار والتنمية، فقد كنا نعيش نفس الظروف السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. الدمار والحروب التي تعرض لها اقليم كردستان كان لاسباب سياسية، وبسبب تلك الحروب كان هناك اختلال في الادارة، وغياب للادارة، وقلة تمويل، وحتى استهداف امني، ومحاولات ارهابية ضد الاقليم. نفس الظروف التي عشناها في بغداد واجهناها في كردستان عقب عام 1991، هذا كله اهلنا لان نكون مستعدين لتحمل المسؤولية بعد تحرير العراق. حينما تم التباحث في تشكيل الحكومة (حكومة مجلس الحكم)، كان هناك طموح ان تكون هذه الحكومة حكومة تكنوقراط اضافة الى كونها حكومة سياسية، وقد تم ترشيحي من قبل الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي انتمي اليه لشغل منصب وزيرة الاشغال والبلديات العامة، ومن ثم تم اختياري ، واستلمت الوزارة في ايلول 2003. - كيف وجدتم استاذة برواري، واقع الخدمات في العراق مع تسنمكم الوزارة، وكيف وجدتم اهتمام النظام السابق بالخدمات خاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية؟ الوزيرة: لقد فوجئت عندما تسلمت مهامي في 2003 بمستوى تردي الخدمات، وعدم وجودها في الحقيقة، وقد فوجئت اكثر عندما راجعنا خطط التنفيذ حيث وجدنا ان بعض المناطق كانت مهملة لسنين وعقود من الزمن. لقد ثبت وبالدليل الدامغ ان النظام السابق لم يكن يهتم بالمواطن العراقي، ولم يكن مهتما بخدمته من خلال وزارة الاشغال او الوزارات الاخرى. إن وزارة الاشغال والبلديات العامة بالذات هي في تماس مباشر مع المواطن من خلال المهمة الحضارية، والاساسية التي تقوم بها الوزارة، إن عدم تقديم الخدمات للمواطنين في زمن نظام صدام اكبر دليل على ان هذه الوزارة لم تكن موجودة. لقد وجدت وزارة الاشغال تحت مسميات مختلفة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولكن في عام 1991 ادمجت مديريات الوزارة الفنية في وزارة الداخلية، وهذا بحد ذاته يعطينا فكرة حول الطريقة التي كان يفكر بها نظام صدام، إن النظام الصدامي كان ينظر الى موضوع الخدمات على اسس امنية بحتة. - معالي الوزيرة، هل لك ان تعطينا فكرة عن الكيفية التي تم بها فصل وزارة الاشغال عن وزارة الداخلية، وجعلها وزارة